قال المحلل السياسى والباحث فى شئون البحر المتوسط، والعالم العربى، فى معهد ألكانو الإسبانى هيثم أميرا فيرنانديز إنه على الرغم من أن وصول الجيش لرئاسة مصر وخاصة الفريق أول عبد الفتاح السيسى، أمر كان ليس فى الحسبان لدى المصريين والغرب خاصة بعد ثورة يناير 2011، وعلى الرغم من أن الجيش غير مدرب على الحكم إلا أن فى المرحلة الحالية هو الأفضل حيث إن الجيش لديه "الكثير من المصلحة الذاتية" فى اقتصاد البلاد والنظام السياسى، كما أنه يراقب حصة كبيرة من الناتج المحلى، والتحدى الأساسى، لأى حكومة مصرية هو "الاقتصاد" خاصة بعد أن تفاقمت حالة التدهور الاقتصادى خلال الفترة الأخيرة، ولذلك فإنه أصبح أداة النجاة الوحيدة اقتصاديا لمصر وبالتالى اجتماعيا ومن ثم سياسيا".
وقال "الكثير من المصريين ينظرون إلى السيسى على أنه الرجل القادر على إعادة النظام وضمان استقرار وأمن البلاد.. ولكن هذا ليس كل شىء"، مضيفا " مبارك كان قادرا على الحفاظ على نظام سلطوى، وذلك لأنه عمل على نشر الخوف بين المصريين ولكن اليوم هذا لن يحدث مرة أخرى حيث إن المصريين تخلو عن هذا الخوف".
وأضاف أن استعادة وجود حكومة مصرية ديكتاتورية سوف تفشل، وذلك لأن المجتمع "أصبح لا يخاف وأصبح لا يوجد ما يسمى بالمعلومات المغلوطة لدى الشعب المصرى حيث أصبح المصريون يفهمون كل ما يحدث فى الحياة السياسية ويعرفون حقوقهم.
وقال فيرنانديز إن "محاولة العودة للنموذج السابق سواء كان نظام حسنى مبارك أو النظام الإسلامى لمحمد مرسى، أصبح صعبا للغاية يكاد يكون مستحيلا مهما كان مسمى النظام القادم سواء كان عسكريا أو مدنيا.
وحذر فيرنانديز "إذا تولى الجيش الرئاسة وأصبح غير قادر على انتشال مصر من الحالة الاقتصادية المتدهورة، وأصبح مستوى المواطن المتوسط أفضل سيكون هناك ثورات جديدة، وموجات جديدة من خيبة الأمل والإحباط الاجتماعى وفى هذه المرة سيزداد الأمر سوءا ولهذا فلابد من توخى الحذر فى التعامل مع المصريين وعدم الاستعانة بقدراتهم فى الوقت الحالى"
وشدد فيرناديز على أنه من الضرورى خلق نظام سياسى جديد، مع مؤسسات متجددة ودستور جديد.