لماذا نجحت الدبلوماسية الشعبية بعد 30 يونيو وفشلت قبلها؟ .. الدولة المصرية تخلت عنها بعد 25 يناير فتحولت إلى «شو إعلامى».. وبعد سقوط الإخوان احتضنتها وزارة الخارجية فصححت صورة مصر خارجيا

الأحد، 15 سبتمبر 2013 10:45 ص
لماذا نجحت الدبلوماسية الشعبية بعد 30 يونيو وفشلت قبلها؟ ..  الدولة المصرية تخلت عنها بعد 25 يناير فتحولت إلى «شو إعلامى».. وبعد سقوط الإخوان احتضنتها وزارة الخارجية فصححت صورة مصر خارجيا نبيل فهمى
تحليل يكتبه : يوسف أيوب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نقلاٌ عن اليومى..
بعد ثورة 25 يناير برزت فى مصر فكرة الدبلوماسية الشعبية فى محاولة من الفعاليات السياسية والحزبية المصرية فى ملء الفراغ السياسى فى علاقات مصر الإقليمية والدولية، خاصة مع بروز أزمة مياه النيل، فانطلقت الدبلوماسية الشعبية المصرية التى خرجت من رحم البرلمان الشعبى وضمت فى عضويتها 56 فرداً من بينهم رؤساء أحزاب وسياسيون وإعلاميون، وزارت ثلاث دول وهى أوغندا وإثيوبيا والسودان، وعقب انتهاء هذه الزيارات الثلاث خرج منظموها فى مؤتمرات وتصريحات صحفية للإعلان عن النجاحات التى حققها الوفد، منها على سبيل المثال أن زيارة الوفد للسودان تحديدا ولأفريقيا عموما هى استعادة لروح مصر وتأثيرها، خاصة أن علاقات البلدين التاريخية والاستراتيجية والاقتصادية وهو ما يدعو إلى مزيد من التنسيق والتعاون فيما بينهما، كما أن الوفد سعى لترسيخ صورة إيجابية ومهمة حول أهمية العلاقات مع هذه الدول، واستعادت وهج مصر التاريخى كما كان سابقا، وأن الوفد سعى أيضا بهذه الزيارات لتنقية الأجواء المشحونة والمتوترة، وتهيئة الأجواء لمهام دبلوماسية رسمية.

ونقل أعضاء الوفد عن مسؤولى الدول التى زاروها تصريحات تصب كلها فى أنهم لا يسعون للإضرار بمصالح مصر المائية، فرئيس أوغندا موسيفينى قال لهم إن بلاده لا يمكن أن تكون شريكة فى أى عمل يضر بمصر، مؤكدا أن الاتفاقية الإطارية الخاصة بمياه النيل والتى ترفضها مصر لم يتم التصديق عليها فى البرلمان الأوغندى، حتى تصبح سارية المفعول، وأن ذلك قد يستغرق عدة شهور، وأنه وافق على ما طرحه وفد الدبلوماسية الشعبية لتأجيل التصديق على الاتفاقية الإطارية لمدة عام، حتى يكون لدى مصر برلمان منتخب ورئيس منتخب، كما أن الوفد نقل أيضا عن رئيس وزراء إثيوبيا الراحل ميليس زيناوى تأكيده أنه أوقف التصديق على اتفاقية عنتيبى الإطارية لحين الانتهاء من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية فى مصر، كما أن أديس أبابا سمحت بدخول فريق من الخبراء المصريين لدراسة الآثار التى يمكن أن تنتج عن بناء «سد الألفية» فى إثيوبيا، على أن يصاحب ذلك قيام مجموعة من المهندسين والخبراء المصريين والسودانيين بدراسة مخاطر «سد الألفية» وتقييمه لمعرفة مدى تأثير إنشائه على مصر.

المهم.. انتهت الزيارات الثلاث ولم تتحقق النتائج المرجوة من هذه الزيارات، والسبب فى ذلك يعود فى المقام الأول إلى عدم وجود ترتيبات وأهداف محددة من هذه الزيارات، فظهرت وكأنها جزء من الشو الإعلامى، فضلا على عدم تجاوب الدولة المصرية ممثلة فى وزارة الخارجية مع ما طرحته الدبلوماسية الشعبية من أفكار ومقترحات، فتوقفت الفكرة إلى أن جاءت ثورة تصحيح المسار فى 30 يونيو، لتعود فكرة الدبلوماسية الشعبية إلى الواجهة من جديد، لكن هذه المرة محصنة بدعم حكومى، لذلك حققت ما كانت تسعى إليه، فقد نجح الوفد الذى زار العاصمة بروكسل وضم الدكتور سعد الدين إبراهيم والكاتب محمد سلماوى وشخصيات سياسية وأدبية أخرى فى تغيير وجهة النظر الغربية عما حدث فى مصر، بعدما أشاع أنصار الإخوان فكرة أن مصر تواجه انقلابا عسكريا.

لكن هناك شكلا آخر للدبلوماسية الشعبية بدا وكأنه يستحق أن يكون النموذج لأية تحركات شعبية مستقبلا، فقبل أسبوعين تقريبا قررت فنزويلا استدعاء سفيرها لدى القاهرة للتشاور عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسى، وصدرت تصريحات عن القيادة الفنزويلية تشير إلى أنهم يعتبرون ما حدث فى مصر عقب 30 يونيو هو انقلاب عسكرى، وسارت دول أخرى لاتينية على الدرب الذى اختارته فنزويلا فقررت استدعاء سفرائها للتشاور، وهنا برز الدور الوطنى للدبلوماسية الشعبية بالتنسيق مع الدبلوماسية الرسمية ممثلة فى وزارة الخارجية، فقد التقيت أحد الدبلوماسيين وكشف لى عن اتصالات بين الخارجية والمرشح الرئاسى السابق حمدين صباحى لترتيب جولة لاتينية لحمدين لتصحيح الصورة التى أخذتها هذه الدول عن مصر، على أن تبدأ بفنزويلا لوجود علاقة سابقة بين صباحى ورئيس فنزويلا مادورو، فسارعت من جانبى للاتصال بالسفير معصوم مرزوق، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالتيار الشعبى لاستيضاح الأمر منه لنشره، لكنه طلب منى عدم النشر مع التأكيد على أن حمدين بالفعل يقوم باتصالات موسعة مع فنزويلا لإعادة سفيرها، وأن نتائج هذه الاتصالات ستظهر خلال أيام قليلة، وقتها احترمت رغبة السفير معصوم مرزوق فى عدم النشر، خاصة أنه برر ذلك بقوله إنهم يقومون بعمل وطنى ولا يريدون التباهى به.

بعد هذه المكالمة بيومين تقريبا أعلنت فنزويلا عن إعادة سفيرها مرة أخرى للقاهرة، وبعدها التقيت السفير خوان أنطونيو إيرناندى الذى شرح لى كيف نجحت الخطابات التى أرسلها حمدين صباحى وعبدالحكيم جمال عبدالناصر إلى كاراكاس فى صدور قرار عودته، وتفهم فنزويلا أن ما حدث فى مصر ما هو إلا حراك وثورة شعبية.

هذا مثال للدبلوماسية الشعبية الناجحة التى عملت فى صمت وحققت ما أرادت دون أن يصاحبها زخم إعلامى، كما أنها نجحت بعدما اتحدت الدبلوماسيتين الشعبية والرسمية نحو تحقيق هدف واحد.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة