قال السفير الفرنسى لدى الجزائر اندريه باران إن الضربة العسكرية ضد النظام السورى ضرورية بعد "تعنت" بشار الأسد وإصراره على النهج العسكرى فى مواجهة الأزمة.
وقال الدبلوماسى الفرنسى، فى حوار أجرته معه صحيفة (الشروق) الجزائرية فى عددها الصادر اليوم الاثنين، فيما يتعلق بحشد فرنسا لقواتها بالقرب من الحدود الجزائرية فى ليبيا والنيجر ومالى، إنه عندما يتعلق الأمر بمواجهة الأنظمة الشرسة فثمة عناصر قسرية تكون ضرورية فى بعض الأحيان للسماح بشكل محدد للدبلوماسية ببلوغ أهدافها.
وأضاف "هذا ما أثبته التاريخ، فالحالة السورية من وجهة النظر هذه هى بمثابة رمز، حيث يعنى الحل السياسى بأن يفهم بشار الأسد أنه لن يتمكن من الغلبة عبر استخدامه الأسلحة، فالنظام الواثق من قدرته على كسب المعركة عسكريا لن يكون لديه أى سبب للانخراط فى عملية انتقال سياسية، لكن النظام السورى رفض حتى الآن أى حل سياسى للأزمة.
وأشار إلى أن فرنسا سلكت الطريق منذ البداية فيما يتعلق بالأزمة السورية، ودفعت المجتمع الدولى للحاق بها، وليس لديها ما تخجل منه "لأننا كنا سباقين حين يتعلق الأمر بالدفاع عن شعب يذبح، فغالبية الدول تساند مبدأ رد الفعل المتناسب، وأدانت جميعها، دون استثناء، استخدام الأسلحة الكيماوية".
وأوضح أن الاتحاد الأوروبى، بل وأيضا بلدان كأستراليا والسعودية وتركيا ودول مجلس تعاون دول الخليج العربية، أعلنوا بوضوح مساندتهم لرد حازم، كما أدان الاتحاد بشكل حازم المذبحة واشترط تحميل المسئولين وزر جرائمهم، مضيفا "سنواصل التشاور حول آفاق التحرك مع شركائنا الأوروبيين، كما دعت الجامعة العربية مرتين المجتمع الدولى لاعتماد تدابير ردع ضرورية ضد المسئولين عن هذه الجريمة، ومن المفهوم أن المقصود هو النظام السورى"، وانضمت منظمة التعاون الإسلامى إلى هذا الصوت الإقليمى القوى للمطالبة برد فعل.
أما بالنسبة لإمكانية تكرار السيناريو الليبى، قال السفير الفرنسى إنه لا يجوز الوقوع فى الخطأ، حيث إن زعزعة استقرار المنطقة هى حقيقة واقعة بالفعل بسبب النظام السورى، حيث ينشر العنف ويصدر حربه إلى لبنان، مع تورط حزب الله فى ساحة المعركة السورية، فالتفجيرات التى هزت لبنان مؤخرا هى انعكاسات مباشرة للأزمة السورية.
ولفت إلى أن النظام السورى انتهك مرارا سيادة تركيا ولبنان، عبر لجوئه إلى أعمال عنف عابرة للحدود، موضحا أن موجات اللاجئين، يبلغ عددهم الآن مليونين، الذين يجدون ملاذا لهم فى البلدان المجاورة يرمون بثقلهم على توازنات هذه الدول، إذ بات اللاجئون السوريون يشكلون ربع سكان الأردن أو لبنان.
وأضاف أن هدف التحرك الفرنسى هو تجنب زعزعة استقرار المنطقة بشكل متزايد، فترك العنان لبشار الأسد يعنى غض الطرف عما يخيم من تهديد بوقوع اعتداءات تفجيرية من هذا النوع ليس ضد الشعب السورى فحسب، بل أيضاً ضد البلدان المجاورة، فكل يوم يمر يعزز الرئيس السورى قدرته على إلحاق الضرر بكل المنطقة، ويجب إيقافه.
واختتم السفير الفرنسى لدى الجزائر حواره بالتأكيد على أن مستقبل سوريا لا يقوم على الخيار بين بشار وجبهة النصرة بين الدبابات والإرهابيين، مؤكدا أن سياسة فرنسا تقوم على مساندة وتقوية المعارضة المعتدلة التى يقودها زعيم الائتلاف السورى المعارض أحمد الجربا، والذى نبذ بطريقة واضحة جدا الإرهاب واستخدام الأسلحة الكيماوية، ويريد بناء سوريا جديدة ديمقراطية تحترم الأقليات.
سفير فرنسا لدى الجزائر: موقفنا تجاه سوريا ضرورى بسبب تعنت الأسد
الإثنين، 16 سبتمبر 2013 12:35 م