تشهد ساحات النيابات والمحاكم على مستوى الجمهورية فى الوقت الحالى زخما شديدا لم تعهده منذ وقت طويل، وذلك بسبب أعمال العنف والإرهاب التى يضطلع بها تنظيم الإخوان المسلمين فى عموم البلاد، فى أعقاب عزل الرئيس السابق محمد مرسى عن الحكم تحت وطأة الضغوط والمظاهرات الشعبية التى عمت البلاد منذ 30 يونيو الماضى.
ومنذ أن بدأت النيابة العامة بقيادة النائب العام المستشار هشام بركات تحقيقاتها فى تلك الأحداث الدموية، انتهت النيابات المختلفة على مستوى مصر من 11 قضية رئيسية تتعلق بالإرهاب الإخوانى، وتم إحالة المتهمين فيها إلى محاكم الجنايات.. فى حين لا تزال تباشر النيابات تحقيقات أخرى موسعة مع أعداد أخرى من المتهمين أعضاء التنظيم وقياداته فى وقائع القتل والتحريض عليه، واستخدام العنف بصورة واسعة بقصد الإرهاب وترويع المواطنين الآمنين.
ومن أبرز القضايا الـ11 المحال فيها المتهمون للمحاكمة الجنائية، قضية أحداث القتل والتعذيب التى جرت قبالة قصر الاتحادية الجمهورى فى 5 ديسمبر 2012 والتى باشرت التحقيقات فيها نيابة شرق القاهرة، وأحيل فيها الرئيس السابق محمد مرسى و14 آخرون من قيادات وأعضاء تنظيم الإخوان إلى محكمة جنايات القاهرة، حيث تضمنت قائمة المتهمين كلا من: القيادى الإخوانى عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، أسعد الشيخة نائب رئيس ديوان رئاسة الجمهورية السابق، أحمد عبد العاطى مدير مكتب رئيس الجمهورية السابق، أيمن عبد الرؤوف مستشار رئيس الجمهورية السابق، علاء حمزة، عبد الرحمن عز، أحمد المغير، جمال صابر، محمد البلتاجى، وجدى غنيم، و4 متهمين آخرين.
وكشفت تحقيقات النيابة العامة فى القضية عن توافر الأدلة على أن المتهمين وأنصارهم هاجموا المعتصمين السلميين، واقتلعوا خيامهم وأحرقوها وحملوا أسلحة نارية محملة بالذخائر وأطلقوها صوب المتظاهرين، فأصابت إحداها رأس الصحفى الحسينى أبو ضيف وأحدثت به كسورا فى عظام الجمجمة وتهتكا بالمخ أدى إلى وفاته.. كما قام المتهمون باستعمال القوة والعنف مع المتظاهرين السلميين، فأصابوا العديد منهم بالأسلحة البيضاء، وروعوا المواطنين، وقبضوا على 54 شخصا واحتجزوهم بحوار سور قصر الاتحادية وعذبوهم بطريقة وحشية.
وأسندت النيابة إلى محمد مرسى فى القضية تهم تحريض أنصاره ومساعديه على ارتكاب جرائم القتل العمد مع سبق الإصرار، واستخدام العنف والبلطجة وفرض السطوة، وإحراز الأسلحة النارية والذخائر والأسلحة البيضاء، والقبض على المتظاهرين السلميين واحتجازهم بدون وجه حق وتعذيبهم.. فى حين أسندت النيابة إلى المتهمين عصام العريان ومحمد البلتاجى ووجدى غنيم، تهم التحريض العلنى عبر وسائل الإعلام على ارتكاب ذات الجرائم، وأسندت إلى المتهمين أسعد الشيخة وأحمد عبد العاطى وأيمن عبد الرؤوف مساعدى الرئيس السابق محمد مرسى، وعلاء حمزة وعبد الرحمن عز وأحمد المغير وجمال صابر وباقى المتهمين، ارتكاب تلك الجرائم بوصفهم الفاعلين الأصليين لها.
كما تتضمن القضية الثانية القياديين الإخوانيين محمد البلتاجى وصفوت حجازى، واثنين آخرين من أعضاء التنظيم الإخوانى هما محمد محمود على الزناتى وعبد العظيم إبراهيم (الطبيبان بالمستشفى الميدانى لاعتصام رابعة العدوية)، حيث أحيل المتهمون الأربعة لمحكمة جنايات القاهرة لقيامهم باختطاف ضابط وأمين شرطة واحتجازهما قسريا وتعذيبهما داخل مقر اعتصام جماعة الإخوان المسلمين بمنطقة رابعة العدوية.
وأسندت النيابة إلى المتهمين تهم إدارة تشكيل عصابى بغرض الدعوة إلى تعطيل أحكام القانون ومنع السلطات العامة من ممارسة أعمالها، ومقاومة السلطات، والبلطجة، والشروع فى قتل النقيب محمد محمود فاروق معاون مباحث قسم مصر الجديدة ومندوب الشرطة هانى عيد سعيد، حيث كشفت التحقيقات فى القضية عن توافر الأدلة ضد المتهمين على قيامهم بإلقاء القبض على المجنى عليهما ضابط الشرطة ومعاونه حال قيامهما بمهام تأمين مسيرة الإخوان، واقتادوهما إلى داخل اعتصام رابعة العدوية، وتعدوا عليهما بالضرب، وأحدثوا بهما إصابات شديدة، قبل أن يتدخل رئيس حى شرق مدينة نصر لدى المعتصمين برابعة العدوية لإطلاق سراح المجنى عليهما.
وأحالت نيابة جنوب القاهرة القضية الثالثة والتى تتعلق بقيام عدد من أعضاء الإخوان باستخدام مقر مكتب الإرشاد الخاص بالتنظيم كمنصة لإطلاق الأعيرة النارية من أسلحة نارية آلية كانت بحوزتهم سهل حصولهم عليها قادة التنظيم، تجاه المتظاهرين السلميين المناهضين لتنظيم الإخوان فى أحداث 30 يونيو الماضى، على نحو أسفر عن مقتل 9 أشخاص وإصابة 91 آخرين، حيث أحيل فى الجانب الأول من تلك القضية 6 متهمين هم كل من: مصطفى عبد العظيم البشلاوى ومحمد عبد العظيم البشلاوى وعاطف عبد الجليل السمرى (أعضاء بالإخوان)، ومحمد بديع المرشد العام للتنظيم، ونائبيه محمد خيرت الشاطر ومحمد رشاد بيومى.
وأسندت النيابة العامة إلى المتهمين الثلاثة الأول أنهم قتلوا عبد الرحمن كارم ومحمد عبد الله محمود وآخرين، عمدا مع سبق الإصرار، والشروع فى قتل محمد أحمد الجزار وآخرين، وحيازتهم لمفرقعات عبارة عن قنبلة هجومية عسكرية، وأسلحة نارية (بنادق آلية وخرطوش)، كما نسبت النيابة إلى بديع والشاطر ورشاد بيومى أنهم اشتركوا بطريق الاتفاق والتحريض والمساعدة مع المتهمين الثلاثة الأول، وآخرين مجهولين فى القتل والشروع فى القتل وحيازة المفرقعات والبنادق الآلية والخرطوش.
وكشفت النيابة العامة فى تحقيقاتها عن توافر الأدلة على ارتكاب المتهمين الثلاثة الأول (مصطفى ومحمد البشلاوى وعاطف السمرى) لجرائم القتل والشروع فى قتل بعض المواطنين من المتظاهرين السلميين أمام مقر مكتب الإرشاد بالمقطم، وحيازة مفرقعات وأسلحة نارية آلية وبنادق خرطوش وذخائر، بقصد استعمالها فى أنشطة تخل بالأمن العام والمساس بالسلام الاجتماعى، كما أثبتت التحقيقات اشتراك محمد بديع وخيرت الشاطر ورشاد بيومى فى ارتكاب تلك الجرائم، عن طريق الاتفاق مع المتهمين الثلاثة الأول على التواجد داخل مقر مكتب الإرشاد، وإطلاق النار على من يتظاهر أمام المبنى، وذلك مقابل مبالغ مالية، وساعدوهم على ارتكاب تلك الجرائم بأن أمدوهم بالأسلحة والذخائر والمفرقعات.
القضية الرابعة هى استكمال للقضية الثالثة، تتعلق بأحداث القتل والشروع فى القتل أمام مقر مكتب إرشاد التنظيم الإخوانى، وأحيل فيها 11 قياديا وعضوا بتنظيم الإخوان المسلمين إلى محكمة الجنايات، وتضمنت أسماء المحالين إلى المحاكمة الجنائية كل من: محمد سعد الكتاتنى رئيس مجلس الشعب السابق، محمد مهدى عاكف المرشد العام السابق لتنظيم الإخوان، أسامة ياسين وزير الشباب السابق، محمد البلتاجى عضو مجلس الشعب السابق، عصام العريان عضو مجلس الشورى السابق، بالإضافة إلى كل من أيمن هدهد مستشار رئيس الجمهورية السابق وأحمد شوشة وحسام أبو بكر الصديق ومحمود الزناتى وعبدالرحيم محمد ورضا فهمى.
وأسندت النيابة إلى المتهمين جميعا تهم التحريض على القتل والشروع فى القتل، تنفيذا لغرض إرهابى وحيازة وإحراز أسلحة نارية وذخيرة حية غير مرخصة بواسطة الغير، والانضمام إلى عصابة مسلحة تهدف إلى ترويع الآمنين والتحريض على البلطجة والعنف.
وأحالت النيابة فى القضية الخامسة 18 متهما آخرين من أعضاء تنظيم الإخوان إلى محكمة الجنايات، وذلك لاتهامهم بارتكاب وقائع القتل والعنف والبلطجة التى جرت فى منطقة المنيل بإيعاز وتحريض من قيادات تنظيم الإخوان، حيث أسندت النيابة إليهم تهم القتل العمد والشروع فى القتل العمد والانضمام إلى عصبة مسلحة تهدف إلى مقاومة السكان ومأمورى الضبط القضائى وترويع الآمنين وقطع الطرق واستعراض القوة والبلطجة.
وتضمنت القضية السادسة إحالة محمد بديع المرشد العام لتنظيم الإخوان وقادة وأعضاء التنظيم محمد البلتاجى وعصام العريان وباسم عوده وصفوت حجازى، وعاصم عبد الماجد عضو مجلس شورى تنظيم الجماعة الإسلامية، و9 متهمين آخرين، إلى محكمة الجنايات، لاتهامهم بالتحريض على أحداث العنف والقتل التى جرت فى منطقة البحر الأعظم بالجيزة مؤخرا.
وأسندت نيابة جنوب الجيزة إلى المتهمين بديع والبلتاجى وحجازى وعبد الماجد والعريان، عدة اتهامات منها التحريض على ارتكاب أحداث العنف والإرهاب والقتل العمد، وتأليف عصابة مسلحة لمهاجمة المواطنين ومقاومة السلطات وإمدادها بالأموال والأسلحة، فى حين أسندت النيابة إلى باقى المتهمين ارتكابهم جرائم الإرهاب والتجمهر والقتل العمد والشروع فى القتل العمد، واستعراض القوة وفرض السطوة والانضمام إلى عصابة مسلحة قامت بمهاجمة طائفة من السكان وقاومت بالسلاح رجال السلطة العامة لمنع تنفيذ القوانين، وإحراز أسلحة نارية وذخائر غير مرخصة وأسلحة بيضاء، وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة للمواطنين.
وكشفت تحقيقات النيابة قيام المتهمين بعقد اجتماعات إبان اعتصام "رابعة العدوية" اتفقوا خلالها مع آخرين على التجمهر فى مسيرات تجوب شوارع محافظة الجيزة، بغرض استخدام العنف وفرض السطوة وترويع المواطنين، وأن تفاصيل هذا الاتفاق جرى نقلها إلى بقية المتهمين، ومنهم باسم عوده القيادى بالتنظيم الإخوانى ووزير التموين السابق، فى صورة تكليف لهم بالتنفيذ، فقاموا بقيادة المسيرات بالشوارع فى 15 يوليو الماضى، وما أن وصلت شارع البحر الأعظم، قاموا بترويع المواطنين، والتعدى عليهم فى منازلهم ومحلاتهم باستخدام الأسلحة النارية الآلية، والخرطوش والأسلحة البيضاء، فقتلوا 5 من المواطنين وأصابوا 100 آخرين.
وأحالت نيابتا شمال وغرب القاهرة الكليتين عددا من المتهمين أعضاء التنظيم الإخوانى إلى محاكم الجنايات فى 3 قضايا مختلفة، لاتهامهم بارتكاب أعمال عنف وقتل وحيازة لأسلحة نارية واستخدامها ضد المواطنين العزل، خلال مسيراتهم المسلحة التى خرجوا بها فى مناطق متعددة لترويع الآمنين، من بينها قضية إحالة 18 متهما للمحاكمة لاتهامهم فى أحداث العنف والبلطجة التى جرت فى منطقة شبرا فى شهر يوليو الماضى، حيث تضمن قرار الاتهام 16 متهما من الفاعلين الأصليين "مرتكبى الجرائم"، ومتهمين اثنين آخرين قاما بتسهيل حصول المتهمين على سيارتين محملتين بالأسلحة النارية والذخائر، والسير بهما وسط المتهمين وبقية أعضاء التنظيم الإخوانى خلال مظاهراتهم فى شبرا، والتى جرت فى 27 يوليو الماضى.
وأسندت النيابة إلى المتهمين الـ16 تهم التجمهر، والشروع فى القتل، وإحراز أسلحة نارية وذخائر بغير ترخيص، واستعراض القوة، واستخدام العنف على نحو من شأنه تكدير الأمن العام والسكينة بين المواطنين.. فى حين أسندت النيابة إلى الاثنين الآخرين تهم الاتفاق ومساعدة بقية المتهمين على استخدام سيارتين فى محملتين بالأسلحة.
كما أحالت النيابة متهمين اثنين آخرين لمحكمة الجنايات فى قضية أخرى، على خلفية الاشتباكات التى جرت فى محيط ميدان رمسيس، بعدما عثر معهما داخل سيارتهما على أسلحة نارية وبيضاء، وذلك عقب عودتهما من رمسيس متجهين إلى مقر الاعتصام المسلح بمنطقة رابعة العدوية، حيث أسندت إليهما النيابة تهم حيازة أسلحة نارية وبيضاء بغير ترخيص.
وأحالت النيابة 104 متهمين آخرين للجنايات لضلوعهم فى أحداث العنف التى جرت فى محيط ميدان رمسيس ومنطقة الظاهر فى شهر يوليو الماضى، حيث أسندت إليهم اتهامات بالانضمام إلى جماعة إرهابية تهدف إلى مقاومة السكان والسلطات بالسلاح، وحيازة أسلحة نارية وذخائر بغير ترخيص، والقتل والشروع فى القتل بقصد الإرهاب، وتخريب المنشآت العامة وقطع الطرق والتجمهر.
وتضمنت القضية العاشرة 29 متهما فى أسيوط تم إحالتهم لمحكمة الجنايات أيضا، لارتكابهم جرائم محاولة اقتحام واحتلال مركز شرطة "أبنوب" بمحافظة أسيوط وإحراقه والتى جرت فى 14 أغسطس الماضى، حيث كشفت التحقيقات أن عدة مئات من مؤيدى الرئيس السابق محمد مرسى وأعضاء تنظيم الإخوان قد تجمهروا حاملين أسلحة نارية وزجاجات مولوتوف، وتوجهوا إلى مركز شرطة "أبنوب" فى محاولة لاقتحامه واحتلاله بالقوة، وقاموا بإلقاء الحجارة وزجاجات المولوتوف الحارقة على مركز الشرطة، وعند تصدى قوات الشرطة لهم أطلقوا عليهم وابلا من النيران من أسلحة آلية وخرطوش، مما ترتب عليه إصابة 3 من الضباط والأفراد بإصابات مختلفة.
وأسندت النيابة العامة إلى المتهمين جرائم التجمهر والبلطجة واستعراض القوة والشروع فى القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، والشروع فى تخريب المبانى والممتلكات العامة، ومحاولة احتلال مركز شرطة، ومقاومة السلطات، والانضمام إلى جماعة الغرض منها الدعوة إلى تعطيل العمل بالقوانين وحيازة وإحراز أسلحة نارية وذخائر غير مرخصة، وأدوات مما تستعمل فى الاعتداء على الأشخاص.
وأحالت نيابة شرق الإسكندرية فى القضية الحادية عشرة 63 متهما من أعضاء الإخوان وأنصار الرئيس المعزول محمد مرسى إلى محكمة جنايات الإسكندرية، من بينهم المتهم محمود حسن رمضان الذى كان يحمل العلم الأسود الخاص بتنظيم القاعدة، وقام بقتل طفل، وإلقائه من سطح أحد العقارات.
ونسبت النيابة إلى المتهمين ارتكاب جرائم التجمهر والقتل العمد والشروع فيه، واستعراض القوة واستخدام العنف والبلطجة، وإحراز الأسلحة النارية والذخائر والأسلحة البيضاء فى أماكن التجمعات واستعمالها فى الإخلال بالأمن العام والمساس بالسلام الاجتماعى، وإطلاق النار داخل البلاد، وسرقة وقود سيارة حكومية بالإكراه لاستعماله فى صنع عبوات المولوتوف وتعريض وسائل النقل للخطر وتعطيل سيرها، والتخريب العمدى للمتلكات العامة والخاصة، واستعمال القوة والعنف مع رجال الشرطة وإحداث الإصابات بهم وكان ذلك لغرض إرهابى.
وكشفت التحقيقات عن توافر الأدلة على أن المتهمين قد تجمهروا فى مسيرات طافت بشوارع المحافظة لاستعراض القوة والبلطجة والإخلال بالسلم والأمن العام، وتعطيل مرافق الدولة وشل حركة المرور وإشاعة الفوضى فى البلاد، وترويع المواطنين المشاركين فى التظاهرات السلمية المؤيدة للنظام الحاكم الجديد وللقوات المسلحة وعزل الرئيس السابق محمد مرسى.
الإرهاب "الإخوانى" أمام القضاء تنفيذا لـ"أوامر الشعب".. إحالة 11 قضية إلى الجنايات أبرزها "تعذيب المعارضين" و"الاتحادية" و"الإرشاد".. ومرسى والشاطر وبديع والكتاتنى والبلتاجى أشهر المحاكمين
السبت، 14 سبتمبر 2013 02:59 م