اعتبرت القيادة المشتركة للجيش السورى الحر وقوى الحراك الثورى، أن الاتفاق الروسى- الأمريكى بشأن سوريا يمثل "طعنة" فى ظهر الشعب السورى.
وأكدت القيادة فى بيان صحفى وزعته اليوم الأحد إدارتها للإعلام المركز ومقرها باريس، أن المبادرة الروسية هى "مناورة سياسية رخيصة لكسب الوقت وعملية خداع ممنهجة لتضليل الرأى العام الدولى وهى مبادرة لم تفاجئنا فبشار الكيماوى وحليفه الإيرانى يمتلكان ما يكفى من التقنية والخبث من أجل التسويف والمماطلة".
وأضافت أن الاتفاق الروسى- الأمريكى "اختزل معاناة ومأساة السوريين فى قضية لم يثر من أجلها الشعب السورى بل من أجل المطالبة بأبسط حقوقه الإنسانية فى الكرامة والحرية".
وذكرت القيادة المشتركة للسورى الحر، أن الاتفاق ركز على ثلاث نقاط تتضمن تقديم نظام بشار الأسد لائحة تتضمن كل المعلومات عن ترسانته الكيماوية خلال أسبوع، وتوجه المفتشين الدوليين إلى سوريا للقيام بعمليات التفتيش والتحقيق فى أواخر نوفمبر المقبل، مع تدمير هذه الترسانة الكيماوية بحلول منتصف العام المقبل.
وتابعت: "هذه النقاط تدعو للتساؤل عن خفايا وأسرار الزمن الطويل الممتد بين انتهاء المهلة المحددة لتقديم الأسد للوائح ترسانته الكيماوية وبين موعد دخول المفتشين للأراضى السورية قرابة شهرين يستطيع النظام خلالها من التلاعب بمواقع ترسانته الكيماوية وتوزيعها فى أماكن كثيرة ومتناثرة داخل سورية والاستمرار بنقل أجزاء منها إلى بعض دول الجوار وربما إلى روسيا صاحبة التعهد مع العلم أن بشار الكيماوى قادر على إعادة تصنيع السلاح الكيماوى من مواد بسيطة متوفرة للأسمدة الزراعية وغيرها فيما لو تم تدمير ترسانته الكيماوية".
وأشارت إلى أن الإعلان عن تحديد تاريخ تدمير الأسلحة الكيماوية فى منتصف العام المقبل 2014 أى بفاصل زمنى يستمر سبعة أشهر تقريبًا يدعو للاستغراب لأن عملية تدميرها لا تستحق كل هذه المدة الزمنية الطويلة والتى تتزامن وتترابط وبالتأكيد ليس من قبيل الصدفة مع انتهاء ولاية بشار الأسد الحالية وهذا لا يمكن تفسيره إلا رغبة من تجريد أى نظام وطنى ديمقراطى قادم إلى سوريا من أية قوة ردع، وأن ما اتفق عليه إنما هو بمثابة هدية من العملاقان "القزمان" الروسى والأمريكى لإسرائيل وأمنها".
وأضافت أن موسكو وواشنطن تجاهلا تمامًا مأساة ومعاناة الملايين الملايين من السوريين وأطفالهم والتى لم تكن أبدًا على طاولة البحث بين الروس والأمريكيين بل إنها حتى لم تكن فى آخر سلم الاهتمامات وحتى تم تعمد تجاهل أى شيء يشير إلى ضحايا مجزرة الإبادة الكيماوية فى الغوطة الشرقية أو الإشارة لمحاسبة المجرمين والقتلة ومعاقبتهم.
وأكدت القيادة المشتركة للجيش السورى الحر أن "الصمت عن الجريمة يعتبر شراكة مع القاتل فيها".. مضيفة أن "تحديد الرئيس الأمريكى باراك أوباما للسلاح الكيماوى وحده خطًا أحمرًا متناسيًا ترسانة الأسلحة البيولوجية والصواريخ البالستية التى يمتلكها النظام هو بحد ذاته ضوءًا أخضر لبشار الكيماوى ليستخدم كل أنواع السلاح فى قتل وسحق وتدمير سوريا والسوريين فى ظل عدم وجود أية مساءلة قانونية دولية عن كل جرائم الحرب التى ارتكبها الأسد على مدار عامين ونصف".
وشددت على أن النظام السورى لديه حلفاء أقوياء يمدونه بكل أنواع ومقومات القوة والاستمرار فى حين أن الشعب السورى ليس لديه إلا بعض الأصدقاء النادرين عربيًا وإسلاميًا ودوليًا ولا يمدونه إلا بالحد الأدنى من مقومات الصمود وليس الانتصار.
وأضافت القيادة المشتركة أن كل ما حدث ويحدث درس كبير على القوى الوطنية السورية أن تستوعبه بتوحيد كل الصفوف الوطنية المعارضة للنظام تحت شعار: الاتحاد ضد الاستبداد ولهذا فإن القيادة المشتركة للجيش السورى الحر وقوى الحراك الثورى تعلن إطلاق الحملة الوطنية لاستعادة الثورة والقرار الوطنى المستقل ولتحقيق ذلك ستصدر سلسلة قرارات وإجراءات عملية على الأرض فى الأيام القليلة المقبلة.
وأوضحت أن حملة "الاتحاد ضد الاستبداد" تهدف إلى عدم الالتفات أو التعويل على ما يسمى المجتمع الدولى وهذا يتطلب قيام جبهة وطنية ديمقراطية حقيقية عريضة تستعيد الثورة المغتصبة وفاء لمبادئ ثورة الشعب السورى والعمل على أن تصل إلى نهايتها المظفرة فى الاستقلال الثانى المكلل بالنصر المؤزر الكامل والمبين.
الجيش الحر: الاتفاق الروسى الأمريكى طعنة فى ظهر الشعب السورى
الأحد، 15 سبتمبر 2013 07:41 م
بشار الاسد