قال الشيخ نشأت زارع إمام وخطيب مسجد سنفا بميت غمر بالدقهلية، إن الإسلام الصحيح هو أنك لا تعادى أى إنسان على الأرض بسبب خلاف دينى أو عقائدى أو بسبب جنسه أو عرقه أو لونه أو انتمائه، موضحًا أن الفقه الحقيقى للحياة هو أن تعادى أى شخص بسبب أفعاله السيئة، حتى لو كان أقرب الناس إليك.
وأضاف الإمام فى خطبته للجمعة اليوم، أن الغاية من خلق الإنسان هو عمارة الأرض وتنميتها، حيث إن الله لم يقل لنا نصلى ركعتين أو نستغفر الله فقط، برغم أهمية ذلك، موضحاً أن اختلاف العقائد واللسان والجذور والمذاهب ليس للعداء ولا للكراهية ولا للحقد والبغضاء، وإنما للتعاون والتعايش والتعارف والتكامل الإنسانى، وقد بينها القرآن فى آياته حينما قال" يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم".
وأردف" لكن المتطرفين من كل الأديان أفسدوا الحياة وأججوا الصراعات وتسببوا فى بحار من الدماء والتاريخ خير شاهد على ذلك، فيما يعطينا فقه الحياة دروسًا، أبرزها ما يحدث فى بلادنا الإسلامية التى وصل العداء والبغضاء والكراهية فيها إلى التراجع الحضارى الشديد".
وتابع "إن المأساة إننا وصلنا إلى العداء البينى والفتن المذهبية، بل العداء والكراهية وصلا لأهل المذهب الواحد كأشبه بحروب العرب الداخلية كحرب البسوس، وأصبحنا فى تراجع حضارى مهين نتسول غذائنا وسلاحنا ودوائنا من الآخر، وأضحينا عالة على نفسنا وعلى غيرنا، وانتشر الخلاف والاختلاف والعداء والكراهية والمؤمرات والدسائس".
وواصل خطيب المسجد "أصبحنا فى وضع لا نحسد عليه، مهددين بالانقراض من على كوكب الأرض، فلنا أن نتخيل أن مقارنة عالمية اليوم تعقد بين أمم الأرض لتقول كل أمة ماذا قدمت للبشرية فبأى شيء نقدمه للعالم ونفخر به أمام الأمم".
واستكمل "ربما تفخر أمة وتقول نحن قدمنا للعالم العلاج لكثير من الأمراض التى كانت تفتك بالإنسان، وأخرى تقول نحن قدمنا الإنتاج الزراعى الذى استفادت منه البشرية، وآخرون يقولون ونحن قدمنا ثورة الاتصالات والمعلومات وجعلنا العالم قرية واحدة متقاربة وخدمنا البشرية بذلك، وآخرون يقولون نحن على وشك ثورة الطب القادمة والعلاج بالخلية الجذعية التى تنفع البشرية بأكملها".
خطيب بالدقهلية: المتطرفون من كل الأديان تسببوا فى بحار من الدماء
الجمعة، 13 سبتمبر 2013 02:45 م