الشارعُ الممدودُ فى وسَطِ المدينةِ
فيهِ مئذنةٌ وسوقْ
للخضرواتِ وللفواكة
والتوابلِ والأوانى والخَشبْ
والكهرباءُ مُعطلةْ
لكنَّ نوراً مُسرجاً
مِنَ بينِ عرباتِ الحوانيتِ القديمةْ
الناسُ فى كل اتجاهٍ يذهبونْ
بَعْدَ المغيبِ
عباءةٌ وعباءةٌ وعباءةٌ
ما هَمَّ هذا الليلُ ماذا يلبسونْ
فى بداياتِ المساءِ المُقمرةْ
فى ليلةٍ
هى من ليالى المماليكْ
هى زُرقةٌ عربيةٌ والنَجمُ غربى المسيرْ
فوقَ البيوتْ
هذى القوافلُ من خيالاتِ البنفسجْ
الناقةُ التى تمشى فى هذا الهدوءْ
مِنْ خلفِها وأمامِها نوقٌ ونوقْ
تمشى على عتباتِ عينى اللتينَ تفردا
ماشياتٌ طالعاتٌ نازلاتٌ
وكأنهنَّ مُنزلاتُ بالحبالِ من القمرْ
يعلو وظيفاً..
يدنو وظيفاً..
وظيفاً.. وظيفاً
وظيفاً.. وظيفاً
فى رحلةٍ علْويةٍ بينَ النجومْ
ولها طريقٌ فوقَ سوقِ القيصريةِ
فوقَ خيماتِ القماشِ
وفوقَ نوباتِ الشهيقِ وفوقَ نوباتِ الزفيرْ
وأنا وقفتُ كأنَّنى مملوكْ
مِنْ بدءِ أهدابِ العيونِ إلى نهاياتِ العروقْ
لا تعودُ الكهرباءْ
الشارعُ الممدودُ فى وسطِ المدينةِ
فيهِ مشنقةٌ وبوقْ
محمد العريان يكتب: فى ليلةٍ من ليالى المماليك
الإثنين، 16 سبتمبر 2013 03:00 ص
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد عبدالناصر
رائع رائع