إنقاذ قبرص يعزز الوجود الروسى فى مصارف الجزيرة

الثلاثاء، 17 سبتمبر 2013 07:22 م
إنقاذ قبرص يعزز الوجود الروسى فى مصارف الجزيرة صورة أرشيفية
نيقوسيا (أ. ف. ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعزز دور الروس فى إدارة "بنك قبرص"، أكبر مصرف فى الجزيرة، ما يعتبر نتيجة متضاربة مع تحفظات أوروبية، فى إطار خطة إنقاذ شاملة بسبب شكوك فى تبييض أموال مصدرها روسى.
ففى العاشر من سبتمبر، انتخب ستة روس فى مجلس إدارة "بنك أوف سايبرس" أثناء اجتماع تاريخى للمساهمين، خصوصًا من المودعين الذين تعرضوا لاقتطاعات فى حساباتهم بموجب خطة الإنقاذ الأوروبية، فى ما يُعد سابقة فى تاريخ المصرف.
واعتبرت المحللة المالية "فيونا مولن"، أن هذه الانتخابات يفترض ألا تدهش أحدًا كونها نتيجة طبيعية للتدابير المتشددة التى فرضتها خطة الإنقاذ الأوروبية بقيمة 10 مليارات يورو.
وفى مقابل خطة الإنقاذ فرضت على قبرص سلسلة تدابير منها تصفية "لايكى بنك" ثانى مصارف الجزيرة، واقتطاع 47.5 % من حسابات بنك قبرص التى يزيد رصيدها على مائة ألف يورو، وإعادة الهيكلة لهذا النظام المصرفى أدت إلى تحويل المودعين إلى مساهمين.
وقالت مولن "إن الروس على رأس أكبر مصرف فى الجزيرة هو نتيجة الخطة، فيما الرد على القادة الأوروبيين هو "تحصدون ما تزرعون".

فطوال المفاوضات مع الممولين الدوليين وصفت قبرص- خصوصًا من قبل ألمانيا-- كآلة ضخمة لتبييض الأموال الروسية.
واتهمت المصارف بعدم طرح أسئلة على الأغنياء الروس المقربين من الحكومة، الذين جاءوا لإيداع أموالهم فى مصارف الجزيرة. والقبارصة مقتنعون من جهتهم بأن ذلك هو السبب الذى من أجله أصر الممولون على أن تكون الجزيرة العضو الوحيد فى منطقة اليورو، الذى طلب منه فرض ضريبة على الحسابات التى تفوق قيمتها المائة ألف يورو.
وقال إلكسندروس أبوستوليدس، برفسور الاقتصاد فى الجامعة الأوروبية، فى نيقوسيا "إن أراد الممولون الدوليون تخفيف النفوذ الروسى فى الجزيرة لما كان عليهم بكل بساطة اختيار هذه التدابير المصرفية".
وأوضح "إن إرغام المستثمرين الروس على أن يصبحوا مساهمين يرسخ (حضورهم) أكثر من قبل فى الاقتصاد. إن الشخص الوحيد المرتبط ببلد أكثر من مودع هو المساهم".
وأضاف "فإن كانوا يريدون معاقبة الروس من خلال أخذ أموالهم وتحويلها إلى أسهم، فإنهم لم ينجحوا فى نهاية المطاف سوى فى إبقائهم".
وما زال يفترض على البنك المركزى القبرصى الموافقة على التعيينات، ومن بينها تعيين نائب رئيس جديد هو فلاديمير سترزالكوفسكى الذى كان عميلا فى أجهزة الاستخبارات السوفياتية (كى جى بي) سابقًا، وهو صديق مقرب من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ورئيس مجلس الإدارة السابق نوريلسك نيكل أكبر منتج للنيكل فى العالم، لكن فى نظر الجزيرة فإن الروس أنقذوا قبرص من الهاوية.

وفى مقابلة مع وكالة الأنباء الروسية ايتار-تاس، ذهب الرئيس القبرصى نيكوس أناستاسيادس إلى حد شكر الجالية الروسية على عدم رحيلها. وقال "إن أصدقاءنا بقوا أصدقاءنا".
واضاف أناستاسيادس أن صحة بنك أوف سايبروس تعتبر عنصرًا أساسيًا لاقتصاد الجزيرة الذى يعانى من أزمة خانقة معتبرًا أن الأمر الأساسى هو إبقاء المصرف عائمًا.
ويبلغ رأسمال المصرف 4,7 مليار يورو، يملك 81,4% منها 21 الف مودع أصبحوا مساهمين من خلال خطة الإنقاذ.
وأكبر مجموعة مساهمين تتمثل فى مودعى لايكى مع 18,1%، ثم يأتى رجال الأعمال الروس والأوكرانيين بنسبة 12 إلى 15%.
إلى ذلك قال الرئيس القبرصى "ليس لدينا أى فكرة فى ما إذا كان من الممكن إنقاذ المصرف، لأننا لم نر الحسابات. نجهل ما هو عليه الوضع المالى".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة