أكد أعضاء فى المجلس المصرى للشئون الخارجية على أهمية إعادة النظر فى سياسة مصر الخارجية فى ضوء التطورات الراهنة سواء على المستوى المحلى والإقليمى والدولى، وعلى أهمية الديمقراطية والبرلمانات فى لعب دور فى السياسة الخارجية.
جاء ذلك فى سياق ندوة حوار نظمها المجلس المصرى للشئون الخارجية، حول الأوضاع الراهنة فى سوريا، حيث قدم السفير محمد أنيس سالم مدير مركز العمل الإنمائى ومنسق مجموعة الأمم المتحدة بالمجلس دراسة حول نقاط التحول فى سوريا عارضا لكل تطورات المشهد والتدخلات الإقليمية والدولية فى الشأن السورى.
وقد استعرض السفير محمد أنيس التغيرات النوعية الداخلية والإقليمية والدولية وتغيرات موازين القوى وأدوار ومواقف القوى الإقليمية، فأشار إلى تغيير العقيدة الأمنية الغربية وضغوط الرأى العام الغربى تجاه مسألة استخدام الحرب فى العلاقات الدولية.
وتحدث عن مفهوم الحرب الحديثة والتى وصفها بأنها حرب من وراء الأفق والتى لا يرى خلالها العدو وجها لوجه وهو المعنى الجديد للتدخل العسكرى ضد الدول.
ووصف ما يخطط له الغرب من محاولة ضرب سوريا بأنه نموذج فى كيفية التعامل المقبل مع إيران، وبالتالى نلحظ تواجد إيران وحزب الله لمساندة النظام السورى، كما أشار السفير أنيس إلى فشل الآليات الإقليمية فى احتواء الموقف فى سوريا والتأثير عليه.
وشدد على أن المنطقة أصبحت الآن ملازمة لحالة عدم الاستقرار، وأن هذه الحالة مرشحة للاستمرار لأكثر من عشر سنوات بسبب منازعات داخلية أو إقليمية أو بسبب انتهاكات جسيمة فى حقوق الإنسان.
وطرح السفير محمد أنيس عدة تساؤلات حول إمكانات أن يعيد الغرب تعامله مع تيار الإسلام السياسى، خاصة بعد خروج سلسلة من التقارير الغربية حول صور الاغتيالات والانتهاكات الجسيمة خصوصا ما خرج عن الحالة السورية.
وطرح سيناريوهات انتهاء الأزمة فى سوريا فأشار إلى أنها من الممكن أن تستمر لسنوات، خصوصا أن سيناريو السقوط قد لا يكون سهلا، حيث ما زال النظام متماسكا وقويا، ولم يستبعد خيار تقسيم سوريا كأحد السيناريوهات.
وقدم السفير "محمد أنيس مرمح" مبادرة عربية جديدة تقودها مصر والسعودية، وذلك من خلال صياغة مبادرة إيجاد حل سياسى كما أنه توجد حاجة لصياغة خطاب عربى يسعى لتعزيز الاندماج بين الجماعات والتيارات الدينية مع استخدام الدبلوماسية الوقائية لمعالجة تأثيرات تراجع دور الدولة.
وتحدث عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية والكاتب الصحفى جميل مطر، فأشار إلى أنه رغم المشاكل والتحديات التى تواجه مصر فإن الساحة مهيأة لمصر لكى تلعب دورا فى حل الأزمة السورية.
وقال "إن أهم ما كشفت عنه قمة العشرين فى موسكو مؤخرا هو تراجع المكانة الأمريكية كدولة قائد فى النظام الدولى، وهو بالتالى نهاية مرحلة وبدء مرحلة جديدة فى النظام الدولى. إننا نرى ولأول مرة أن بريطانيا لا تساير أمريكا فى التدخل فى الأزمة السورية، وهو ما يعنى تحولات السياسة البريطانية تجاه أمريكا ومكانتها فى الاتحاد الأوروبى.
من جانبه، قال السفير الدكتور محمد إبراهيم شاكر، رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية، فى مداخلة له، إن استخدام الأسلحة الكيمائية يستدعى منا إحياء محاولة تنفيذ قرار الأمم المتحدة بإقامة المنطقة الخالية من السلاح النووى وأسلحة الدمار الشامل فى الشرق الأوسط.
وانتقل السفير الريدى سفير مصر الأسبق فى الولايات المتحدة الأمريكية للحديث عن المبادرة الروسية فأشار إلى أنها مبادرة ترضى جميع الأطراف وتمثل اختراقا روسيا جديدا فى الشرق الأوسط.
وتحدث الوزير السابق وأستاذ العلوم السياسية على الدين هلال عن الدور المصرى فأشار إلى أنه من المهم إعادة التفكير فى منظومة السياسة الخارجية من حيث الأدوات والآليات ومضمون السياسة.
وأكد أن أى دور مصرى فى الفترة المقبلة لابد وأن يراعى السيولة السياسية الراهنة فى المنطقة، وأنه لأول مرة فى الصراعات لا تكون النخب السياسية هى الحاكمة.
المجلس المصرى للشئون الخارجية يطالب بإعادة هيكلة السياسة الخارجية
الأربعاء، 11 سبتمبر 2013 05:54 م
وزارة الخارجية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة