أتابع بدقة كملايين المصريين والعرب ما يحدث فى مصر خاصة وبلدان الربيع العربى عامة.. أتابع تردد الإدارة الأمريكية وتأخرها فى إعلان نظرتها لخروج الملايين لخلع وإنهاء حكم جماعة أرادت بل استماتت فى الاستئثارعلى مفاصل الدولة، هذا التردد الذى لا يليق بدولة بحجم الدولة الأعظم فى العالم، الاتجاه إخوانياً تارة ثم ما تلبس إلى تعديل بوصلة اتجاهها للشعب أو للجيش تارة أخرى، أدقق النظر أكثر فأجد تضارب مابين مواقف الكونجرس (الجمهورى) والإدارة (الديموقراطية) وأتعجب.. فقررت أن أكون أمريكياً للحظات وأفكر تفكيرهم وأنظر إلى تلك الدولة النامية القابعة فى جنوب المتوسط وشرق البحر الأحمر (مصر) والمجاورة لحليفنا الأهم والمحورى إسرائيل، فوجدت الآتى.. حكومة مصرية فاشلة بقيادة رئيس وزراء كل مؤهلاته لحية تبدو كمظهر إسلامى أو على أقل تقدير إخوانى لا طعم لها ولا لون.. إدارة رئاسية ضعيفة متحزبة لفصيل ولجماعة بعينها.. أداء متواضع فى السياسة الخارجية تقصى الوزير المختص وتبرز مساعد الرئيس للشئون الخارجية يثير الضحك أحيانا.. رئيس غير كفؤ يقول ما لا يفعل ويفعل عكس ما قال.. إسرائيل بأحسن أحوالها أمنيا لدرجة أنها تركت مصر وسوريا لنزاعات داخلية وركزت على إيران لدرجة أنها تعلن أن هناك ضربة قوية لإيران، وحتى لو بدون موافقة أمريكية.. خروج مصر عن السرب العربى باسثناء قطر وتغرديها وحيدة عن باقى بلاد العرب.. استجابة فورية من النظام القائم بمصر لأى رغبات أمريكية لدرجة إعلان الجهاد بسوريا وقطع العلاقات معها وإغلاق السفارة السورية بالقاهرة بمجرد تحول موقف أمريكا تجاه سوريا وتصريحات الإدارة بإمكانية دعم الجيش الحر بالسلاح، استقطاب داخلى وحالة من التشرذم والانقسام بين كل قطاعات الدولة بعضها البعض بل امتد الانقسام إلى داخل كل قطاع من قطاعات الشرطة والقضاء والإعلام وحتى الأزهر ونفس الشىء ينطبق على المصالح الحكومية والوزارات من تعليم وتموين وصحة وإدارة محلية، مما تسبب فى فشل وضعف كل هذه القطاعات، بعد كل ما تقدم وما ذكرت وما لم أذكر مما لا يخفى على أحد وجدت نفسى أن عدم سقوط الإخوان أو على أقل تقدير استثمار حالة الخلاف والاختلاف فى مصر بعد 30 يونيو، هو موقف أمريكى وطنى أصيل لكى تظل مصر مطيعة.. ضعيفة.. عصا لأمريكا وليست عليها.. ليتنا نكون مخلصين لأوطاننا ولتوجهاتنا كما يخلصون هم لوطنهم.. ليتنا يفيق إخواننا من غيبوبتهم وإلا سنجد أنفسنا أمام اقتتال داخلى ينتهى به الأمر الى هزيمة الكل.. ففى هذا الاقتتال لن يخرج طرفا فائزا.. بل أقسم بالله الكل خاسرون.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة