زينب عبد الوهاب تكتب: بست.. جيلى.. أيس كريم

السبت، 14 سبتمبر 2013 09:09 م
زينب عبد الوهاب تكتب: بست.. جيلى.. أيس كريم صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جيل السبعينات يعلم جيدا ماذا تمثل هذه المشروبات والمأكولات (البست، الجيلى، الأيس كريم)! فهى بمثابة فرض عين على مرضى جراحة اللوز.. ولا ننكر جميعا مدى طعامتها وسحرها ولكن عندما تفرض عليك وأنت مريض وتجبر أن تنتهى من علبة آيس كريم حجم عائلى فى غضون ساعة فهذا شيئاً بشع.. جعلنى أتمرد عليها حتى إنى امتنعت عن أكلهم مدى الحياة.

وعندما نضجت وجدت أشياء أبشع منها بكثير وقد فرضت علينا تحت مسمى عقيم فاشل اسمه العادات والتقاليد وفى تعريفى البسيط لها هى ظروف وتجارب وحياة مرت على ناس غيرنا فى ظروف غير ظروفنا وتجارب مختلفة نهائيا عن تجاربنا فخرجوا منها ببعض الدلالات والأحكام وفرضوها علينا جميعا إلى أن امتزجت بحياتنا، وأصبحت فرض عين بالرغم أن كثيرا منها مخالف لشريعتنا الإسلامية السمحاء التى قامت على العدل والمساواة والرحمة، فتجد أخ يحرم أخته من الميراث لماذا؟ لأنها بنت والبنت لا ترث الأرض حتى لا تذهب للغرباء(زوجها) وعندما تسأله أربك أمرك بهذا؟ سيقول لا ولكنها عاداتنا وسلو بلدنا، وفى حالة أشد قسوة تجد المجتمع يصب اللوم والعقاب على المرأه المطلقة أو الأرملة التى قررت أن تتزوج مرة أخرى بعد انفصالها لأن لها أولاد فحكم عليها المجتمع أن تحرم ما أحله الله وتكرس حياتها لتربية أبنائها وتنسى نفسها وشبابها واحتياجاتها ولا تقترب من الزواج وإلا تلوثت سمعتها وأصبحت فى الدائرة السوداء من المجتمع.

وعندما تواجه المجتمع بأن العفاف والزواج فرض من فروض الإسلام تجده يقول بس عيب، وفى حالة ليست أقل رثاءً من هؤلاء تجد أسرة ترفض أن تزوج ابنتها الصغرى قبل الكبرى وتحرمها من حقوقها التى منحها لها الله لماذا؟ عيب الناس تلوم علينا، وتجدهم أيضا يمنعون الولد أن يتزوج قبل إخواته البنات لماذا؟ حتى لا تتحدث عنهم الناس!! والفجيعة الأكبر التى كادت أن تدمر مجتمعتنا اقتصاديا، مصيبة جهاز البنت التى باعت فيه أسر فقيرة بيوتها وأرضها ومصوغاتها حتى تحافظ على الشكل الاجتماعى التى فرضته علينا العادات والتقاليد مبتعدين كل البعد عن أوامر الله وأحكامه فتجد شريعتنا السمحاء لا تفرض على الزوجة أى مسئولية حتى المهر خصها الله به وحدها تفعل به ما تشاء، ولكن كيف نتبع الشريعة ونترك ما وجدنا عليه آباءنا!!، وهذه الفجيعة للأسف لم تؤثر على مستوى الأسرة اقتصاديا فقط فقد أثرت على المجتمع ككل.

فعندما تنفق الأسر هذه المبالغ الطائلة فى أشياء لا فائدة منها غير المظاهر الكذابة فقد حبست أموال المسلمين فى أشياء لا فائدة منها ونسوا قول الله ((يوم تكوى بها جنوبهم وظهورهم يوم القيامة هذا ما كنزتم فذوقوا عذاب الحريق)) على الرغم من أن لو وضعت هذه الأموال فى البنوك لتدخل فى استثمارات الدولة ستنهض بنا أو لو أصحابها استثمروها بطريقة علمية سيعود على المسلمين بالنفع، وفى صورة هزلية أخرى تجدنا نلبس الأسود فى المأتم ولمدة طويلة جدا تشبها باليهود وإغفالاً متعمدا من قول الرسول صلى الله عليه وسلم البسوا البياض وكفنوا أمواتكم بالبياض ونخترع الخمسان والأربعين المحرمين شرعا ونتمسك بهم وكأنهم سيعودون بالمتوفى إلى الحياة، وهكذا إذا استمريت فى السرد فلن انتهى من هذه الدائرة الغبية التى حبسنا فيها أنفسنا وحرمنا فيها أرواحنا من أن تتمتع بسماحة وعدل الإسلام، وأجد إنه حان الوقت أن نتمرد جميعا ونقوم وننفض هذه الأتربة العفنة التى ورثناها ونتبع منهج السيدة الكريمة هاجر رضى الله عنها وأرضاها عندما أراد أن يتركها سيدنا إبراهيم هى وطفلها بمفردهم فى صحراء قاحلة لا زرع فيها ولا ماء فقالت له أربك أمرك بهذا فقال لها نعم فقالت إذاً لن يضيعنا الله، تعالوا نعود بكل أمر من أمور حياتنا لأوامر الله وأعدكم إنه لن يضيعنا الله.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة