يرى الدكتور عمار على حسن -الخبير السياسى- أن أى دولة فى العالم تفرض قانون الطوارئ فى حالات استثنائية، وذلك فى حالة الخطر، منوها عن أن المشكلة تكمن فى تحول الاستثناء إلى قاعدة، والظن بأن الحل الأمنى هو الحل الوحيد لمواجهة الإرهاب والتيارات المتطرفة.
وأضاف حسن أثناء حديثه لبرنامج "وسط البلد" مع خالد تليمة على قناة "أون تى فى" عقب مد حالة الطوارئ شهرين، أن الحرب على الإرهاب إذا كان فيها جانب أمنى فيجب أن يتم فى إطار القانون، ويجب أن يكون الجزء الأكبر فيها هو جزء فكرى وجزء سياسى، من خلال قيام الأحزاب المدنية بلعب أدوارها، لافتا النظر إلى أن هذه الأحزاب ما زالت تعيش بنفس الثقافة القديمة، ولم تتعلم من دروس 25 يناير أو 30 يونيو، ولا تزال تنتظر توفيق أوضاعها من خلال البنية العليا للسلطة وعلاقتها بالرئاسة والعمل على تنظيم الدستور بما يحقق مصالحها، ولا تريد أن تطرح نفسها بديلا سياسيا فى الشارع.
وأكد حسن أن دولة مبارك كانت دولة بوليسية أمنية، وأن المعركة بالأساس هى معركة فكرية وسياسية، والأمن رافد ثالث لها؛ ولكنه ليس كل الروافد.
وأشار حسن إلى أن هناك طريقتان لتعامل السلطة فى أى مجتمع: الأولى وهى الطريقة الخشنة الساخرة التى لا تراعى أى قوانين ولا تنظر إلى نقد المجتمع الدولى لها، وتتعامل مع معارضيها دون أى غطاء قانونى، وهى لا تكون إلا فى الدول الفاشلة المنغلقة مثل الصومال، والطريقة الثانية هى تعامل السلطة مع معارضيها فى إطار ناعم يحتاج إلى غطاء قانونى فضفاض تتعامل من خلاله.
وشدد حسن على أن قانون الطوارئ أيام مبارك، لم تلتزم به السلطة، حيث كان فى قانون الطوارئ بنود ومواد لصالح المواطن، ولكنهم لم يلتزموا بها وكانوا يتعاملون مع الطوارئ كيفما شاءوا، وأنه لا يتصور أن يقبل أحد ذلك، على الرغم من تفهم الناس أن الحكومة مضغوطة.