أعلنت لجنة البوكر الإنجليزية، مساء أمس السبت، أسماء الأدباء المرشحين للقائمة القصيرة للبوكر، وانتهت بست مرشحين على القائمة القصيرة وهم أربع كاتبات وكاتبان من ستة بلدان وأربع قارات.
وقال رئيس اللجنة التحكيمية لدى البوكر، إن المرشحين الست هم نوفيوليت بولاوايو (32 عاما) من زبمبابوى، والكاتبة النيوزيلندية "إليانور كاتن" 27 عاما، والأمريكى جيم كريس 67 عاما،و الأمريكية من أصل يابانى "روث أوزيكى" (57 عاما)، وكولوم تويبين (67 عاما)، الأمريكية من أصل بنغالى زومبا لاهيرى (46 عاما).
"نوفيوليت بولاوايو" كاتب من زبمبابوى جاء ترشحه للبوكر عن رواية " نحتاج إلى أسماء جديدة " والتى تروى مأساة أفريقيا وأبناءها، بطلتها دارلنغ فى نحو العاشرة، تزوغ مع أترابها فى شوارع البلدة الخيالية بارادايز التى يسخر اسمها من حالها.
يعيش أهلها فى أكواخ على حدود بلدة يقطنها أثرياء بيض وسود، ولا يجرؤون حتى على الحلم بالخروج من بؤسهم. يجول عمال الإغاثة الأجانب البلدة، ويلتقطون الصور للأطفال بملابس وزّعوها عليهم، ويؤمنون حقاً بأنهم أتوا لينقذوا البلاد من فقرها.
فى الوقت الذى تلهو زمرة الأطفال وتسرق الغوافا من الأشجار، تتعرّف إلى عالم الكبار الذى يفقدها براءتها. يعتدى جد تشيبو عليها، وتحاول دارلنغ مساعدتها على الإجهاض. يهاجر والد الأخيرة إلى جنوب أفريقيا، ولا يعود بالثروة بل بالإيدز الذى يُلزمه البيت عاراً. تُطرد الأسرة من كوخها، وتغلق المدرسة بعد هجرة المعلمين. يُضرِب الجهاز الطبى، ويزدهر عمل السحرة والشافين المشعوذين. تنجو دارلنغ حين تلتحق بخالتها فى الولايات المتحدة للدراسة، لكنها تكتشف زيف الحلم الأميركي.
أما الكاتبة النيوزيلندية " إليانور كاتن " 27 عام صاحبة رواية " الشخصيات الهامة " تدور أحداث روايتها فى العام 1866 حيث يقصد وولتر مودى بلدة هوكتيكا، نيوزيلندا، التى بنيت منذ خمسة أعوام، بحثاً عن الذهب. يبدو واثقاً يعرف جيداً ما يريد، لكنه قلق فى الواقع من رؤيا ظهرت له خلال رحلته. ينزل فى فندق كراون، ويدخل غرفة التدخين فيقطع اجتماعاً لاثنى عشر رجلاً شاءت الكاتبة أن يمثلوا الأبراج الفلكية. كانوا يناقشون سلسلة من الجرائم التى بقى مرتكبوها مجهولين، وعرف وولتر أمراً يساعدهم فى مسعاهم. قبل أسبوعين من الاجتماع، اختفى الثرى إيمرى ستيفنز، وحاولت بائعة الهوى آنا وذريل الانتحار، وعُثر على كروزبى ولز، المدمن على الكحول، ميتاً فى كوخه الذى اكتُشفت فيه ثروة ضخمة طالبت فيها فجأة امرأة مجهولة ادّعت أنها زوجته.
فيما يتصدر الأمريكى جيم كريس (67 عاما) بروايته "الحصاد" وتتناول يوتوبيا من القرن الثامن عشر يسكنها ثمانية وخمسون شخصاً فقط. يعيشون من الزراعة والماشية، ويكتفون بوجبة واحدة فى اليوم. يقصدها الراوى وولتر ثِرسْك مع كنت الذى يرثها عن زوجته، ويبقى دخيلاً على رغم عيشه فيها اثنى عشر عاماً. يخطّط إدموند جوردان، قريب كنت، للاستيلاء على الأرض المشاع وتحويلها مرعىً للغنم، ويستغلّ إيمان الأهالى بالغيب ليقبض على «الساحرات» اللواتى يشملن ليزى عشيقة الراوى و«ملكة جمع بقايا الحصاد» التى تبلغ الرابعة. يشكّ السكان المهدّدون برجلين وامرأة يستقرّون فى كوخ خارج القرية، ورجل باسم، معوّق يجول فيها ويرسمها. يدفع الغرباء الأبرياء ثمن الخوف، وحتى الراوى يبدو فجأة بشعره الأسود بين السكان الشقر نذير شؤم.
أما الأمريكية من أصل يابانى "روث أوزيكى " 57 عاما فتصدرت روايتها " قصة للوقت الراهن " والتى تحكى عن فتاة فى السادسة عشرة تجلس إلى طاولة مقهى فى طوكيو وتكتب يومياتها. تعتبر نفسها «وقتاً راهناً»، وحين يضرب التسونامى اليابان تجرف الأمواج يومياتها إلى كولومبيا البريطانية على الجانب الآخر من المحيط الهادئ. تعثر عليها روائية أميركية يابانية تدعى روث فى حقيبة تحوى أيضاً رسائل وساعة. تقرأ عن ناو التى أمضت معظم حياتها فى وادى السيليكون، كاليفورنيا، حيث تسلّم والدها منصباً هاماً وما لبث أن طُرد حين فقدت التكنولوجيا الجديدة وهجها. يعود مع أسرته إلى طوكيو حيث يعيش فى شقة حقيرة، ويتظاهر بأنه عثر على وظيفة فى الوقت الذى يمضى نهاره فى الحديقة العامة. يرمى نفسه تحت القطار، لكنه لا يموت.
تتعرّض ناو للتعنيف النفسى والجسدى فى المدرسة، وتفكر فى الانتحار لكنها تؤجلّه لكى تكتب مذكران الراهبة البوذية، قريبة والدها، التى تدّعى أنها تبلغ الرابعة بعد المئة. ترغب فى معرفة طريقة الحصول على قوى خارقة عبر التأمّل، لكى تنتقم من معذبيها. تتداخل حياة ناو مع حياة روث وزوجها اللذين يعيشان مع جماعة انعزلت عن العالم. تكتشف الكاتبة أن الساعة كانت لطيار انتحارى تلتقى ناو شبحه فى معبد الجبل، ويعطيها رسائل كتبها إلى والدة جدتها.
أما الكاتب كولوم تويبين 67 عام فيحكى فى " شهادة مريم " عن والدة المسيح من حيث هى أم حين يستنطقها زائران، لا تستطيع لفظ اسمه، وتدعوه «ابنى» و«من كان هنا»، وتبدى ضيقها من ابتعاد الشاب المهذّب اللطيف عنها واعتباره تلامذته أسرته الجديدة. غيّره هؤلاء الرجال الزائغو النظرات، العاجزون عن التكيّف مع المجتمع، فبدأ يستخدم الألغاز والتباهى بالنفس لدى حديثه عن مهمته فى العالم. نفرت من عبــادة التــلامذة له، وأرادته ابناً كما كان، لكنه فضّل شخصيته الجديدة وعوقب عليها.
أما زومبا لاهيرى عن رواية " الأرض المنخفضة " فتبدأ بتمرد ناكساليت وتتابع نصف قرن من تاريخى الهند وأميركا عبر عائلة واحدة. يدرس الشقيقان سوباش وأودايان ميترا فى جامعة فى كلكوتا حيث تجذبهما الشيوعية والنضال العملى. يدرك سوباش الحذر خطر الانتماء اليها، وينسحب ويهاجر إلى أميركا لمتابعة دراسته. يزداد أودايان تطرّفاً ويبرّر العنف ضد الدولة بضرورة الثورة عليها. يُعتقل ويُعدم خلف منزل ذويه فى الأرض المنخفضة تاركاً خلفه والدين مفجوعين وأرملة شابة حاملاً. يقوم سوباش بواجبه تجاه شقيقه فيتزوجها لينقذها من العوز، ويستقدمها إلى أميركا حيث يدّعى أنه والد الطفلة. على أن الكذبة تؤثّر سلباً فى زواجهما الهشّ أصلاً.