قال عمار على حسن، إن روايته الأخيرة "سقوط الصمت" ترسم لوحة فنية واجتماعية لما جرى فى ثورة يناير، ومن يقرأها يفهم جيدا أن ثورة المصريين لم تكن أبدا "مؤامرة" ولا "خطة أجنبية لإسقاط نظام مبارك" كما يزعم البعض الآن، فى محاولة يائسة لتشويه الثورة.
وأضاف حسن فى سياق حلقة نقاشية عقدها مع بعض القراء والمهتمين بالأدب حول روايته التى صدرت طبعتها الثانية عن الدار المصرية اللبنانية "البطولة فى روايتى جماعية، ومنتقاة بعناية من الواقع، ولا يمكن أن تدفع أى مؤامرة كل هذه الأصناف البشرية لتتوحد فى حشود هائلة على هتاف واحد وهو إسقاط النظام".
وتابع حسن "كتبت عما رأيته وعشته وتأملته جيدا، لقد شارك ملايين المصريين فى ثورة يناير وكانت مطالبهم مستحقة لأن شروط الثورة على فساد مبارك واستبداده كانت متوفرة بشدة".
وأشار حسن إلى أنه قد قال فى اليوم الثالث للثورة، الذى حمل اسم "جمعة الغضب" إن "الثورة انتقلت من فيس بوك إلى ناس بوك" تعبيرا عن نزول حشود جماهيرية هائلة تنتمى إلى كافة الشرائح الاجتماعية المصرية، وليس فقط المنتمين إلى الطليعة الثورية التى دعت إلى التظاهر ضد مبارك عبر مواقع التواصل الاجتماعى على شبكة الإنترنت.
واستطرد حسن روايتى تضم مختلف النماذج البشرية التى شاركت فى الثورة، حيث الثورى الحالم والانتهازى، وشبابا من الشوارع الخلفية وأبناء الطبقة الوسطى، واليساريين والليبراليين والإخوان والسلفيين والجنرالات وأنصار النظام السابق واللامبالين، والعمال والفلاحين والموظفين والإعلاميين والمثقفين، والشيوخ والصبية والرجال والنساء، والقاضى العادل وترزى القوانين، وأرواح الشهداء والمصابين، وكذلك الهلال والصليب كرمزين لوحدة وطنية، وتمثال عمر مكرم الذى يتوسط ميدان التحرير، وتمثال زورسر الذى يغادر المتحف ويتفقد الثوار.
كما تضم رسامى الجرافيتى وصانعى اللافتات وكاتبى الهتافات والشعارات، وأطفال الشوارع المشردين ومتحدى الإعاقة، والبلطجية والمتحرشين والمخبرين، والأميين ومجيدى النقر على رقعة الحاسوب ليصنعوا الدهشة والأمل فى العالم الافتراضى، والأجانب الذين جاءوا للمتابعة كصحفيين أو دبلوماسيين، وشبابا عربيا بهره ما حدث فى لحظته الأولى وأثار شجونه وتمنى أن يراه فى بلاده.
وتضم كذلك سيدات المجتمع، وفتيات واجهن كشف العذرية والسحل فى الشوارع الملتهبة، وأخريات قاتلن كالرجال حين فرضت السلطة المستبدة على الثوار مغادرة التعبير السلمى عن الغضب.
وعلق على هذا بقوله: لا يمكن أن يكون كل هؤلاء، الذين انتقيتهم بعناية لأرسم ملامح تفاعلهم النفسى والإنسانى والاجتماعى مع حدث ثورة يناير قد جاءوا ليشاركوا فى مؤامرة، إنما فى ثورة رفعت شعارات مستحقة عن العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة