علقت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية على الدور الروسى فى الاتفاق لحل الأزمة الراهنة بشأن سويا، وقالت إن عودة موسكو كقوى عظمى اتضح لبعض الوقت. فعندما سأل أحد زعماء الشرق الأوسط جنرالا أمريكيا رفيع المستوى فى وقت مبكر هذا الصيف عن الخطط الأمريكية للتدخل العسكرى فى سوريا، قيل له إن الاحتمالات اختلفت عن الماضى لأن روسيا عادت كطرف رئيسى.
ويقول الكاتب البريطانى البارز باتريك كوكبورن إن الاتفاق الذى توصلت إليه روسيا وأمريكا أمس والذى يدعو إلى التخلص من الترسانة الكيماوية لسوريا أو تدميرها يمثل المرة الأولى التى تكون فيها روسيا مهمة بشكل أساسى على الساحة لدولية منذ الأيام الأخيرة للاتحاد السوفينى عندما تم تهميش موسكو فى الأشهر بين الغزو العراقى للكويت عام 1990 والهجمة الأمريكية المضادة فى أوائل العام التالى.
ويضيف الكاتب قائلا إن موقف روسيا من سوريا كحليفة للرئيس بشار الأسد مواتى للكرملين بشكل فريد. فهو لا يعنى أن روسيا لا تحلم باستعادة نفوذ وقوة الاتحاد السوفيتى القديم، لكنه يظهر أن التراجع الطويل لروسيا كقوة عالمية على وشك أن ينتهى.
ويمضى الكاتب قائلا: قبل عامين ونصف فقط، كانت أمريكا والناتو تشعران بحرية فى تجاوز موسكو باستخدام التدخل العسكرى الغربى كذريعة لإنهاء الأزمة الإنسانية فى ليبيا كما لو كان إذنا للإطاحة بمعمر القذافى.
وبالنسبة لروسيا، فإن كارثتها فى ليبيا كانت الأحدث فى سلسلة من الإهانات التى بدأت منذ تفكك الاتحاد السوفينى فى ديسمبر 1991. فقد طمأنت الولايات المتحدة الكرملين بأنها لن توسع تحالفاتها العسكرية إلى شرق أوروبا لو انسحبت القوات الروسية. إلا أن الأعضاء السابقين فى حلف وارسوا سرعان ما انضموا إلى الناتو. وفى ديسمبر عام 2001، سحب الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش بلاده من المعاهدة المناهضة لاستخدام الصواريخ الباليستية التى كانت أساسية فى السيطرة على الأسلحة لمدة 30 عاما.
وما يختلف اليوم أن الولايات المتحدة أضعف سياسيا وعسكريا مما كانت عليه قبل 10 سنوات، حسبما يقول الكاتب، بسبب فشلها فى الفوز بحربين فى العراق وأفغانستان. وتعرض موقف واشنطن لمزيد من التقويض بسبب سلسلة من العثرات فى سوريا بما فيها سوء تقدير بأنه سيكون من السهل التخلص من الأسد مثلما كان الحال مع القذافى. وقد نسيت واشنطن ومعها الدول الغربية أن القذافى لم يسقط إلا لأن معارضيه كانوا مدعومين بحملة جوية كاملة من قبل الناتو. ولو تعذر ذلك، فلم يكون المعارضون فى ليبيا ليفوزوا أبدا بأنفسهم، والأمر مماثل فى سوريا.
الإندبندنت: الأزمة السورية تعيد موسكو كقوى عظمى فى العالم
الأحد، 15 سبتمبر 2013 01:37 م
السورى بشار الأسد
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة