متهمة فى "شيكات بدون رصيد": حلمت أشوف بنتى بفستان أبيض فلبست أنا "الأبيض"

الأحد، 15 سبتمبر 2013 01:43 م
متهمة فى "شيكات بدون رصيد": حلمت أشوف بنتى بفستان أبيض فلبست أنا "الأبيض" المتهمة فى حوارها مع اليوم السابع
كتب محمود عبد الراضى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"منه لله اللى كان السبب.. أنا طول عمرى عايشة فى حالى وراضية باللى كتبه ربنا ليه..وعمرى ما بيت على اللى مع غيرى..كان كل أملى فى الدنيا أجوز بناتى وأسترهم وأشوفهم فى بيت جوازهم وبس.. وفجأة لقيت نفسى فى السجن وبدل ما ألبسهم الفستان الأبيض لبست أنا الجلابية البيضاء فى سجن القناطر.. أصلى استلفت فلوس من طوب الأرض عشان أجهز البنات وفيه واحد مش بيخاف ربنا زود على الفلوس ومضيت على كمبيالات وماقدرتش أدفع ودخلت السجن..ومش عارفة إيه مصير بناتى..أنا بأعاقب بتهمة الفقر".. كانت هذه الكلمة للمتهمة بالتوقيع على شيكات بدون رصيد.

وأضافت "سيدة.ف" 41 سنة، فى حديثها لـ"اليوم السابع": "أنا ربة منزل وغير متعلمة "بأفك الخط بالعافية" أقطن بمحافظة المنوفية وأعيش فى إحدى القرى "فلاحين يعنى يا بيه" وتعرفت على شاب جارنا منذ قرابة 20 سنة وتقدم للزواج منى، ووافقت عليه على الفور، رغم أنه لم تربطنى به صلة قبل ذلك، وكانت حالته المادية أقل من المتوسطة، لأننى كنت مقتنعة بأن "البنت مالهاش غير بيت جوزها وأفضل شىء للبنت سترتها..إحنا الفلاحين دايما بنقول كده" وتمت الخطوبة وبعدها أيام كان الزواج مباشرة، لأن وقتنا لم يكن هناك شىء اسمه الحب والغراميات مثل هذه الأيام، فالحب يأتى بعد الزواج وليس قبله، والعشرة كفيلة أن تصنع الحب، فكانت النساء تحكى فى قريتنا بأنهن تزوجن ولم يشاهدن أزواجهن إلا فى ليلة الدخلة، وبمعنى أصح كانت البنت ليس لها رأى فى قصة الزواج فالأسرة هى التى ترى وتقرر لأنها ترى المصلحة والخير أفضل من الفتاة نفسها، وكان هذا الزواج يستمر ويتوج بأطفال كثيرين قد يصلوا إلى "دستة" فى بعض الاحيان".

تعود السيدة بظهرها إلى الخلف وكأنها تتذكر سنوات العمر التى مرت وهى فى قريتها بمحافظة المنوفية، وتقول:" تزوجت وعشت مع زوجى أجمل أيام العمر، حيث كانت الحياة بسيطة، كنا ننام على "حصير" ونأكل فول وطماطم وجبنة فى معظم الوجبات، وكنا ننتظر عيد الأضحى المبارك من كل عام حتى تزور اللحمة منزلنا المتواضع المقام من الطوب الطينى ومسقوف بأفرع الشجر، ورغم قسوة هذه الحياة والفقر الذى يسيطر على هذا البيت إلا أننا داخل جدرانه عشنا أجمل وأفضل أيام العمر، نعم لقد عشت قرابة 21 سنة مع زوجى والسعادة تضىء هذا المنزل البسيط، فكان زوجى يحبنى ويصفنى بالمكافحة وكان يقول عنى بأننى بـ"100 راجل" فكان يخرج "اللقمة" من فمه ويعطينى إياها، وهكذا تقاسمنا لقمة عيش واحدة بعدما تقاسمنا الحب والاحترام".

وتابعت المتهمة طويلة القامة متوسطة الحجم سمراء الملامح: "أنجبت من زوجى 4 بنات، ملأن الدنيا علينا فرحة وبهجة، وبالرغم من أن أهالى القرى والأرياف فى الغالب يميلون إلى إنجاب الذكور أكثر من الإناث، إلا أن زوجى كان مولعا حباً بالبنات الأربع، وكان يقول لى دائما" نفسى أعلمهم كويس وأتمنى من ربنا يدينى طولة العمر لحد ما أسترهم"، ومرت السنوات وكبرت البنات حتى أصبحت الأولى على مشارف الزواج، خاصة أننا فى الأرياف نميل إلى الزواج المبكر، وبدأ صداع تجهيز البنات يدق فى الرأس.

وأضافت: "كان دخل زوجى لا يكفى احتياجتنا اليومية وأصبحنا أمام مشكلة كبرى، فقررت أن اقترض أموالا من أحد الأشخاص بالقرية لكنه كان مصرا أن أوقع له على إيصالات أمانة، ونظراً لأننى لا أجيد القراءة فأقصى شىء أعرفه هو التوقيع باسمى رباعى، كان الرجل عديم الضمير يضاعف المبالغ التى اقترضها منه إلى عشرات الأضعاف، حتى اكتشفت فجأة بأننى مدانة بمبلغ مخيف لهذا الرجل رغم أننى لم أحصل منه إلا على أموال ضئيلة، وطالبت منه أن يمهلنى وقتاً مناسبا للسداد، خاصة أننى دخلت فى "جمعية" مع جاراتى، لكنه رفض وذهب بالإيصالات إلى مركز الشرطة وتم القبض على وأحلت إلى المحاكمة ودخلت سجن النساء بالقناطر".

تبكى المتهمة لعدة دقائق وتتوقف عن الكلام تماماً، ثم تستعيد قوتها وتتمالك نفسها وتقول،: "كان حلم عمرى أن أرى بناتى وهن يرتدين الفستان الأبيض ليلة زفافهن، ولكن الحلم تحول إلى كابوس فارتديت أنا الجلباب الأبيض بعد دخولى للسجن، فأنا لم أقتل ولم أسرق ولم أتاجر فى المخدرات وإنما عجزت عن سداد ديونى بسبب فقرى وقلة حيلتى وقسوة الزمان، ولكن لدى يقين فى الله أنه لن يخذلنى أبدا فهو الشاهد الوحيد الذى كان يرانى عندما كنت أبات جوعا لا أجد العشاء وعندما تحملت الألم والفقر ولم أشك همى لأحد، ولم أتاجر بعرضى مثل غيرى، وإنما صبرت وكانت ضحكات بنات وابتسامتهن تجعلنى أنسى جميع همومى، ولكن قلبى الآن يتمزق حسرة على بناتى، كنت أتمنى ان اقدم لهن شيئا كنت أحاول أن أكون الأم المثالية لهن، أخشى أن تتم معايرتهن من أزواجهن فيما بعد بسبب دخولى السجن، لكنى أقسم لهن بأننى لم أمد يدى لأحد لاقتراض المال إلا من أجلهن، فكنت أجوع ولا أطلب من أحد شيئا، وكنت أمرض ولا ألجأ لأحد إلا الله، وعندما احتاجت بناتى المال تنازلت عن كل شىء ولم يرهبنى السجن فى سبيل إسعادهن، وتعلمت فى السجن الصبر والقوة والتحمل والتضحية وأن الإنسان قد يدخل السجن بسبب الفقر أشرف له وأفضل من أن يعيش حرا فى الخارج منعما فى أموال حصل عليها من حرام".





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

كمال الحسينى

مخاطر توقيع شيك بدون رصيد

عدد الردود 0

بواسطة:

كمال الحسينى

مخاطر توقيع شيك بدون رصيد

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري

نرجو تحديد المبلغ المطلوب

عدد الردود 0

بواسطة:

Nasr

الى تعليق رقم 1

عدد الردود 0

بواسطة:

ايمان

الفقر لا يبرر السرقة

عدد الردود 0

بواسطة:

Aly Kamel

إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّف

عدد الردود 0

بواسطة:

جمال عبدالناصر

وكيف نجد حل ونساعدها وحضرتك مش كاتب تفاصيل

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد كامل

لعل المحرر يساعد في الحل

عدد الردود 0

بواسطة:

صالح ابو اسكندر

إلى رقم 3

عدد الردود 0

بواسطة:

الشريف عصام القاوى

يارب

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة