حسن زايد يكتب: الإخوان.. و.. الملك المفدى

الأحد، 15 سبتمبر 2013 09:21 م
حسن زايد يكتب: الإخوان.. و.. الملك المفدى أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعتقد أن الأجيال الحاضرة من شباب الإخوان لا يقفون على حقيقة تاريخ جماعتهم، وأنها ليست على هذا القدر من القداسة والنزاهة والتجرد الذى يجب أن تكون عليه جماعة تعمل من أجل الإسلام والمسلمين، وأنه من الأهمية بمكان نشر الوثائق التاريخية التى تكشف هذا التاريخ وتعريه وتضع تلك الدعوة عارية تحت وهج الشمس حتى يستعيد هذا الشباب المغرر به وعيهم وإدراكهم للحقيقة، ويتسنى للمجتمع الوقوف على تلك الحقيقة فلا ينساق وراء كل ناعق، ولا ينخدع بدعاوى ترتدى مسوح الدين سعياً لأغراض سياسية مشبوهة، والوثائق الإخوانية متوفرة، وهى تنطق بالحق على مواقفهم التى لا تتسق وما يدعون.

فقد دعت جريدة الإخوان المسلمين للملك فاروق بالخلافة الإسلامية " الإخوان المسلمون، 1356، 18/3/1938" رغم أن حكمه كان قائماً على دستور 1923 م، وليس الدستور القرآنى الذى ينادى به الإخوان فى شعاراتهم " القرآن دستورنا ". وقد كان فى ذلك تملقاً يستهدف استمالة الملك لصالح الجماعة، وللدلالة على هذا التملق تجد أنهم أصحاب شعار " مات الملك.. يحيا الملك " وقد كان عنواناً لمقال فى جريدة الإخوان " الإخوان المسلمون، العدد: 4، 14/صفر/سنة 1355، 5/5/1936" والملك الذى مات هو الملك فؤاد، والملك الذى يحيا هو الملك فاروق، ولا شك أن الغرض من مثل هذه المقالات كان واضحاً وهو محاولة استعطاف ولى العهد وكسب وده، بل وصل الأمر إلى حد وصف الملك فاروق بـ: " بسمو النفس وعلو الهمة وأداء فرائض الله واتباع أوامره، واجتناب نواهيه " فى مقال كتبه الأستاذ طاهر العربى فى جريدة الإخوان تحت عنوان " الناس على دين ملوكهم ". " العدد: 6، 28/صفر/سنة 1355، 19/5/1936 ". مع أن الأساس الفلسفى الذى قامت عليه دعوة الإخوان هو فساد حال المسلمين، وفساد أنظمة الحكم القائمة، وما جاءت الدعوة إلا بقصد إعادة المسلمين إلى حظيرة الإيمان وإلا لو كان الناس على دين ملوكهم، وملكهم بهذا الوصف لما كان هناك مبرر وجودى لدعوة الإخوان. وبمناسبة تولى الملك فاروق سلطاته الدستورية كتبت جريدة " الإخوان المسلمون " تقول: " إذا كانت الأحداث الماضية وعلى رأسها الحرب ثم يوم 4/فبراير المشؤم قد أظهرت وطنية الملك المفدى فى أحلى صورة، فقد كللت معركة فلسطين هامته بفخار تزهو به مصر ويباهى به التاريخ، قدنا يا مولاى ما شئت، فالأمة من ورائك والله من حولك خير حافظ وأقوى معين). " الاخوان المسلمون، عدد: 689 فى 30/7/1948". هذا الكلام يقوله الإخوان عن الملك فاروق الذى شاع عنه فى هذا الوقت فى ربوع القطر المصرى أنه فاسد، وأنه كان متورطاً حتى أذنيه فى تقاضى عمولات من صفقة الأسلحة الفاسدة للجيش المصرى بفلسطين وهى قضية مشهورة كانت منظورة فى حينه أمام المحاكم، وكان فاروق فى هذا الوقت قد شاع عنه المجون والفجور، وقد شاعت عنه العديد من الفضائح الأخلاقية بغض النظر عن مدى صحة ما نسب اليه من عدمه، وهناك العديد والعديد من الوقائع التى تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الإخوان كانوا يمالئون السلطة، رغم أنهم جاءوا ليصدعوا بحسب زعمهم بكلمة الحق عند سلطان جائر باعتبار أن ذلك أفضل الجهاد.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة