م. غادة محمود تكتب: الحب المحال

الأربعاء، 11 سبتمبر 2013 11:10 ص
م. غادة محمود تكتب: الحب المحال صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سألنى مديرى "الكندى" ذات مرة: "أنتم أيها المصريون، لا أفهم ماذا يطرأ لكم حين يبدأ الحديث عن مصر؟؟ تتحولون فجأة إلى وحوش كاسرة وأرى منكم من يقول أستطيع الموت من أجلها بكل سهولة ولا أدرى أهو عشق أم جهل؟! كل ماأعرفه عن كندا هو أن بينى وبينها نوعا من التعاقد، لى حقوق وعلى واجبات فإذا ما أخل أحدنا بشروط التعاقد، اعتبر لاغيا مع عقوبات على الطرف المخطئ، ولكن الموت من أجل كندا ولأجل عينى كندا تلك أشياء لا توجد فى العالم المتحضر! فهل لديك تفسير؟ حاولت أن أستجمع كل إمكانات المنطق فى عقلى لأتحدث عن مصر، ولكن لم تطعنى أدواتى وغلبتنى دموعى وتحشرج عشقى وشوقى فى صوتى معا وقلت: "سأتلو عليك نبأ لن تفهمه أيضًا، فلن تستطيع معى صبرا! ولكن دعنى أخبرك أن عشقنا لمصرنا هو لأن مصر قد خلقت لتكون المجسد الكامل "للمحال"، فيقضى شبابها نصف عمرهم فى بلادكم وبلاد غيركم طمعا فى أن يعود يوما ويحيا مع مصره نصف عمره الآخر، إلا أنه يفاجأ حين يصل إلى اللحظة المنشودة أن ما قضاه فى بلادكم الباردة قد قضى على ما أتى من عمره فملأه مرضا وحزنا وشيخا، فيبيع أحلامه وتبقى مصر هى "المحال"، تبقى هى "الحب المحرم"، المرأة الأولى التى تحيا تحلم أن تلمسها ولكن مابينك وبينها كثير ومنيع، فإذا ما عشت بين نساء العالم، تظل هى الأجمل والأحلى والأشهى لأنها "الحب المحال"، هى تلك الأميرة التى تطل بسحرها من برجها الشاهق مرخية جدائلها من شباكها العالى لكل من أراد الوصول اليها فمنهم من يسحره جمالها فى عليين ويخشى مس الجديلة ويبقى متوقفا مكانه مبهورا بذاك الحسن، ولكن من بعيد ومنهم من يتعلق فإذا ما اعتلى نصف الطريق أو ما يزيد، أنهكه الإعياء وسقط وفى عينيه حلم التلاق، وتبقى هى فى برجها العاجى ونبقى نحن بالدرك الأسفل نحلم ونشتهى ولا نصل وتبقى هى "المحااااال"... نظر إلى طويلا نظرة انبهار فاغرا فاه ونحى قهوته جانبا، وطرق بأصابعه على المكتب وتنهد تنهيدة طويلة وصاح بلغة فرنسية فجة: "يالا الجهل"!!







مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرية

الفرق بيننا وبين الأجانب أسلوب الحياه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة