لدى قناعة طوال عمرى أنه يستوجب على من لديه مشكلة ويريد حلها أن يقوم بعمل أكثر من حل فى وقت واحد وكأنه يُجهز على هذه المشكلة تماماً، أو كما نقول إن نمشى بالعرض فى حل الأزمة.. فمثلاً من يريد أن يقلل من وزنه عليه أن يتخذ نظام غذائى مناسب، ويقوم بعمل تمارين رياضية، ومنع زيادات المأكولات، واستخدام أعشاب التخسيس، إلخ.
لكن لا يعتمد على شىء واحد فقط منهم، وإلا سيكون الحل بطىء وممل، وعندما لا يجد استجابة أو نتيجة، فسيهجر الفكرة من الأساس.
كذلك الوضع بالنسبة للدولة، أمامنا دولة مهلهلة مفككة ومنهارة اقتصادياً وسياسياً وأخلاقياً، وأخيراً اجتماعياً حيث الانقسامات فى الرأى التى تفشّت داخل كل الأسر والعائلات والأصدقاء.
فلابد من عدة حلول مرة واحدة، قصيرة الأجل، سريعة المفعول، بحيث يتلمسّها المواطن البسيط، ويشعر أن هناك من يَعمل له، فيهدأ، لينتظر المزيد. لابد من عدة خطوات اقتصادية، وسياسية، واجتماعية، ودينية سريعة.
وإن كانت مشكلة الموارد المادية (الدائمة) قد تم حلها إلى حد ما بمساعدة الأخوة الأشقاء العرب، فما الذى يمنعنا من العمل! لابد من خطوات سريعة جداً، يشعر بها المواطن فوراً، بمعنى أنه لا مانع من ركن المشاريع طويلة الأجل (مؤقتاً) مثل مشروع قناة السويس، ومدينة زويل، إلخ..
والعمل على حل مشكلات المواطن اليومية، كالطرق والشوارع والكهرباء والغاز والأنابيب والضرائب والمرور والشهر العقارى، إلخ
مع الاستعانة بالمشايخ المستنيرين لبث روح التفاؤل والتعاون بين المواطنين فى الجوامع ووسائل الإعلام.
وعمل تخفيضات على أغلب السلع الاستهلاكية. وفتح قنوات الرياضة العالمية، وتشجيع الشباب للتقديم فى النوادى وتفريغ طاقتهم فى الرياضة.
وتخفيض رسوم التقديم للمدراس، والعمل على فتح المصانع المغلقة، وعودة عُمّالها وموظفيها، وتشجيع السياحة فى المدن الساحلية والمناطق الأثرية (حيث إن السياحة هى أسرع وسيلة لإنقاذ انهيار قيمة الجنيه أمام الدولار) باستخدام الدعاية المكثفة من قِبل الإعلام والأمن وشركات السياحة.
ثم بدء العمل فى المشاريع طويلة الأجل مع الإعلان والإفصاح الدائم عن كل خطوة، ففى ذلك رفع للروح المعنوية للمواطن، والتوسع الأفقى فى العمران، مما يزيل الاحتقان قليلا عن القاهرة والجيزة، بدلا من سياسات التوسع الرأسى الذى انتهجها النظام الأسبق.. حيث لم تكن لديهم أى أفكار لمشكلة الزحام والتكدس السكانى فى القاهرة الكبرى سوى الكبارى ثم الأنفاق ثم الكبارى فوق الكبارى، وكأن ليس هناك أراضى نعيش عليها سوى تلك الملاصقة بضفتى نهر النيل. أعتقد وقتها سيهدأ الشعب، ويعود لحاله القديم، مزاولاً عمله، ونشاطه اليومى بلا سياسة. وتكون مرحلة لبناء دولة مصرية حديثة.. راقية.
اعتصام للإخوان
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
إيهاب محمد عبدالعزيز
صدقت
عدد الردود 0
بواسطة:
حسن عبد الله
برافو عليك