قناة الجزيرة عنوان الفتنة – فى بداية ظهورها تلاعبت بالقضية الفلسطينية للحصول على الشهرة اللازمة لتحقيق انتشارها، بدت وكأنها ولدت من رحم معاناة الشعب الفلسطينى الذى ذاق مرارة المحتل المغتصب لأرضه ومازال، بينما هى أول قناة (عربية) استضافت فى برامجها قيادات عسكرية إسرائيلية، وأول قناة (عربية) نقلت مباريات كرة قدم لفرق إسرائيلية.
لم يقف الأمر عند هذا الحد، إنما وجهت سياستها التحريرية وبرامجها الحوارية نحو ايقاع الفتنة واشعال المعارك بين العرب بعضهم البعض، وبين مختلف التيارات السياسية والمذهبية فى بلدانهم وفق قاعدة- كلمة حق يراد بها باطل – دائما وأبدا تسعى إلى كل بؤر التوتر فى أى دولة عربية أو إسلامية لتصب الزيت على النار المشتعلة فيها لتزيدها اشتعالا.. تهرول وراء أدنى فتنة محتملة ولو كانت مجرد مشاجرة فى مباراة لكرة القدم لتزكيها وتصعدها لعنان السماء...فهى كالطفيليات تنمو وتنتعش على الدماء المسفوكة، ظهرت على حقيقتها من غير رتوش أو أقنعة عقب 30 يونيو، وسخرت أدواتها لبث الفتنة بين صفوف المصريين لتحرق الأخضر واليابس، ساعدها على ذلك تراجع دور الإعلام المصرى وغياب زئيره عن الفضاء الدولى لمرض –عارض- ألم به فى السنوات العجاف التى خلت، بعدما كان صاحب الريادة فى هذا المضمار، حتى بدا أمامها كبطه عرجاء لا حول له ولا طول، فاستخفت به فى برامجها الحوارية، ونالت منه بتقارير مغلوطة بعدما سلطت كاميراتها على سقطاته التى لا ننكرها بطبيعة الحال، وصَدرت للعالم الخارجى صورة مغايرة عن ثورة التصحيح فى 30 يونيه وعن فض اعتصامى رابعة والنهضة.
والوصفة الذهبية لوقوف الإعلام المصرى على قدميه، وعودته للغابة مرفوع الرأس، قادرا على مواجهتها وكشف زيفها، يبدأ من وأد فتنة بعض القنوات الفضائية التى تضلل الناس وتمنح مساحات هائلة لشخصيات تخلت عن دورها التنويرى وتفرغت لتصفية الحسابات، فإذا كنا قد أغلقنا قنوات الفتنة الدينية التى بثت الكراهية فى النفوس وحرضت على القتل بصور مختلفة، وعملت بخبث ودهاء على تحويل المجتمع إلى قطيع بليد وخائف ومشلول، من خلال تركيزها على عذاب القبر وأهواله مرورا بالبرزخ وما يلاقى فيه الإنسان من أهوال وانتهاء بجهنم ونيرانها دون أن يشيروا من قريب أو بعيد إلى رحمة الله تعالى وإلى نعمة التسامح والمغفرة والكلمة الطيبة...فإن الذين يقدحون، ويردحون، ويسبون، ويشتمون، ويشهرون بالناس، ويخوضون فى الأعراض ليسوا أقل خطرا منهم.
الناس سواسية كأسنان المشط، فيجب تطبيق ذات المعايير التى طبقت على قنوات الفتنة الدينية، إذ ليس مقبولا بعد كل الدماء التى سالت فى ثورة 25 يناير، وما تلاها فى ماسبيرو، ومحمد محمود، ومجلس الوزراء، والعباسية، والاتحادية، والمقطم، والحرس الجمهورى، والنهضة، ورابعة، والمنيل، والجيزة، وبين السرايات، وسيدى جابر، والقائد إبراهيم، والمحلة، والسويس، وبورسعيد، وطنطا، ودمياط.. إلى جانب باقى محافظات الجمهورية الأخرى..- ليس مقبولا بعد كل ذلك-.. السماح لمن اتخذ موقفا معاديا لثورة يناير وقال عنها «دى ثورة شادى ووائل»..أن يتحدث باسمها أو يشارك فى صنع مستقبل قادم لأولادنا، أو أن يدلو بدلوه فى خارطة طريق مستقبلية، ناهيك عن استغلاله للمساحة الإعلامية فى تصفية حساباته مع خصومه وهم كثر والحمد لله.. وهذا فضلا عن أنه لا يجوز شرعا ولا قانونا، ولا يصح أخلاقيا، ولا يليق بدولة بحجم مصر، فهو لا يصلح لمواجهة قناة كالجزيرة تتربص بنا الدوائر، وتتآمر علينا.
خلاصة القول، أن مواجهة تلك القناة التى أساءت لنا كثيرا وقامت بأدوار تحريضية واضحة للعيان ساعدت على ارتفاع وتيرة العنف فى مصر، يبدأ من إصلاح أنفسنا بخارطة طريق تضعها مدارس إعلامية متخصصة تكون أولى مهامها وضع ميثاق شرف إعلامى يفضى إلى تنقية القنوات الفضائية من الوجوه التى تسىء للدولة المصرية وتسحب من رصيدها، ويساعد على الرقى بالخطاب الإعلامى، حتى نمحى من الأذهان الصورة الهزيلة عن الإعلام المصرى فى سنواته الأخيرة ويعود زئير الأسد كما كان يصدح فى الفضاء الخارجى «هنا القاهرة».
خالد الشيخ يكتب: حتى يعود زئير الأسد فى الفضاء الخارجى
الأحد، 15 سبتمبر 2013 12:16 ص
قناة الجزيرة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية أنا
أشتاذ/ تسلم الآيادي
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية أنا
أستاذ/خالد .. تسلم الآيادي
عدد الردود 0
بواسطة:
ايمن الصياد
الجزيرة تمويلها من الخارج ولكن
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد فاروق
الجزيرة تقدم رسالة سامية للشعوب
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد نصيف
الجزيرة نموذج يحذى بيه فى العالم
عدد الردود 0
بواسطة:
abo asma
عكاشة يقدر على الجزيرة بامارة ايه
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد ماهر
قدمت المزيد لاستكمال ونجاح ثورات الربيع العربى
عدد الردود 0
بواسطة:
نور عبدالرحمن السواجي
الجزيرة بريئة
عدد الردود 0
بواسطة:
الهرم
المصداقية هي أساس النجاح
عدد الردود 0
بواسطة:
الهرم
المصداقية هي أساس النجاح