تفاصيل أزمة مؤتمر التيار الناصرى حول الدستور.. سوء التنظيم ومطالبة لواء سابق بمحاكمة المدنيين عسكرياً وحديث عاشور عن أخطاء الشباب فى 25 يناير وراء حالة الهرج.. سامى: سننقل المقترحات إلى الخمسين

كشفت وفاء المصرى نائب رئيس حزب الكرامة، عن سبب حالة الشد والجذب والهرج التى حدثت اليوم أثناء مؤتمر التيار الناصرى، الذى يضم عددًا من الأحزاب الناصرية، مساء اليوم الأحد، بمركز إعداد القادة بالعجوزة، بحضور قيادات التيار الناصرى والمنتمين منهم إلى لجنة الخمسين المعنية بتعديل الدستور، والتى اعتبروها جلسة استماع لمناقشة آراء الحضور من التيار الناصرى حول تعديل الدستور، وأهم مقترحاتهم وتوصياتهم للجنة الخمسين.

حيث أكدت "المصرى" فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أن ما حدث نتيجة سوء تنظيم المؤتمر من البداية، مضيفه، "الدعوة كانت مقتصرة على التيار الناصرى فقط لسماع آرائه حول الدستور الجديد، لينقله ممثلو التيار فى اللجنة إلى المناقشة بداخلها، ولكن يبدو أن البعض فهم أن الدعوة مفتوحة للجميع، وتحول المؤتمر إلى لجنة حوار مجتمعى، وهو ما أضر بالاجتماع".

المؤتمر كان بحضور المهندس محمد سامى رئيس حزب الكرامة، و سامح عاشور نقيب المحاميين، و صلاح دسوقى، الأعضاء فى لجنة الخمسين لتعديل الدستور، للاستماع لآراء أعضاء التيار الناصرى حول الدستور ونقل توصياتهم للجنة الخمسين.


بدأ المؤتمر بعرض مقترحات الحضور من أعضاء التيار الناصرى لمقترحاتهم حول تعديل الدستور الجديد، التى تلخصت فى تشريع قوى لقانون العدالة الاجتماعية مبررين ذلك بأن الغنى ازداد غنى والفقير ازداد فقراً، والاهتمام بصعيد مصر ووضعه ضمن قوائم الاهتمام بالمواطنين، بالإضافة إلى تفعيل قانون النقابات العمالية.

وتابع أعضاء التيار الناصرى مقترحاتهم، التى استكملت بالنظر إلى تمثيل المرأة والأقليات وأطفال الشوارع وضرورة وجود سكن يحميهم ويؤويهم، واستقلال النقابات المهنية فضلا عن استقلال الجامعات والأزهر الشريف، وطالب الحضور من الجانب الفنى بضرورة وجود قانون يحمى الملكية الفكرية للأعمال الفنية.

وأوصوا بإلغاء المادة 219، ووجود كوتة للمرأة بنسبة 30%، وطالبوا بوجد قانون للانتخابات يجعل الثلثين للقوائم والثلث للفردى، فيما انتقدت ليلى عيسى مؤسسة حملة "ما تهمشنيش" و التى حضرت اللقاء، محمد السماوى المتحدث الإعلامى باسم لجنة الخمسين بأن تمثيل المرأة أمر نوعى، على حد قولها.


بدأ الاختلاف بمطالبة لواء شرطة سابق بتطبيق المحاكمات العسكرية على الخارجين على القانون و الجماعات الإرهابية، الأمر الذى سبب حالة من التجاذب بأصوات عالية، بسبب اختلاف آخرين معه فى الرأى.

وتكرر المشهد مرة أخرى، بعد مطالبة سيدة تدعى إيمان سمير، بتمثيل المرأة الشابة فى الدستور، و تمثيل شباب ميدان التحرير بأسلوب بدا للبعض أنه منحاز فقط لميدان التحرير، وشبابه تاركا شباب المحافظات، مما سبب حالة من الهرج والتجاذب مرة أخرى.

وتكرر ثالثا، حينما طالب آخرون بشكل غير منظم بتشكيل دستور جديد بدلا من تعديل الدستور، الأمر الذى سبب انصراف البعض لاستيائهم من المشهد.

ولكن سرعان ما تدخل سامح عاشور، نقيب المحامين، ورئيس لجنة الحوار المجتمعى بلجنة الخمسين المعنية بتعديل الدستور، أن غالبية أعضاء اللجنة تريد دستورًا جديدًا وليس تعديل الدستور القديم، مضيفًا: "نرفض دستور المنحة السابق ونحن مع الدستور الحق الذى نكتبه نحن من الألف إلى الياء".

وأكد "عاشور" خلال كلمته بمؤتمر التيار الناصرى مساء أمس الأحد، بمركز إعداد القادة، أن لجنة الخمسين لا تستطيع أن تمثل كل طوائف الشعب المصرى، مبررًا ذلك بعدم وجود نص قانونى يجبر اللجنة على تمثيل كل الطوائف، مشيرًا إلى استحالة سيطرة أى فريق سياسى على كتابة دستور.

وأوضح عاشور، أن الشباب أخطئوا مرتين بسبب حماسهم وهويتهم فى ثورة يناير الأولى عندما أتوا بالقرضاوى ليخطب فى التحرير يوم الجمعة، والثانية عندما حملوا عصام شرف على أعناقهم بالتحرير عندما تولى رئاسة الوزراء، ونحن نرجع ذلك لوطنيتهم ولحماسهم، ولكن ينبغى أن يكون لخبرة الكبار دور.

الأمر الذى أعاد حالة الهرج مرة أخرى بعد التصريح الخاص بأخطاء الشباب فى ثورة 25 يناير، بعدما أثار موجة من الغضب داخل قاعة اللقاء، وقام أحد الموجودين معترضا على ما قاله "عاشور" مما حاول آخر الاشتباك معه بالأيدى، ولكن تدخل العقلاء وأعادوا الأمور مرة أخرى لطبيعتها، ليكمل نقيب المحاميين كلمته.

واختتم رئيس لجنة الحوار المجتمعى بلجنة الخمسين كلمته أمام أعضاء التيار الناصرى، قائلاً: "الشعب المصرى رفع صور عبد الناصر، ولسنا نحن أصحاب الفضل فى ذلك، وإنما الشعب المصرى عرف معنى وقيمة عبد الناصر بعدما ظلم فى التاريخ".

بعدها هدأت الأمور داخل المؤتمر ليستكمل أعضاء التيار الناصرى عرض آرائهم على محمد سامى و صلاح دسوقى و سامح السريطى القيادات بالتيار الناصرى والأعضاء بلجنة الخمسين لتعديل الدستور، وذلك بعد انصراف سامح عاشور عقب إلقاء كلمته.

وبدوره أكد المهندس محمد سامى رئيس حزب الكرامة، وعضو لجنة الخمسين لتعديل الدستور، فى تصريحات لـ "اليوم السابع"، "أن الحزب سيشكل لجنة داخلية لصياغة مقترحات أعضاء التيار خلال اللقاء وجدولتها، ثم سنقدمها بدورنا كمقترحات مصاغه للجنة الخمسين".