بعد أن فقدت الجماعة السيطرة على قواعدها.. النساء يحكمن المظاهرات.. زوجة "الشاطر" تتولى عقد الاجتماعات بشكل غير منتظم بحضور اثنين على الأكثر.. وفتيات الجماعة يدرن لجانا إلكترونية لكسب مزيد من التعاطف

أفادت مصادر مطلعة داخل جماعة الإخوان المسلمين، أن الجماعة فقدت السيطرة تماما على قواعدها فى القاهرة والمحافظات، وذلك بعد قيام الجهات الأمنية بالقبض على قيادات الجماعة فى كافة المحافظات وتقديمهم للمحاكمات، بتهمة الإرهاب والتحريض على العنف والتخابر لصالح جهات خارجية.

وقالت المصادر لــ"اليوم السابع"، إن نساء الجماعة الآن يلعبن دورا هاما فى التواصل بين الأعضاء، ولم شمل الجماعة، حيث تتولى السيدة عزة أحمد توفيق، زوجة المهندس خيرت الشاطر النائب الثانى للجماعة، مسئولية عقد الاجتماعات وتبليغ التكليفات إلى أعضاء الجماعة فى المحافظات.

وأضافت المصادر، أن نساء الجماعة يعقدن اجتماعاتهن بشكل غير منتظم فى منزل أحد القيادات، لتنظيم الدعوة إلى المظاهرات، مشيرا إلى أن زوجات قيادات الجماعة لا يجتمعن بعددهن كاملا، ولكن يكتفين بحضور اثنين أو ثلاث على أكثر تقدير وتتولى كل منهن تبليغ التكليفات إلى النساء من قيادات الصف الثانى التى تنقلها بدورها إلى أعضاء المحافظات.

وتابعت المصادر أن أغلب الاجتماعات عقدت بالتجمع الخامس، بالقاهرة الجديدة، حضرت منها السيدة نجلاء على محمود، زوجة الرئيس السابق محمد مرسى، أربعة اجتماعات.

وأكدت المصادر أن قيادات الصف الأول لنساء الجماعة يتعمدن الهروب بعيدا عن أعين الجهات الأمنية، لذلك يعتمدن بشكل كبير على قيادات الصف الثانى والثالث فى التواصل بين الأعضاء، مشيرا إلى أن فتيات الجماعة يلعبن دورا كبيرا فى تحقيق هذا التواصل.

وكشفت المصادر أن فتيات الجماعة يقمن بعمل لجان إلكترونية، تقوم بنشر صور لأحداث فض اعتصامى مسجد رابعة العدوية وميدان النهضة وأحداث المنصة والحرس الجمهورى، فى محاولة لكسب تعاطف شعبى، كذلك يقوم عدد منهن بترجمة كل ما يصدر من الجماعة من بيانات أو مطالبات وتوجيهها إلى الغرب لكسب مزيد من الدعم الدولى.

وأضافت المصادر، أن فتيات الإخوان بمساعدة الشباب منهم يقومون بتوثيق أحداث الحرس الجمهورى والمنصة وفض اعتصامى رابعة العدوية وميدان النهضة، من خلال الصور والبيانات التى صدرت من كافة الجهات سواء الأمنية أو شخصيات سياسية معروفة وحتى التى صدرت من قيادات الجماعة نفسها، مشيرا إلى أن التوثيق موجه نحو اتهام القيادات العسكرية بإدارة انقلاب على الشرعية، والإطاحة بالرئيس المنتخب، ومحاربة ثورة 25 يناير والقفز على مطالبها ومعاقبة رموزها.

وتابعت المصادر، أن هناك أفكارا تطرح بين شباب الجماعة للنزول إلى الشوارع والميادين وعرض فيديوهات خاصة بأحداث الفض، على غرار حملة "عسكر كاذبون" التى انطلقت فى المرحلة الانتقالية التى أعقبت ثورة 25 يناير، والتى تولى المشير حسين طنطاوى وزير الدفاع والقائد الأعلى للقوات المسلحة السابق إدارتها، مشيرا إلى أن هناك حالة من التخوف لدى الشباب من تنفيذ هذا المقترح خوفا من رد الفعل الشعبى المؤيد للقوات المسلحة والشرطة.

واستطردت المصادر أن عددا من نساء الجماعة وفتياتها تعمدوا فى الفترة الماضية استفزاز الجهات الأمنية من خلال الهتاف ضدهم أثناء مرورهم فى الشوارع، أو إرسال رسائل على التليفون المحمول لعدد من القيادات الأمنية تهددهم بالمحاكمة والانتقام لذويهم من الضحايا، أو حتى رسم جرافيتى على مبانى القوات المسلحة، موضحا أن الجماعة تحاول كسب تعاطف شعبى فى حال القبض على النساء والفتيات.

وأكدت المصادر أن هناك دعوات داخل أعضاء الجماعة بسحب أموالهم من البنوك المصرية ومخاطبة التنظيم الدولى للضغط على المستثمرين الأجانب لإنهاء استثماراتهم بمصر، باعتبار أن مصر دولة لا تحترم القانون ولا الديمقراطية ويحكمها "الطوارئ"، وتهدف الجماعة من هذه التحركات إلى هدم الاقتصاد المصرى.

ولفتت المصادر إلى أن مظاهرات الجماعة ستستمر للضغط من أجل مصالحة يكون شرطها الأول الإفراج عن المقبوض عليهم من أعضاء الجماعة، على أن يتم ما أسموه بـ"التضحية" باثنين أو ثلاثة على الأكثر من قيادات الجماعة للتقدم للمحاكمة، من بينهم خيرت الشاطر، وذلك بسبب قوة موقف الشاطر والذى لم تتوافر ضده أى دلائل لبعده الدائم عن المشهد على حد قولهم، وهو ما يخالف ما يصدره قيادات الجماعة لقواعدهم فى المحافظات والتأكيدات المستمرة أن المظاهرات مستمرة حتى عودة الرئيس السابق محمد مرسى.