يعد تدمير الأسلحة الكيميائية عملاً محفوفًا بالمخاطر وصعبًا، وقد فشلت الولايات المتحدة وروسيا -واللتان كانتا تحتفظان فى عام 1997 بأكثر من 90% من مخزون الأسلحة الكيميائية فى العالم- فى تدميره، على الرغم من التزامهما بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية عام 1997 التى تحظر إنتاج وتخزين واستعمال هذه الأسلحة.
وبحلول منتصف عام 2012، تمكنت روسيا من تدمير 26 ألف طن فقط من إجمالى 40 ألف طن من المواد الكيميائية القاتلة التى ورثتها عن الاتحاد السوفيتى السابق.
ويعتقد أن سوريا -وهى واحدة من الدول الخمس الوحيدة التى لم توقع على الاتفاقية وتمتلك ما يصل إلى ألف طن من الأسلحة الكيميائية- موجودة فى المواقع العسكرية فى جميع أنحاء البلاد.
ويختلف المحللون حول مدى واقعية وضع مخزون الأسلحة الكيميائية تحت السيطرة الدولية وتدميره، نظراً لأن الحرب الأهلية لا تزال تعصف بالبلاد.
وقال الروسى ألكسندر جولتس، كاتب الأعمدة فى مجال الدفاع: "إن تدمير المواد الكيميائية فى سوريا ربما يكون فى غاية الخطورة"، معتبرًا أن نقلها إلى روسيا هو الخيار الأفضل.
وقال جولتس لوكالة الأنباء الألمانية: "ستكون هذه عملية خطيرة للغاية"، مشيرًا إلى أن روسيا قررت بناء مرافق جديدة لتدمير الأسلحة وهو الأكثر آمانًا من نقلها إلى مرافق قائمة بالفعل".
وتابع: "فى ظل الظروف الحالية، ربما يكون من المرجح ضرورة وجود قوات دولية لحماية المواقع".
ومع ذلك، قال يان فان أكين، وهو مفتش أسلحة سابق بالأمم المتحدة، وهو الآن عضو فى البرلمان الألمانى، إنه يجب استغلال الزخم السياسى الحالى.. وتابع: "هذه فرصة تاريخية، عندما تتفق الولايات المتحدة وروسيا وسوريا".
وأضاف "فان أكين"، أن السؤال الرئيسى هو كيفية تخزين تلك المواد، فإذا تم تخزينها فى شكل تنسيق "ثنائي"، مع فصل مؤشراتها الكيميائية عن الذخيرة، فإن المهمة قابلة للتنفيذ، ويصبح النقل خطيرًا، إذا كانت الصواريخ وغيرها من الأسلحة تحتوى بالفعل على عناصر سامة.
وأوضح "فان أكين" إنه حتى ذلك الحين، يمكن أن يكون من السهل تدميرها فى الموقع، وكمثال على ذلك، أشار إلى العراق، حيث قام مفتشو الأمم المتحدة فى التسعينيات بتحويل مصنع إنتاج قديم إلى منشأة تدمير.
وأضاف أن الكثير فى هذا الشأن يعتمد على نوع المواد الكيميائية، مشيرًا إلى أن غازات الأعصاب مثل السارين، على سبيل المثال، يسهل التخلص منها.
محللون يختلفون حول مدى واقعية وضع "الكيماوى السوري" تحت السيطرة الدولية.. ويؤكدون: دمشق تمتلك ألف طن من "المواد الكيميائية" والتخلص منها أمر فى "غاية الخطورة".. ويقترحون نقلها إلى روسيا
الثلاثاء، 10 سبتمبر 2013 06:39 م