أثارت التدوينة التى نشرتها الصفحة الرسمية للدكتور محمد البلتاجى القيادى الإخوانى المحبوس على ذمة قضايا تتهمه بالتحريض على العنف والقتل، والمشار إلى أنها من داخل محبسه بطرة، موجة من الغضب على الجانبين الأمنى والسياسى، حيث أكد خبراء أمنيون ومسئولون سابقون، أنها تعد "كارثة " واتهام صريح لقيادات مصلحة السجون بالإهمال الذى وصل لحد استخدام المساجين لهواتف وأجهزة كمبيوتر، ولك إن صح كتابته بنفسه للتدوينة.
وجاء فى نص التدوينة المنشورة على صفحة البلتاجى: "تحية إكبار وإجلال لأعضاء الجماعة الذين يستمرون بكل إصرار وسلمية فى التعبير عن رفضهم لعزل مرسى، وتمسكهم بعودة الشرعية رغم كل التهديدات التى تحوطهم، وأنه غير مشغول بالتحقيق على الإطلاق، وكل ما يهمه هو أن يعود للشعب حقه فى اختيار رئيسه وبرلمانه ودستوره، وإشارته إلى أنهم يعاملون بعنف وقسوة داخل السجن"، على حد تعبيره.
على لجانب الأمنى، بدأت ردود الأفعال، باستنكار اللواء سامح سيف اليزل، الخبير الأمنى والإستراتيجى، الذى طالب وزارة الداخلية ومصلحة السجون بسحب كل أجهزة المحمول و أجهزة الكمبيوتر الموجودة مع المساجين فورا، مؤكدا أن هذا لا يصح ولا يجب أن يكون.
وأكد "سيف اليزل" فى تصريحات لـ "اليوم السابع"، أن البلتاجى يوجه رسالتين واحدة للدولة، مفادها أنه يستفز قوات الأمن بأنه أقوى منهم، حيث إنه داخل محبسه ويكتب ويفعل ما يريد، وأنه أقوى من الدولة، والأخرى لأتباعه وأنصاره، لرفع معنوياتهم وحثهم على مواصلة التظاهر .
وأشار "سيف اليزل" إلى أن ما فعله البلتاجى إن صح، فهو يمثل محض استياء من عموم الشعب المصرى، لأنه بذلك يكسر هيبة الدولة، وعلى المسئولين من وزارة الداخلية التدخل لوقف ذلك فورا، على حد قوله.
فيما استبعد اللواء محمد عبد الغفار، مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن يكون البلتاجى استخدم هاتف محمول داخل السجن ودون تغريدة عبر موقع "فيس بوك"، متوقعا أن يكون أحد أنصاره لديه كلمة السر الخاصة بحسابه واستخدمه، مطالبا وزارة الداخلية التحقيق فى الأمر على أى حال.
وأضاف عبد الغفار فى تصريحات لـ "اليوم السابع"، أنه لو كانت الواقعة صحيحة، فهى "كارثة "، وتمثل عبثا فى الشهود والأدلة، ومن ثم يكون التحقيق معهم ليس له جدوى وباطل، والكل فى تلك الحالة سيكون متواطئا، ويجب أن يكون هناك جزاءات رادعة، على حد قوله.
وأوضح أن التسريبات التى تصل المساجين تكون وسط المأكولات أثناء الزيارة أو عبر العساكر، مشيرا إلى أن الظروف مختلفة فى تلك الواقعة، لخطورة المساجين وللحراسة المشددة عليهم.
وعلى الجانب السياسى، اعتبر الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية، ما كتبه "البلتاجى" من غرفة التحقيق بطرة على حد نص الرسالة، "اتهام صريح" لقيادات مصلحة السجون بتوفير هواتف المحمول وأجهزة الكمبيوتر للمساجين، كما تعد إدانة لوزراة الداخلية إن صح إرسال "البلتاجى" لها .
وأكد زهران فى تصريحات لـ "اليوم السابع"، أن التغريدة تعد رسالة تفيد بأن الإخوان قادرون على اختراق السجون، و أن هناك من يحميهم فضلا عن أنها ترفع معنوية أنصارهن لنشر العنف، مشيرا إلى أنهم يوهمون الرأى العام أنهم يعذبوا وأنهم يمرون بكرب شديد سيعقبه نصر كبير.
ووجه أستاذ العلوم السياسية رسالة إلى القيادى الإخوانى محمد البلتاجى، قال فيها: جماعتك أصبحت فى خبر كان، أنشأها "البنا" وضيعها "بديع"، و تغريدتك فى الوقت الضائع، لأن حبل المشنقة سيعدمك أنت وأمثالك.
بينما، شكك الدكتور محمود العلايلى، القيادى بجبهة الإنقاذ، فى إرسال القيادى الإخوانى محمد البلتاجى تغريدة عبر هاتف محمول أو جهاز كمبيوتر، متوقعا أن يكون شخصا آخر يدير الحساب الخاص به أرسلها، وأكد أن حسابات قيادات الجماعة تدار بشكل سياسى ضمن سياسة إعلامية ممنهجة وموجهة.
وحول مضمون التغريدة، علق " العلايلى " فى تصريحاته لـ "اليوم السابع" قائلا: هم يريدوا أن يثيروا القلق ويحفزوا أنصارهم لمواصلة تظاهراتهم ومحاولة كسب تعاطف الناس، فضلا عن أنها تعد رسالة إلى العالم الخارجى وخاصة منظمات حقوق الإنسان.
تدوينة البلتاجى من محبسه تفتح النيران عليه.. مساعد وزير الداخلية الأسبق: امتلاكه لهاتف بمحبسه "كارثة" .. وسيف اليزل: تكسر هيبة الدولة وعلى الداخلية التدخل.. والعلايلى: رسالة للعالم الخارجى
الأحد، 15 سبتمبر 2013 03:15 ص