ما أشبه الليلة بالبارحة.. أن يطل علينا الإرهاب بوجهه القبيح مرة أخرى معتقدين بذلك زعزعة أمن مصر واستقرارها.
فى التسعينيات كانت الجماعات الإسلامية ووجدنا عقولا متحجرة لفكرة استخدام العنف ضد الشرطة باعتبار أن الشرطة لا تمثلهم وبدأت حملة تطهير استغرقت 10 سنوات من عمر الدولة، وما حدث لوزير الداخلية من انفجار عبوة ناسفة أثناء سير موكبه فى محاولة اغتياله فهو يجعلنى أشعر بالقلق تجاه دولة تريد تحقيق الأمن والاستقرار وبصراحة شديدة المستثمر الأجنبى عندما يرى مشهد مثل هذا يفر هاربا بأمواله ليستثمرها خارج مصر، وبتحليل مبسط لما حدث من انفجار عبوة تزن 40 كيلو وضعت فى سيارة مسروقة بمدينة نصر، مما أدى إلى إصابة 21 فردا من طاقم حراسة محمد إبراهيم وزير الداخلية وإصابة 11 مدنيا من بينهم طفل أدت إصابته إلى بتر ساقه وهو فارس حجازى فوزى والده يعمل بواب عمارة، وأنا أرى جرم مثل هذا سوف يكلف خسائر نفسية كثيرة، ويؤدى لتدهور الحالة الاقتصادية لمصر وحجازى فوزى والد الطفل يروى قصة مأساوية أن ابنه ذهب ليشترى أشياء لسكان العمارة ليعود لهم بساق واحدة، ومن هنا نقرأ المشهد بصوت مرتفع، واصفا المشهد فى أمرين لا ثالث لهما، الأمر الأول هو ما تبادر إلى ذهنى أن وراء هذا الحادث فى محاولة لاغتيال وزير الداخلية هم غالبا عناصر من الإخوان المسلمين ردا لما يحدث لهم واعتقد أنتم أيضا وصل إلى أذهانكم ذلك بعد مشاهدة الخبر، الأمر الثانى هناك من يزعم أن من قام بذلك هم وزارة الداخلية بنفسها لإقناع الرأى العام بأن الإخوان المسلمين جماعة إرهابية مما يؤدى إلى تفاقم الأمر ضد الإخوان مثلما كان يحدث أثناء نظام مبارك ووزير الداخلية حبيب العادلى من تلفيق التهم، وبعد رؤية الإصابات التى وقعت أثناء الحادث فى المستشفيات عبر عدسات القنوات الفضايئة تم استبعاد الأمر الأخير، وجاءت أنصار بيت المقدس لكى تعزز ما توقعناه بأن الإخوان غالبا كانوا وراء ذلك، ويؤكد لنا أن من ارتكب هذا الجرم الغاشم يريد به زعزعة الأمن وترويع المواطنين، ويريد أيضا أن يقوم بتوصيل رسالة لكل المصريين باغتيالات متعددة وانفجارعربات مفخخة فى الأيام القادمة واقتحام لأقسام الشرط زاعمين بذلك إما عودة نظام فقد شرعيته وإما الفوضى.. ولكن أرى أن هناك طريق ثالث هو الأمن والعودة إلى تحكيم العقل والضمير، ولابد من توصيل للجميع بأن كل من يقوم بتحريض على القتل أو التدمير أو حرق المنشآت العامة من أقسام شرطة ومحاكم سيعرض نفسه للمسائلة القانونية ويمثل أمام القضاء بتهمة التحريض وتوصيل فكرة استخدام العنف ضد الإرهابيين وكل من يريد إرهاب الناس وترويعهم، وأخيرا سؤال يطرح نفسه هل قيادات الإخوان الذين يقومون بالتحريض على القتل والتدمير سيعوضون ابن البواب عن بتر ساقه بلا ذنب..؟!
أيمن أبو زيد يكتب: من سيعوض فارس عن ساقه المبتورة؟
الأحد، 15 سبتمبر 2013 05:40 ص