إن اغتيال حق المرأة على مر الأزمنة هو جريمة ساحقة فى قلب التاريخ، ومراوغة واضحة للتراجع إلى عصور هيمن فيها الجهل والظلام؛ فإذا نظرنا إلى تاريخ مصر نجد أن هناك ارتباطا بين تاريخ الحركة النسائية بالحركة الوطنية المصرية، فلا فرق بين جهاد ووطنية محمد عبده والأفغانى وقاسم أمين وبين هدى شعرواى، فقد خرجت المرأة منذ ثورة 1919 كتفها بكتف الرجل، دفاعًا عن شرف الوطن وحتى ثورة 25 يناير و30 يونيو 2013، وبدأت تسطر تاريخها بقلم من ذهب فى تاريخ مصر الحبيبة.
فقد دافع عنها وحررها قاسم أمين فى كتابه المشهور والتاريخى "تحرير المرأة" معبرًا عن دفاع محمد عبده وأحمد لطفى السيد، فنحن نتحدث عن تحرير الأوطان ونجد أن نصف الأمة لم تتحرر بعد، نتحدث عن الحفاظ على الدولة المدنية ونصف الشعب لم ينهض بعد، ألا وهى المرأة، وذلك حينما ننظر إلى لجنة تعديل دستور 2012 فهى لجنة بالرغم من أنها تضم شخصيات متفق عليها من الكثيرين، إلا أننى اسميها لجنة الخمسة وأربعين (من الرجال) فقد جاء تمثيل المرأة هزيل جدًا مقابل ما قامت بها فى القضية الوطنية وفى نضالها لتحرير الوطن، وأنها كانت الصوت الأعلى فى المظاهرات التى خرجت من 25 يناير إلى 30 يونيو لإدراكها ماهية الهوية المصرية؛ فالمرأة تمثل نصف المجتمع فكيف لها ألا تمثل بصورة عادلة فى هذه اللجنة التى اكتفت بخمسة سيدات فقط، وأتساءل هل خمسة سيدات يمثلون نصف المجتمع المصرى بكل شرائحه؟ هل نسير فى نهج المجتمع الذكورى ونقلل من شأن ومجهودات المرأة المصرية؟
ويتجاهل من بيدهم الأمر مشاركة المرأة فى صناعة تاريخ مصر ونجد أمثلة كثيرة على تاريخها المشرف مثل "درية شفيق"، وهى من رواد حركة تحرير المرأة فى النصف الأول من القرن العشرين، ويذكر لها الفضل فى حصول المرأة على حقها فى الانتخاب والترشح فى دستور 1956، كما ناضلت ضد الوجود البريطانى فى مصر، ولها دور فى تأسيس حزب سياسى "حزب اتحاد بنت النيل"، الذى كان أول حزب نسائى فى تاريخ مصر يشارك فى الحركة الوطنية، ونجد أيضًا من يغفلون الآن الحراك السياسى للمرأة فى التاريخ: سيدة شاركت فى تحرير مصر ضد الاحتلال البريطانى أيضًا وهى "أستر فهمى"، التى انخرطت فى الحركة الوطنية وتعرفت على هدى شعرواى، فكانت من مؤسسات لجنة سيدات الوفد المركزية، وقامت بتبادل خطابات جريئة مع اللورد اللنبى، وتضمنت خطاباتها مطالب المصريين والمصريات بعودة سعد زغلول من المنفى والإفراج عن المعتقلين.
ونجد "أنجى أفلاطون" وهى رائدة فى النضال السياسى من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية باصدارها لكتاب "نحن النساء المصريات" 1949، وأسست لجنة للمقاومة الشعبية وألقى القبض عليها لنشاطها الثورى، كما نجد "سيزا نبراوى" ونضالها فى ثورة 1919، وملك حفنى ناصف التى أسست الاتحاد النسائى وجمعية التمريض على غرار "الصليب الأحمر"، وكثير من الأسماء النسائية التى شاركت بصورة كبيرة فى تحرير الوطن، وأخيرًا المشاركة الكبيرة للمرأة فى 25 يناير و30 يونيو لتحرير مصر من الفساد ومن الاحتلال لجماعة غير وطنية، ناضلت ضدها القاضية تهانى الجبلالى بصلابة كمثال للمرأة المصرية القوية. وإذ نجد من يتجاهلون دور المرأة فى تحرير وطن أصبح الآن شعارهم " للرجال فقط "، ويريدون وأد نصف المجتمع بعد كل ذلك تأتى الحكومة الحالية التى كان للمرأة فضلاً فى وجودها، لتستبدها وتقصيها، وأتساءل هل تتحرر السلطة من قبضة الموروث الأعمى وتعطى للمرأة حقها، أم تصر على اغتصاب حقها بل اغتصاب حق نصف المجتمع؟
* قيادية بحزب المصريين الأحرار.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
جرجس فريد
اللجنة دي ناقصة كتير
عدد الردود 0
بواسطة:
أنا السلفي بالأدب والعلم و الحكمه - لا بالهمبكه
أغرب القضايا ( وفى أنفسكم أفلا تبصرون )
عدد الردود 0
بواسطة:
د عدلى انيس
خمسة واربعين ..اسعاف
عدد الردود 0
بواسطة:
abc
??????????????????
?????????????????????????????????????
لماذا؟