أهالى سيناء.. من لم يمت بالرصاص مات بالجوع .. نقص حاد فى السلع التموينية وارتفاع سعر الرغيف إلى جنيه و25 قرشاً

السبت، 14 سبتمبر 2013 10:02 ص
أهالى سيناء.. من لم يمت بالرصاص مات بالجوع  .. نقص حاد فى السلع التموينية وارتفاع  سعر الرغيف إلى جنيه و25 قرشاً صورة أرشيفية
كتبت : أمل صالح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نقلاً عن اليومى..
ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، هذا صحيح، لكنه لا يحيا بغير الخبز، ولا يمكنه مثلا الاعتماد على التمثيل الضوئى كالنباتات، ولعل مشكلات أهالى سيناء لم تعد تقتصر على الأمن المفقود فحسب، فلقمة العيش أصبحت همًا يوميا ومعاندة، يكدحون من أجل توفيرها.

«نحن نغلق الأبواب ليلا، ونحكم الغلق، ولا نعرف ما إذا كنا سنصحو أم أن العصابات الإرهابية ستجتاح بيوتنا».. تقول امرأة كانت بالحافلة التى تحركت من القاهرة إلى العريش، وتضيف: «هربت من الجحيم إلى حيث يقيم بعض أقاربى بالقاهرة، لكنى لم أعتد الغياب طويلا عن سيناء.. أنا من أرض سيناء وأرضها منى، قررت العودة ولتكن المشيئة».

هذا على صعيد المشكلات الأمنية، أما بالنسبة للأوضاع المعيشية فحدث ولا حرج.
يقول رجل مسن يقف أمام بائع خضروات، فيما جهاز التسجيل يذيع أغنية اسمها «انقلاب» لحنها وغناها فيما يبدو شاب إخوانى: هذه أيام حالكة السواد، إذا كنتم فى القاهرة تشتكون من أن سعر الكيلو الواحد من البطاطس بلغ سبعة جنيهات فسعره فى سيناء يقترب من ضعف هذا المبلغ، لكنّ أحدًا لا يعرنا اهتمامًا، موضحًا أن معظم تجار المواد الغذائية ينتمون للسلفيين والإخوان، وهم يردون على الناس حين يبدون احتجاجا على غلاء الأسعار بعبارة: «خلى الانقلاب ينفعكم».

وتطبق مدن شمال سيناء الحظر فعليا من الرابعة عصرا، ليس بحكم القانون، لكن لأن الأهالى يخشون الخروج من منازلهم بعد هذا الوقت.

أحد السكان يقول: «الرصاصة قد تأتى من أى مكان، دون سبب واضح.. الموت هنا بلا أسباب.. نحن فى سجن كبير».

ويقول أحمد قاسم، عامل: «الجيش لا يحدد موعد الحظر، حين نسمع صوت الطلقات التحذيرية نلوذ بجدران البيوت فلا نبرحها، وكثيرا ما تستمر أصوات إطلاق النيران طوال الليل، إلى درجة أن الكوابيس أصبحت تطارد أطفالنا».

هاشم أبو بكر، موظف بالمحكمة، يقول بدوره: «الرصاص قد يخترق بيتا ويتخير ضحية بلا سبب، فالموت هنا رخيص ومجانى، لكن الرغيف أصبح صعبًا».

ويضيف: «أصبحنا نعتمد على الاستدانة من معارفنا، ومن يملك لقمة عيش يقسمها مع جاره، وأصبحنا نخشى الخروج من بيوتنا، لا يوجد مكان آمن، قد يهاجمون المحكمة، أو أقسام الشرطة، أو البيوت.. كل أبناء وسكان سيناء يشعرون بأن الموت يتربص بهم».

ويوضح أن عددًا كبيرًا من رعاة الأغنام والماشية، وهى واحدة من أهم الحرف بشبه جزيرة سيناء، باعوا ماشيتهم بأبخس الأسعار، كما أن الفئات المستحقة للمعاشات لم تحصل عليها الشهر الجارى، الأمر الذى يزيد من حدة الضيق الاقتصادى الذى يعتصر أبناء سيناء فى ظل نقص السلع الرئيسية، وارتفاع الأسعار الرهيب. سيدة خمسينية كانت تحمل طفلا تقول: «إحنا مش زعلانين من الجيش، لكن لازم يعرفوا إن إحنا معاهم مش ضدهم، وفيه ناس بتبص لنا على إننا إرهابيون».

أطفال سيناء يعيشون أيضا حالة من الرعب المستمر بسبب العمليات الإرهابية، حيث انتشرت بين الأطفال حالات الصرع الليلى، وبعض الحالات العصبية، تقول إحدى الأمهات: «المسلحون يختبئون عندنا، ونحن لا نملك وسيلة لحماية أطفالنا الذين يشاهدونهم وهم يقتحمون منازلنا ويعتلون الأسطح ويقتلون آباءهم أو ينكلون بنا»، وتتساءل: «كيف لا ينتكسون نفسيا؟ إنهم أطفال لا ذنب لهم فى هذا الصراع».

المصدر الثالث لخوف الأهالى هو القلق من الوصول العجز فى توفير الاحتياجات التموينية اليومية، فبعد أحداث التوتر الأخيرة، تواجه شحنات التموين صعوبة شديدة فى الوصول من القاهرة إلى محافظة شمال سيناء، لدرجة تعذر معها توفر أبسط السلع التموينية كالدقيق والزيت والسكر والملح. و يؤكد الأهالى أنه لم يتم صرف عدد من السلع التموينية لشهر أغسطس، يقول أحدهم: «كان هناك قرار بمد صرف المواد التموينية لشهر أغسطس لمدة عشرة أيام، لكن نظرا لعدم توريد الكميات الكافية من الوزارة فوجئنا بإلغاء المد، واعتبار من لم يصرف تموين شهر أغسطس حتى نهايته لا يستحق الصرف».

وبسؤال مندوب صرف التموين عن سبب الأزمة، خصوصا فى الزيت، أجاب: «الحصة المقررة له فى شهر أغسطس هى تسعة أطنان، ولم يتم سوى توريد طنين فقط، مما تسبب فى ارتفاع الأسعار، ووصل ثمن رغيف العيش إلى جنيه و25 قرشًا».





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن سيناوى

الرجاء النشر

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة