تمر غدًا ذكرى أحداث الحادى عشر من سبتمبر2001، وما تحمله من تفجيرات المركز التجارى العالمى، وسعى أمريكا لمحاربة الإرهاب كما تدعى، إلا أنه بتأمل موقف أمريكا آنذاك تتعجب كثيرا عندما تلاحظ موقفها من الإرهاب فى هذه التفجيرات وبداية الحرب على الإسلام وموقفها الآن من الإرهاب فى مصر ومساندتها لهم، وقد عبر مؤرخون ومثقفون بأن موقف أمريكا به تناقض كثير، ولكن هذا كله من أجل الحفاظ على أمن إسرائيل.
المؤرخ عاصم الدسوقى، قال فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إن الإستراتيجية واحدة والمسائل مختلفة فى 11 سبتمبر 2011، حيث استغلت أمريكا الهجوم على البرجين لشن حرب صليبية، كما قالها الرئيس بوش الابن ثم تراجع عن هذه الكلمة بنصيحة من مجلس الأمن القومى حتى لا يثور العالم الإسلامى ضده، وقال بوش بعد ذلك، إننا لا نحارب الإسلام، ولكننا نحارب المسلمين الذين أساءوا فهم الإسلام وهو حديث فيه الكثير من المراوغة.
وأكد الدسوقى بأن الرئيس بوش الابن، عضو فى الجماعة المسيحية الصهيونية المعروفة الآن باسم المحافظين الجدد، وهذه الجماعة مؤمنة بنزول السيد المسيح ليحكم العالم ألف سنة لتحقيق العدل بعد طول الظلم، ولكن حتى يتحقق هذا لابد من تدمير "بابل" العراق الآن ثم إقامة هيكل سليمان من جديد.
وأوضح الدسوقى، أن التحالف بين الصهيونية ودولة إسرائيل وبين هذه الجماعة الذى كان يمثلها بوش الابن، وفيما حدث بعد ذلك من تسريبات الأخبار بأن الحادث مدبر بمعرفة أمريكا، بدليل أن هناك أوامر أرسلت سرا إلى الموظفين اليهود الذين يعملون فى البرج، فلم يحضر اليهود فى هذا اليوم، مما يدل على قصد استعداء العالم ضد الإسلام من خلال ضرب البرجين، وانتهت باحتلال العراق فى 9 أبريل 2003.
وأشار الدسوقى إلى أن أحداث الربيع العربى تم استغلالها من قبل المنظمات الصهيونية من حيث تنصيب التيارات الإسلامية فى حكم هذه البلاد، وعندما يحكم الإسلاميون تبدأ الفتنة الطائفية وتشتعل الحرب الأهلية وينفتح الباب للتدخل الأمريكى لتقسيم بلاد الشرق الأوسط العربية على أساس طائفى، والتى ستصبح اكثر ضعفاً مما هى عليه الآن وتأتى الفرصة لإسرائيل لتعلن إقامة دولة يهودية طالما أن هناك دولة شيعية وسنية وكوردية ومسيحية وهكذا.
وقال الكاتب الكبير يوسف القعيد بأن تناقض أمريكا رهيب، ويؤكد انتهازية السياسة الأمريكية، ومن الممكن أنهم لا يتحدثون عن ذكرى 11 سبتمبر، وإذا تحدثوا فلم يدينوا الجماعات الإسلامية.
وأوضح القعيد بأن هناك الكثير من الأدباء الأمريكيون قالوا بأن سيد قطب وحسن البنا هما المشرع الأول لهجمات 11 سبتمبر، وجاء ذلك فى كتاب "البروج المشيدة" لورنس رايت.
وأكد القعيد مساندة أمريكا للإخوان لأن من المؤكد أن بينهم اتفاقيات لا نعلمها، وبالطبع تكون دائماً إسرائيل طرفا فيها .
وقال الكاتب الكبير سعيد الكفراوى، بأن الإرهاب جزء من ثقافة القرن العشرين والواحد والعشرين والإرهاب سياسة استخدمت فى فترة من الفترات لخدمة الرأسمالية العالمية والدول الكبرى "تجربة أفغانستان وتجربة أمريكا اللاتينية الرأسمالية أو الدول الاستعمارية "فهى التى قامت بتدريب وتمويل الجماعات الإرهابية لطرد السوفيت من أفغانستان وعندما تخلت أمريكا عن الجماعات وغاب دور تلك الجماعات فى العالم جاءت مرة أخرى تمارس وظيفتها ضد الكائن الذى صنعها فكانت عمليات 11 سبتمبر.
وأوضح الكفراوى، الآن تمارس نفس التيارات الجماعات الإرهابية والإسلام السياسى والجهاديون وغيرهم ما يسمى بالفوضى العارمة فى عالمنا المعاصر وانظر حولك لما يجرى فى العراق وليبيا وما يحدث فى سوريا ومصر تجده هو إعادة صيغة للعالم للحفاظ على الدور المريب للرأسمالية فى العالم والحفاظ على أمن إسرائيل وآخر فصول الساحرة ما يجرى الآن مع الجمهورية السورية العربية حيث يقايض النظام استمراره واستقراره بتسليم سلاحة إلى الرأسمالية الكبرى ضمانا لأمن إسرائيل.
وأكد الكفراوى بأن أمريكا تعمل للحفاظ على أمن إسرائيل، فمصلحة الأخيرة أهم من مصلحة أمريكا نفسها فمصير العالم يتأرجح بين التبعية وسلطة الدول الكبرى ولا خيار أمامك إلا أن تكون حليفا أو تابعا وعلى الاستقلال وحرية الإنسان وسعى تحت وطن آمن وعادل على كل تلك المعانى السلام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة