عاطف حسانين يكتب: مشكلة ثوار يناير

الخميس، 12 سبتمبر 2013 01:36 م
عاطف حسانين يكتب: مشكلة ثوار يناير صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من الحرية أن تسعد برؤية الآخرين أحرارا.. فهل حرر شباب 25 يناير الوطن؟.. وكيف وهم لم يتحرروا من أنهم من حرروا الوطن!!، كى تصبح حرا لابد أن تتخلى عن إحساسك أنك من حررت السجناء، وإلا صرت بعد السجن سجانا جديدا فى ثوب محرر..

تلك هى مشكلة شباب 25 يناير مع المصريين.. صنعوا الثورة ليصبحوا ثوارا، لا ليصبحوا أحرارا.. حرروا الشعب ليكونوا أوصياء عليه، فأخرجوا الناس من عبادة الفرعون إلى عبادة الأصنام، وبدلا من أن يقدموا الثورة قربانا للوطن قدموا الوطن قربانا للثورة.. انشغلوا بالثورة أكثر مما انشغلوا بالوطن فترك لهم الإخوان الثورة وسرقوا الوطن.

أخذوا مصر إلى المحكمة تحت دعاوى القصاص، والعدل، وما طلبوا إلا ثأرا وانتقاما، فلم تخرج مصر من المحكمة إلا وقد سرقت شقتها.. أخرجوا مصر من دكتاتورية الحاكم إلى دكتاتورية الثوار.. جعلوها فلولا وقوائم عار، فلفظهم الناس وهجروا الثورة، والثوار، وباتت مصر فى العراء.. تنتظر من يخلصها من لصوص الثورة، الذين سرقوها من جزء من 20 مليون مصرى خرج للحق والعدل والحرية بلا سياسة ولا تسييس، ولكن الإعلام الثورى والنخبة الثورية احتكروا صكوك الوطنية، وخونوا كل من قال كلمة حق فى وجه ثائر جائر!.

سقطت الثورة فى أيدى الإخوان وتابعيهم بفعل الثوار أنفسهم، وبفعل إعلامهم، وبفعل عاصرى الليمون.. لقد ظلم هؤلاء الشباب مصر، فظلمهم من ملّكوهم مصر.. واقتص الله بالظالم.. ثم اقتص منه.. سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا.

الفارق بين شباب تمرد وشباب 25 يناير أنهم أدركوا أن الشارع ليس مع من احتكروا الثورة واحتكروا الإعلام، واحتقروا الشعب.. فتمردوا ولجأوا للشعب فى أدب وتواضع ووعى بالمشكلة، لتصبح 30 يونيو ملكا للشعب عن استحقاق، ولهذا خرج الناس حين صدقوا أن شباب تمرد ليسوا هم من خونوهم وقسموهم لحزب كنبة وفلول وعباسيين، وخونة.. زلزلوا الأرض من تحت أقدام من ظنوا أنهم جاءوا على شعب مكلوم ليحكموه 500 عام، وأن السيطرة عليه لن تحتاج جهدا.

وهنا تظهر إشكالية 25 يناير و30 يونيو.. فى 25 يناير شباب طلبوا من المسجونين العجائز التمرد فتمردوا، وهزموا السجن والسجان، فلما خرجوا جميعا، منّ عليهم الشباب أنهم أصحاب الثورة، وأن لولاهم لظلوا فى ذلهم وخضوعهم، وفرضوا على الناس أن تتجه السفينة حيث يرون هم لا كما يرى الناس.. فلم يركب شعب مصر السفينة، وتركوهم مع إخوانهم فى طغيانهم يعمهون.

أما 30 يونيو فقد تمرد العجائز والرجال والنساء والأطفال، تمرد الجميع ليأخذوا حريتهم وينالوها بأيديهم؛ فلم يعد بمقدور أحد أن يمن عليهم أو يتعالى على ضعفهم، أو يفرض عليهم خط سير لسفينة الوطن.

30 يونيو ثورة شعب وجيش وشرطة وقضاء ومؤسسات، بلد كامل ينتفض من أجل استرداد الوطن المسلوب.. ثوار يناير من الشباب والإعلاميين الذين ملأوا الدنيا ضجيجا بحديث الثورة والثوار، وبأيديهم جعلونا نفصل بين كلمة الثورة وكلمة مصر.. حين كانوا بعد يناير لا يتكلمون عن مصر بل يتكلمون عن الثورة والثورة فقط؛ حتى قامت مصر من كبوتها ولفظت الفرعون والأصنام.. ولهذا يتباكى الباكون على ثورة يناير ويعتبرون 30 يونيو انقلابا على ثورة يناير!!، فإن بدت لهم كذلك وأصروا عليها، فنعم الانقلاب للمقلوب فيستقيم!.. إنهم يا سادة يدافعون عن 25 يناير لأنهم يعتبرونها ثورتهم.. ويدافع المصريون عن 30 يونيو لأنها ثورة مصر!!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة