صاحب فتوى القصاص من السيسى: الإرهاب فى سيناء لم يبدأ بعد .. أبوفيصل: لا وجود لتنظيم القاعدة بشبه الجزيرة.. ومعظم القتلى كانوا ضيوفًا علينا

الأربعاء، 11 سبتمبر 2013 01:29 م
صاحب فتوى القصاص من السيسى: الإرهاب فى سيناء لم يبدأ بعد .. أبوفيصل: لا وجود لتنظيم القاعدة بشبه الجزيرة.. ومعظم القتلى كانوا ضيوفًا علينا الشيخ فيصل أبوحمدين
حوار - أمل صالح - تصوير - ماهر إسكندر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نفلا عن اليومى..

برر الشيخ فيصل أبوحمدين، القاضى الشرعى بمنطقة الشيخ زويد، فتواه بالقصاص من الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، بعد فض اعتصام رابعة العدوية، ووصفه الفريق السيسى بالسفاح بأن هذه الفتوى «ظرفية».

واعتبر فى حوار لـ«اليوم السابع» أن الإرهاب فى سيناء من صنع الدولة وبعض أجهزتها التى تريد تجييش الشعب ضد ما يسمى بالحرب على الإرهاب ذلك بعد عزل الرئيس محمد مرسى الذى وصفه بالشرعى.

كيف تقرأ الأحداث فى سيناء بعد 30 يونيو؟

- لا توجد منهجية واضحة فى التعامل مع الأهالى فى سيناء، والمشهد السياسى متأزم فى مصر كلها وليس فى سيناء فحسب.

ثمة خلل واضح فى أسلوب تعامل الدولة مع أهالى سيناء، فالتعامل مع المشكلات الاجتماعية لا يزال يتم بواسطة القبضة الأمنية الحديدية، مثلما كان العادلى يفعل.

الحل الأمنى أدى إلى أفعال مجنونة وردود فعل مجنونة، والسيطرة على الوضع أصبحت بالغة الصعوبة.

ماذا تقصد بالفعل ورد الفعل؟

- هناك اعتقالات عشوائية وقصف عشوائى، ولا نعلم لماذا يقصف الأبرياء بحجة وجود مخازن للسلاح بالمنطقة؟ أليس خيرا من القصف أن تقتحم عناصر القوات المسلحة، هذا المقر أو ذاك بدلا من قصف الأبرياء؟


بعض الذين توفوا كانوا ضيوفًا على سيناء، وليست لهم علاقة بأى تنظيم، وما تفعله الجهات الأمنية يؤجج الغضب، الذى أدى إلى وجود معارضين للدولة، وهؤلاء يريدون الرد على العنف بعنف.

من تقصد بـ«ضيوف سيناء»؟ هل تعنى عناصر أجنبية مثلا؟

- لم أقل بذلك، لكنهم إجمالا لم يحملوا السلاح ضد الجيش، وهناك أكاذيب كثيرة يتم الترويج لها.

تتحدث عن رد الفعل.. فبماذا تصف مسيرات تأييد مرسى التى خرجت وهى معززة بالسلاح.. هذا قبل بدء العمليات الأمنية بسيناء؟

- هذا لم يحدث، فالمسلحون يستهزئون بالمظاهرات ويرفضونها كونهم يعتقدون بأن المظاهرات عمل سلمى لن يجدى والحل فى حمل السلاح، ولا مجال للسلمية بعد عزل الرئيس.

لك فتاوى على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» تقول بوجوب القصاص من السيسى ووزير الداخلية.. فما ردك؟

- معظم ما كتبته على «فيسبوك» يعبر عنى فى لحظة ظرفية، لكنى فى العموم أتحدث وفقا لمرجعية علمية وفقهية.

موقفى واضح فأنا أرفض وأجرم ما حدث فى ميادين مصر تجاه المعتصمين، وأرى أن ما حدث فى فض «رابعة» و«النهضة» لم يكن مما يمكن التغاضى عنه.

والمؤسف حقًا أن بعض الليبراليين يبررون للأمر، وهم يرون بعين واحدة، فالتظاهر حق مكفول لهم، لا لخصومهم، والديمقراطية شىء رائع إذا انتهت بفوزهم بالانتخابات لكن إن لم يفوزوا فلتسقط الديمقراطية.

عمرو أديب مثلا، كان هاجم الرئيس «الشرعى» محمد مرسى، بعد أن صرف تعويضا خمسة آلاف جنيه لأسر الضحايا قائلا: «خمسة آلاف جنية يا كافر»، فى حين أنه لم ينبس ببنت شفة حين صرفت حكومة الببلاوى تعويضا بقيمة ثلاثة آلاف لكل ضحية مؤخرا.

إن البغى والظلم يجب أن يعاقب على ما أساء.

هلا شرحت العبارة؟

- أعتقد أنها واضحة وضوح الشمس، فالله يمهل ولا يهمل، ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب.

عودٌ على فتاواك هل يمكن لمن له مريدون مثلك أن يقول بأن الفتوى ظرفية وهو يعلم يقينا أن البعض سيسارع إلى الأخذ بها؟

- هناك أولويات لدى من يريد القصاص، وأحسب أن أولياء الدم أكثر شدة منى ولا ينتظرون فتواى.

يوجد طابور طويل من طالبى الثأر، وبالنسبة لى أنا أتواصل مع الجميع، وفى النهاية الأمر لا يعدو أكثر من خواطر على مواقع التواصل الاجتماعى كما يفعل الكثيرون.

لماذا يتهم الإسلاميون فى سيناء بأنهم وراء جرائم اغتيال الجنود والضباط؟

- حتى نكون منصفين لابد من العودة للخلف، فمع ثورة يناير، تخلت عناصر الشرطة عن الأقسام والأكمنة، ومنهم من سافر ولم يعد، وقتها تولى جهاز المخابرات فى العريش ورفح زمام البلد وتواصلوا مع العقلاء فى البلد وكانوا من الإسلاميين لإدارة البلد عبر لجان شعبية وعندما جاءت القوات المسلحة سلمناهم زمام الأمور، فنحن لا نريد تفجير الأوضاع، ونبتغى جميعا الأمن والأمان لا أكثر.

لماذا فى رأيك تغير الموقف من الإسلاميين؟

- ممارسات القتل والإنكار من قبل المؤسسة الأمنية والعسكرية، لبعض المدنيين من الإسلاميين خاصة على الكمائن، خلقت العداوة وصنعت الضغائن.

لو كان الإسلاميون مسلحين كما يزعم البعض، فلماذا يعبرون عبر الكمائن، وهم يعلمون الدروب البديلة التى تمتلئ بها سيناء؟

- معظم الذين توفوا سقطوا فى الأكمنة، والدولة رسميا مصرة على الحل الأمنى، وهذا سبب الخلاف الآن، وتقديرى أن الحل الأمنى لن يحصد إلا فشلا.

ونحن مستمرون فى كل اللقاءات مع القوات المسلحة، وتواصلت مع مؤسسة الرئاسة، أيام حكم الرئيس محمد مرسى، لتأكيد أن الحل الأمنى لن يجدى نفعا، لكن الآن لا أحد يريد أن يسمع صوتنا.

هل تعتقد أن ما بين الدولة والإسلاميين فى سيناء من خلاف سينتهى قريبا؟

- قدمنا مبادرات، ولم نجد استجابة، ولو بقى الأمر على ما هو عليه، فليعلم القائمون على الدولة بأن الجميع سيكتوى بذات النيران.

إن التيار الليبرالى صاحب الصوت الأعلى فى الإعلام المصرى يدعم فكرة إقصاء التيار الدينى، وهناك حالة استعداء لن تؤدى إلا إلى فتح أبواب الجحيم.

هل تهدد الدولة؟

- أشرح واقعا ولا أهدد، فإن وجدت آذانا تصغى فهو خير كثير.

إن التيار الإسلامى والمسلح منه على وجه التحديد لم يخض غمار الحرب على الدولة بعد، هذا رغم وجود محاولات لشيطنة الإسلاميين.

وماذا عن قتل الجنود وأفراد الأمن؟

- معدلات الجريمة بسيناء أقل من أى محافظة أخرى، ولكن أليس غريبا أن أكثر من 45

هجوما على كمين الريسة لم تسفر عن مقتل أحد.. فهل هى من صنع الإسلاميين؟من صنع من إذن؟


- الأجهزة الرسمية التى تريد أن تُجيش الشعب ضد التيار الدينى، وتزرع عبارة «مصر تحارب الإسلام» فى ذهن الجميع.. هذا هو سلوكهم الدائم.

لدينا إعلام يصور السيناويين على أنهم مجموعة من الإرهابيين ومجموعة من العشوائيين الخارجين عن القانون، ويجعل شبه المحافظة بؤرا إجرامية وتكفيرية، وهذا غير صحيح، لأن نسبة التكفيريين فى سيناء لا تكاد تذكر، وعددهم إجمالا لا يزيد على 300 فرد، تعرفهم الدولة بالاسم، لكن أمام محاولة شيطنة الإسلاميين يغض المسؤولون الطرف عن هذه الحقيقة.

نحن كرجال دين مرجعنا القرآن والسنة، ولا نستخدم التكفير ضد أحد.

عودٌ على بدء.. لكنك أفتيت بقتل بعض المسؤولين؟

- قلت: هذه أمور ظرفية لا تعبر عن آرائى فى كل الأوقات.

الإفتاء لا يجب أن يكون ظرفيا.. أليس كذلك؟

وقتل المعتصمين لا يجب أن يكون ظرفيا.

على أية حال، إن الذين يقولون بتكفير المجتمع أو الدولة فى سيناء فئة ضالة قليلة، ولا يمثلون تيارا كبيرا من الإسلاميين.

وما دوركم مع هؤلاء؟

- هؤلاء لا يحترمون أحدًا، ولا يستجيبون إلا لفتاوى شيوخهم، ولا يثقون فى المؤسسة الدينية الرسمية، وتقديرى أن الدولة مسؤولة فى المقام الأول عن ظهور هؤلاء، لأنها بالحرب على الإسلام المعتدل تصنع الوحش.

وهل منعت الدولة أحدا من العلماء المعتدلين من دخول سيناء؟

- كثيرون ومنهم: الشيخ الحوينى والشيخ محمد حسان ومحمد حسين يعقوب، وهؤلاء من مشايخ السلفية الذين ليس لهم علاقة بالتكفير، إن التعامل الأمنى للدولة مع المواطنين سيؤدى إلى استمرار العناد.

ما تعليقك على القبض على زعيم الجهاديين عادل حبارة؟

- القبض العشوائى خطأ، وما حدث هو أن القبض سياسى وليس أمنيًا حتى لائحة الاتهامات «مضروبة»، والمقصود منها تمديد قانون الطوارئ، وهو أمر له أجل وسينتهى.

الأمن يهول من حجم من يلقى القبض عليه، وحبارة الذى زعمت السلطات المصرية أنه زعيم جماعة جهادية ليس إسلاميا ولا ينتمى للجهاديين، لكنه مجرم وخارج عن القانون، ولا يوجد ما يسمى بتنظيم القاعدة فى سيناء.

التصرف الأمنى أرعن، ويجب وضع الخصم فى حجمه الحقيقى، و«الفيش والتشبيه» الخاص بحبارة يقول إنه مجرم جنائى، وهناك الكثير من المجرمين الذين يعيشون فى سيناء ومنهم من صنع النظام.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة