عصام كرم الطوخى يكتب: البقاء فى الظروف الصعبة

قد يجد الإنسان صعوبة بالغة فى التكيف فى الظروف الصعبة، والبقاء فى حالة توازن والتعامل مع الضغوط اليومية، وكيفية مواجهة رياح اليأس بداخله من عوامل عدة، ومتابعة ورصد تطورات ما يحيط حوله من أحداث قد تؤثر عليه بالسلب أو الإيجاب، لذلك يتوقف استمرارية وجوده بمحاولة وضع خطة وبدائل لبقاء وثبات ذاته فى أحلك الظروف، فلا تجعل الشدائد تحن رأسك، فمهما كانت الأزمات لا تفقد الثقة بتهاونك لأمر نفسك ومهما تفاقمت المشاكل أمامك ومع من حولك، لا تفقد يقينك بالله، فهذا وقت ابتلاءك واختبارك فكن على يقين أن الله معك، وسوف تجد مخرج للطوارئ مما أنت فيه، بثابت وقوة، وإذا كثر أعداؤك وصرت فى نظرهم ضعيف صيد سهل التهامه، وكثر هوانك على الناس، كن على ثقة بأخذك بالأسباب وتوكلك على الله فهو سندك وناصرك ومعينك، فسوف يجعل الله بينك وبينهم جدار حماية يكون عازل من شرورهم، وإن بدا ذلك فى بداية الأمر شر لك، فاصبر صبرًا جميلاً وبإيمانك ويقينك سوف تجده خير بعون الله.

وإذا كثر كيد أعدائك ثق تمام الثقة أن مكرهم سوف يرد إليهم، فالمكر السيئ لا يحيق إلا بأهله، واحمل بداخلك بشارة صبرك فى طريقك من الله، إن مع العسر والشدة وتوابع الأزمات يسر.

واحرص على ما ينفعك ولا تتعجل أمرك، واقطف من ثمار الحكماء والعلماء رحيق تجاربهم، لتنفع ذاتك ويفيد ذلك من حولك، وإذا أصابك مكروه فلا تتوقف عنده طويلا وتستشعر الندم بقولك لو إنك كنت أخذت الحيطة والحذر وفعلت كذا وكذا لكان الأمر مختلف، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، وواصل السير، فقد تكتشف فيما بعد أنه كان خيرًا لك ما حدث، ولكن قِصر مداركنا يحول بيننا وبين إدراك الشيء فى حينه.

واجعل حسن ظنك بالله، طريقك إلى الخير والسعادة، فكل منا على حسب ظنه ويقينه، قوانين البشر ووعودهم وعهودهم تختلف وتتبدل وتتغير أم وعد الله فهو آتيك لا محالة، لذلك استعن بالله فى كل شيء، وارفع يدك واطلب ما شئت، واسع إليه وصابر واستبشر الخير دائمًا، بكل خطوة تخطوها للأمام ولا تنظر للخلف مهما كان، فقد حدث ما حدث وانتهى، ولكن اتعظ من ماضيك وتطلع لما هو آت وواصل السير، وتذكر دائمًا إننا إلى الله راجعون فافعل الخير دائمًا.