أكد خبراء أن الضربة الأمريكية المحتملة لسوريا ستؤدى إلى آثار سلبية عديدة لمنطقة الشرق الأوسط، خاصة مصر، موضحين أن تداعيات هذه الأحداث ستتوقف على ما إذا كانت هذه الضربة ستوجه إلى مواقع حربية فقط، إما ستمتد لتشمل ضرب الجيش السورى مثلما حدث فى العراق وعلى مدى رد فعل النظام السورى لهذه الضربة.
وأضاف الخبراء، أن الضربة ستعمل على زيادة اضطراب والتهاب المنطقة بالكامل، مما يؤجل تعافى الاقتصاد المصرى، بسبب استمرار ذات العقبات الاقتصادية من تخفيض التصنيف الائتمانى لمصر مرة أخرى وزيادة أسعار الدولار مقابل الجنيه، إضافة إلى عدم استقدام السياحة العربية والأوروبية لمصر بسبب التهاب المنطقة.
وأشاروا إلى أن ذلك سيجعل اقتصاد مصر اقتصاد حرب، بسبب عدم معرفة طول مدة الحرب فى منطقه الشرق الأوسط.
وأضافوا أن هذه الأحداث ستؤدى إلى ارتفاع أسعار البترول، وهو ما يؤدى إلى ارتفاع الإنتاج، وبالتالى ارتفاع أسعار المنتجات المحلية فى الوقت الذى تستورد فيه مصر كميات كبيرة من البترول ونحو %40 من السلع العدائية، مما يهلك ميزانية المواطن البسيط الذى طالما عانى من ارتفاع الأسعار.
من جانبه قال المحلل المالى مصطفى عادل، إن الاقتصاد المصرى سيتأثر مع توجيه أول ضربة جوية لسوريا، حيث سيرتفع أسعار برميل البترول الخام إلى أكثر من 160 دولار وستكون له مردود على أسعار كل السلع فى العالم بما فيها السلع الغذائية وسيكون له تأثير على ارتفاع نسبة دعم الوقود فى مصر، والتى أثيرت حولها مؤخرا حملات إما لتخفيضها أو رفعها بشكل كامل أو البقاء على معدلاتها الحالية وطالب الحكومة بالشفافية والإعلان عن نظام الكروت الذكية بشكل واضح لأن آلياتها حتى الآن.
وأوضح أحمد حمدى المحلل الاقتصادى، أن البورصة المصرية وغيرها من البورصات العربية أكثر الخاسرين من هذه الضربة، معللا ذلك بالتراجع الذى شهدته البورصات العربية مؤخرا إثر تصاعد تهديدات أمريكية بضرب سوريا، حيث دفع ذلك العديد من المستثمرين العرب والأجانب للبيع تحسبا لوقوع هذه الضربة فى أى وقت، مما أحدث حالة من التوتر وعدم الاستقرار لأسعار صرف الجنيه إزاء العملات الأجنبية.
ويتوقع حمدى أن التداعيات السلبية لهذه الضربة لن تتوقف على هذا الحد بل سيمتد أثرها السلبى على انخفاض الصادرات والواردات نتيجة لزيادة تكلفة التأمين التى تتكبدها شركات النقل البحرى، والتى ارتفعت بنسبة كبيرة خلال الفترة الماضية، خاصة مع بدء الحديث عن هذه الضربة، حيث ارتفعت أسعار النولون البحرى نظرا لارتفاع درجة المخاطرة فى المرور البحرى والجوى فى منطقة العمليات.
وأشار إلى أن ذلك انعكس سلبا على شركات الإنتاج والتصدير المصرية، مما يفقد الصادرات المصرية القدرة على التنافس فى الأسواق الخارجية لارتفاع أسعارها مقارنة بأسعار الدول خارج منطقة الحرب المنتجة لسلع مثيلة لها.
وقال إن الحرب على سوريا من شأنها رفع وتيرة الاضطرابات فى المنطقة، مما يسهم فى ضعف الجاذبية الاستثمارية للمنطقة برمتها أمام الاستثمار الخارجى، فضلا عن تعميق جراح السياحة المصرية التى تعانى منذ فترة كبيرة من ضعف النشاط.
وتوقع الخبراء أن لا تتأثر أسواق المال والبورصة بهذه الضربة وأن لا يكون لها آثار ملموسة قوية، خاصة أن البورصة امتصت الحدث قبل حدوثه وتراجعت انتظارا للضربة.
ويتوقع عادل عبد الفتاح أن يتم توجيه ضربة محدودة يكون الهدف منها إجهاض قوات بشار الأسد للجيش السورى، محاولة لتفوق المعارضة على الأرض، لافتا إلى أن أسلوب أمريكا المتبع فى كل الأحداث أن لا تترك الحكومة تتنصر على المعارضة.
ويرى أن هدف أمريكا من الضربة حدوث فوضى فى سوريا لانتصار المعارضة، وعدم قدرة الحكومة فى مواجهة المعارضة.
وأشار إلى أن تأثيرها يتوقف على الضربة، وهل ستكون من الجو أو البحر، وهل سيتم توسيع الحرب وتتحول إلى خارج سوريا، وهل ستحقق الهدف وهل سيتم توجيهها إلى مواقع حربية فقط أم ستمتد لتشمل ضرب الجيش السورى مثلما حدث فى العراق وعلى مدى رد فعل النظام السورى لهذه الضربة.
ويتوقع أن لا تتأثر أسواق المال والبورصة بهذه الضربة، وأن لا يكون لها آثار ملموسة قوية، لافتا إلى أن البورصة امتصت الحدث قبل حدوثه وتراجعت انتظارا للضربة.
ويتفق مع الرأى السابق أحمد أبو السعد، العضو المنتدب لشركة دلتا رسملة لإدارة صناديق الاستثمار، متوقعا أن تتأثر البورصة بضرب سوريا تأثرا طفيفا، لافتا إلى أن البورصة تراجعت طوال الفترة الماضية نتيجة لعمليات تصحيحه وكان بدون التنويه عن ضرب سوريا كان البورصة ستتراجع.
وأرجع ذلك إلى أن الشأن الداخلى يحصل على اهتمام المتعاملين من الشأن الخارجى، لافتا إلى أن المتعاملين المحليين والأجانب والمؤسسات سواء المحلية أو الأجنبية يهتمون بالوضع الاقتصادى والسياسى والأمنى وتنفيذ خارطة الطريق أكثر من ضرب سوريا.
وقال الدكتور رشاد عبده، رئيس المنتدى الاقتصادى المصرى، إن هذه الأوضاع تعكس آثارا سلبية على الاقتصاد المصرى هو فى غنى عنها حاليا، خاصة فى ظل التحديات التى يواجهها فى هذه الفترة الحرجة.
وأضاف هذه الأحداث ستؤدى إلى ارتفاع أسعار البترول، وهو ما يؤدى إلى ارتفاع الإنتاج، وبالتالى ارتفاع أسعار المنتجات المحلية فى الوقت الذى تستورد فيه مصر كميات كبيرة من البترول ونحو%40 من السلع العدائية، مما يهلك ميزانية المواطن البسيط الذى طالما عانى من ارتفاع الأسعار.
وأشار إلى أن الأزمة التى ستشهدها منطقة الشرق الأوسط نتيجة تداعيات هذه الحرب ستؤثر بشكل مباشر على قناة السويس ودخلها ، وذلك لخطورة المرور بمنطقة العمليات وتأثر بالتبعية إيرادات الشركات المرتبط نشاطها بالحركة الملاحية بقناة السويس والذى من الممكن أن يؤثر على القرارات الاستثمارية للمستثمرين العرب والأجانب مما يعرقل من خطط جذب رأس المال الأجنبى فى تلك المرحلة الحرجة محليا.
الاقتصاد المصرى تحت رحمة التهديد الأمريكى لسوريا.. خبراء: الضربة ستعطل خطط التعافى المالى والاستثمارى.. والبترول والسلع الغذائية والسياحة "ثلاثية الخوف" على جذب العملة الصعبة لمصر
الخميس، 12 سبتمبر 2013 01:38 م