فضائيات ترفع شعار «المشتمة» و«المكلمة»

الثلاثاء، 10 سبتمبر 2013 01:05 م
فضائيات ترفع شعار «المشتمة» و«المكلمة» صورة أرشيفية
كتب - أحمد أبواليزيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نقلاً من اليومى..
الإعلام يحرك دولا ويروج لأفكار ويصنع حروبا ويخلق سعادة أو حزنا، ويجعل من الكذبة حقيقة والعكس وأمورا أخرى كثيرة تعكس حال الدول من إعلامها، وحال إعلام مصر ما زال يعانى، فبعضه جاد وينحاز للمصلحة الوطنية، وبعضه ابتعد مع الأسف عن المهنية وانتقل من مرحلة سيئة وهى «المكلمة» إلى مرحلة أسوأ وهى «المشتمة» وأصبح ضيف اليوم هو مذيع الغد لمجرد بعض من الشعبية الجماهيرية الزائفة التى اكتسبها مع مرور الوقت كضيف، فعلى أى أساس انتقل هذا الضيف إلى خانة المذيعين والإعلاميين، وإذا رضينا بالأمر الواقع بأى حق يخرج علينا هؤلاء لإقناعنا بفكرة خطأ يريدون منا تصديقها لمجرد مصلحة شخصية، وكأن هؤلاء يخاطبون عددا من الأفراد ولا يدركون أنهم يخاطبون الملايين من شعب مصر، وبأى حق يخرج علينا هؤلاء ويستبيحوا لأنفسهم أن يلفظوا ألفاظاً خارجة وغير لائقة أمام ملايين المشاهدين حتى ولو هم على حق.

الإعلام هو أحد أعمدة الدولة الرئيسية والمحترمة، فإذا كان هناك إعلام صادق وأمين وشفاف كانت هناك دولة ناهضة وواعية، ولكن مع الأسف صدمات الإعلام المصرى لا تنتهى، خاصة فى الفترة الأخيرة التى شهدت إسفافاً تجاوز الحدود، ولم يتبق من مشاهد هذا الإعلام الهابط سوى أن نرى فى مرة اثنين يتشابكان بالأيدى ويضربان بعضهما، وهو أمر ليس بعيدا، والحديث عن صورة الإعلام المصرى فى الوقت الحالى لا تقتصر على السياسة فقط، وإنما هى تشمل جميع المجالات، «فن ورياضة وثقافة» وغيرها، لقد روج الإعلام للشتيمة واستضاف «شتامين»، نحن فى زمن الإعلامى فيه أهم وأشهر وأنجم من بطل السينما.. يبحث فيه عن مجده الشخصى ومصلحته الشخصية وليس شيئا آخر، رغم أنه لا شك فى وطنيتهم، لكن يختلف مفهوم الوطن من شخص للثانى.

لقد أصبحت البرامج جميعها متشابهة، حتى الضيوف كلهم واحد، بل ربما نرى نفس الضيف فى نفس الليلة أكثر من مرة فى أكثر من برنامج وكأنها «سبوبة»، برامج أصبحت نبرتها عالية تتناول دائماً نظرية المؤامرة بينها عامل مشترك وهو هذا السؤال «ما هى قراءتك للمشهد الحالى؟» وكأن الأسئلة انتهت وتنتهى معها الحلقة التى لم يخرج منها المشاهد والمواطن المصرى البسيط بأى معلومة، بل على العكس بعد مشاهدته لهذه البرامج الحوارية السياسية المؤامراتية يخرج مكتئبا وتائها ليستعين فى النهاية بجيرانه الذين لا يفرق حالهم عن حاله، فيترك الأمر فى النهاية للشائعات التى تتداول وتنتقل بسرعة البرق، بعد أن خرج المشاهد أو المواطن من أمام هذه البرامج الحوارية بلا شىء. إلى من يسهرون ليلا كل يوم مع برامج «المكلمة» و«المشتمة» لمتابعة أحوال مصر، كان الله فى العون، وإلى الإعلاميين أصحاب البرامج أفيقوا واحذروا إعلام مصر بهذه الطريقة «هيضيع» مصر.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة