بالصور.. محسنة توفيق: فوزى بجائزة الدولة التقديرية أخرجنى من الاكتئاب

الخميس، 12 سبتمبر 2013 01:01 م
بالصور.. محسنة توفيق: فوزى بجائزة الدولة التقديرية أخرجنى من الاكتئاب محسنة توفيق
حوار - صفاء عبدالرازق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الفنانة محسنة توفيق واحدة من الفنانات القديرات صاحبات التاريخ الفنى والسياسى الطويل، وأثرت السياسة فى مشوارها الفنى، حيث تعرضت للاعتقال والعزل السياسى والمنع من العمل فى فترة حكم الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وتبقى رسالتها الفنية مليئة بالمشاعر الإنسانية، فلا أحد ينسى دورها «بهية» فى فيلم «العصفور»، وأنيسة فى مسلسل «ليالى الحلمية» وغيرهما من الأعمال، وبرغم مرضها الذى ألزمها الفراش ومعاناتaها الشديدة فإنها فتحت الباب لـ«اليوم السابع» لإجراء حوار فى منزلها عقب فوزها بجائزة الدولة التقديرية.
كيف استقبلت خبر فوزك بجائزة الدولة التقديرية؟
- فوزى بجائزة الدولة التقديرية جاء فى وقت كنت فيه بأشد الحاجة لشىء يبهجنى، بعد حالة من الاكتئاب والتشاؤم، والجائزة جاءت وأنا فى حالة مرضية مؤلمة ألزمتنى الفراش، ولكنها أسعدتنى سعادة لا يعلو عليها سوى سعادتى وقت مظاهرة يوم 10 سبتمبر 2001 فى الانتفاضة الفلسطينية الثانية لأنها أعطتنى قيمة وبهجة للحياة بعد 8 شهور كعب داير على المحافظات والمدن والقرى لدعوة الناس للنزول لمؤازرة الانتفاضة الثانية الفلسطينية.
هل آراؤك ونشاطك السياسى أثرا على مسيرتك الفنية؟
- بالتأكيد.. ففى فترة الرئيس الراحل أنور السادات قالوا عنى أننى «شيوعية» لذلك تم اعتقالى عامًا ونصف، والحقيقة أننى اعتقلت بدون أسباب، وبدون تهم موجهة، وعشت أسوأ فترة فى حياتى، فكنت محرومة من الحياة والحرية والمشى على النيل، وعرفت طعم السجن، والسجن ليس تعذيبا بل حرمان من الحياة، وحرمان من الفن، والحب، والحقيقة أن السجن جريمة فظيعة، فأسوأ شىء أن تعتقل الناس بسبب أفكارها، فهذه جريمة فى حق الإنسانية لا تغتفر.
وتم عزلى عام 1973 سياسيًا فى عهد السادات، وقلت «لأ مش هلعب معاه»، وكنت حزينة جداً بعد صدور قرار عزلى، ولكن حزنى كان فيه حاجة إيجابية وإنسانية، واكتشفت أنى فى سنة العزل حزنت لكن لم أضعف، وبعد انقضاء فترة العزل كل الناس عادت إلى عملها إلا أنا، ولكنى استعدت ملامحى خلال تلك الفترة الطويلة، ونضجت لأنى أصبحت إنسانة قوية، لذلك أنا مدينة لعزل 73 لأنها كانت طفرة كبيرة فى حياتى.
والسجن والعزل عطلانى كثيرا فى حياتى الفنية، خصوصا مع خوف المخرجين والمنتجين من عرض الأعمال الفنية علىّ، حتى انتهى العزل 4 يناير 1974، بعدها عرضت على مسرحية «مأساة جميلة» لعبدالرحمن الشرقاوى عن المناضلة الجزائرية جميلة أبوحريد وعرضت على المسرح القومى والذى رشحنى له نبيل الألفى مدير المسرح وقتها، وكان العرض أول ولادة حقيقية لى كممثلة.
كيف تصفين الزعيم جمال عبدالناصر؟
- كثيرا ما كان رد فعلى يتسم بالعنف تجاه قراراته وتحديدا المتعلقة بالحريات، لأننى كنت أرى فى ذلك الوقت أننا كشعب كنا جديرين بالحرية، لكنى أعترف بأننى كلما تقدمت فى العمر ونضجت فكريا، أجد أنه من الصعب أن يتم تبسيط المسألة إلى هذه الدرجة فالموضوع لم يكن له علاقة بالقرارات وسطوة الشعب وإملاء ما يرغبه على رأس السلطة، لكن المسألة أعقد بكثير، حيث كنت أتمنى أن نعمل كشعب على انتزاع جزء من حق مشاركتنا فى الحياة، وأن نصبح أحراراً ونشكل أنفسنا ونحمى البلد من العدو الخارجى والداخلى أكثر من أى شخص آخر فى ظل ديمقراطية حقيقية، حتى فى ظل وجود الجيش على رأس السلطة، لأن وجود الجيش فى بعض الأحيان يجعلنا كشعب نحمله الكثير من القيام بحل القضايا، لكن بعد حرب فلسطين والهزيمة واحتلالها بات لدى هاجس ملح يتعلق بضرورة أن نعمل مع الجيش حيث كان لدى خطة لشرح مخطط الصهيونية واستعراض القوة والمشاركة فى التدريب على السلاح والتمريض، وكان البعaض يأخذ المسألة بهزار على أساس أنهم 3 ملايين ونحن 20 مليونا.
ولم يكن لى علاقة بالقومية العربية كفكرة، ولكن كمواطنة مصرية عربية كان قلبى مع الجزائر وفلسطين لأنه يوجد خطر حقيقى يحيط بنا، وأذكر أننا كنا «بنتخانق» مع عبدالناصر فى 67 لaكى نفرض عليه بعض الأفكار حتى رحيله، وفى الحقيقة كانت فرصتى كبيرة لنقل ما يدور بخواطرنا إليه لأنى كنت نجمة مشهورة وكانت لدى القدرة للتعبير عن نفسى وعن الآخرين بشكل مؤثر.
ألم تخشى من عبدالناصر؟
- كان عندى ثقة فى عبدالناصر، الذى قدم لى وسام العلوم والفنون فى فبراير 67، وعندما ألقى خطاب التنحى خرجت إلى الشارع أرفض تنحيه لاستكمال المشوار معه.
لهذا قدمت مشهد النهاية فى فيلم «العصفور» بكل هذا الصدق والعمق؟
- مشهد النهاية فى «العصفور» يحاكى الواقع، فهو يصف خروج جموع الشعب المصرى عقب إعلان عبدالناصر تنحيه عن الحكم، وعاصرت ذلك المشهد فى الواقع وشاركت به، وخرجت مع الناس إلى الشوارع، لذا جاء المشهد طبيعيا فى السينما، وأتذكر أننى استأذنت من المخرج يوسف شاهين قبل تصوير المشهد أن نضيف جملة «هنحارب» ووافق بالفعل، وشعرت أثناء المشهد بأننا فعلا فى هذه اللحظة التاريخية ويبدو أن ذلك جعلنى أبكى بعد تصويره.
كيف كانت علاقتك بالمخرج يوسف شاهين؟
- شاهين مخرج كبير جداً، وهو أول من أعطانى الفرصة فى أكثر من عمل سينمائى، فهو مخرج حساس جداً جداً، وأنا كممثلة يريحنى جدا الشغل معه، بالإضافة إلى كرم مطاوع وعاطف الطيب فكانوا هم الأكثر إلهاما بالنسبة لى، وأعتقد أن أكثر من استفاد من عاطف ويوسف وكرم هو أنا كممثلة، فقد أحببت جداً أدائى فى «قلب الليل» و«الزمار» و«بونابرت» و«إسكندرية ليه».
ما المشكلة التى حدثت عقب إسناد البطولة لداليدا فى «اليوم السادس»؟
- شاهين أسند بطولة الفيلم لى، واتفقنا على أن نوقع العقد، لكنه قال لى «لا إحنا مش هنصور دلوقتى»، ثم فوجئت بعدها فى الصحف بخبر بدء تصوير شاهين لفيلم «اليوم السادس» مع داليدا، مما جعلنى أذهب إليه لأقول له «يا شيخ؟ سقطت الفيلم وارتحت؟» فـ«اليوم السادس» من الأفلام المهمة فى تاريخ السينما المصرية، وشاهين ارتكب خطأ فنيًا رهيبًا والفيلم خسر بسبب «داليدا» لأنها ليست ممثلة عظيمة، وأنا لن أغفر ولن أسامح شاهين على إسناد الفيلم «لداليدا».
الفن عامة والسينما بشكل خاص لم يعبرا عن الثورة حتى الآن.. ما تعليقك؟
- السينما استهلكت نفسها الفترة الماضية فى لغة سينمائية لا تليق بمستوى الثورات، لكن الفن سينتصر فى النهاية، وستنمو صناعة السينما بشكل يليق بها وسيعود الفن الجميل.
البعض يشبه ثورة 25 يناير بثورة 1919.. فما تعليقك؟
- هناك اختلاف كبير، ففى ثورة 1919 انتقلنا فى مرحلتين ضد الرأسمالية والاستغلال، وضد الاستعمار الإنجليزى، أما 25 يناير فكانت ضد الاستغلال والاستبداد لأنها ثورة شعبية اشتراكية، فهى ثورة عظيمة غير مسبوقة، فيناير اكتشاف ومسار جديد، فهى ثورة بدون سياسيين ولا قائد ولا زعيم، أما ثورة 30 يونيو فكانت الجولة الثانية للثورة والحقيقة أنها عكست نضج الشعب المصرى لأنه رفض مفهوم الإسلام السياسى، وخرج الملايين لإسقاط نظام الإخوان، فالشعارات الدينية «بتودى فى داهية» من وجهة نظرى.
بماذا تصفين موقف الدكتور محمد البرادعى واستقالته من الحكومة؟
- أنا أحترم البرادعى جداً فى قرار استقالته، وفى الحقيقة أنا أريده رئيسا وليس زعيما، لأننى أثق فى أمانته وصدقه.
كيف ترين حال سوريا الآن؟
- سوريا حكاية مؤلمة جداً، لأنه حق يرد به باطل، مثل الحرب على العراق بحجة أن صدام كان ديكتاتورا، وأنا لست مع بشار، لكن أتمنى الوقوف بجانب الشعب السورى ضد العدوان الخارجى.
وما رأيك فى موقف أمريكا والدول الغربية مما يحدث فى الوطن العربى؟
- حاجة تضحك.. ونكتشف فجأة أن الأمريكان مناصرو الصهاينة حبايب الإخوان، وأمريكا هى رأس المال العالمى الكبير المتوحش فى أعلى مراحله توحشاً، فهو نظام صهيونى عنصرى قبيح، وعلينا أن ندافع بشراسة واستماتة عن بقائنا، فالنظام الأمريكى والغرب أيضا له مطامع دائما فى مصر والمنطقة العربية.
لماذا رفض ابنك وائل خليل قبول منصب مستشار للرئيس المخلوع مرسى؟
- عندما عُرض على وائل المنصب اتخضيت جدا، وخشيت أن يوافق عليه، لكنه كان عند حسن ظنى به، ورفض المنصب لأنه ثورى، ويرى أن الثورة لم تكتمل بعد، ووائل كان مناهضًا للظلم والفساد منذ عصر مبارك، كما أنه دائما يضع نصب عينيه الدفاع عن قضايا شعبه.
كيف ترين مصر الآن؟
- أراها كشعب بدأ ثورة عظيمة أسقط فيها نظاما مستبدا ظالما مستغلا وقمعيا، بعد أن خاض مشوارا صعبا وطويلا، وسيمر بمراحل أخرى سوف نتعلمها واحدة واحدة معا، فيناير كانت الجولة الأولى، ويونيو كانت الجولة الثانية، ومن يدعى أن 30 يونيو انقلاب فهو عدو جاهل لا يفهم أن الشعب رفض صيغة الإسلام السياسى، ورفض سطوة الإخوان على إرادة شعب مصر.






























مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة