اعتبرت صحيفة "ديلى تليجراف" البريطانية أن تطور المقترح المرتجل لوزير الخارجية الأمريكى جون كيرى لنظام الرئيس السورى بشار الأسد بتسليم أسلحته الكيماوية لتجنب ضربات جوية إلى مبادرة دبلوماسية جدية يعد مقياسا لأى مدى وصل الحال بكافة الأطراف فى رغبتها لإيجاد طريقة تحفظ ماء الوجه وتخرج بهم من الأزمة السورية الدولية.
وذكرت الصحيفة، فى سياق تقرير نشرته اليوم الثلاثاء على موقعها الإلكتروني، أن كيرى أطلق مقترحه بالسلام مقابل السلاح وكان من الواضح أنه يريد به أن الأمر بعيد الاحتمال، لكن فى غضون ساعات أمسكت موسكو ودمشق والرئيس الأمريكى باراك أوباما، فى وقت متأخر من الليل، بالفكرة كمقترح معقول يمكن أن يحل المأزق الدبلوماسى.
وقالت الصحيفة إنه ومع ذلك فإن قرار أوباما بأن يتماشى مع الخطة الروسية يعكس ضعفا جوهريا فى موقفه بالداخل، فمع رفض الكونجرس وعامة الأمريكيين دعم أوباما فى مطالباته بعمل عقابى ضد النظام السورى، بدأت التهديدات بضربة عسكرية تضعف تدريجيا.
وأضافت الصحيفة أنه فى ظل اقتراب التصويت فى مجلس الشيوخ سريعا، أنقذ أوباما نفسه، لافتة إلى أنه فى الظاهر- وكما اعترف أوباما- هناك سبب ضئيل للغاية يدعو للاعتقاد بأن نظام الأسد صادق بشأن التخلى عن ترسانة السلاح النووى التى تعد سياسة ضمان استراتيجى رئيسية ضد الأسلحة النووية الإسرائيلية.
وأوضحت الصحيفة أنه فى حال كانت دمشق تريد بالفعل وضع أسلحتها تحت إشراف دولى، فيتعين عليها البدء بالاعتراف بوجودها فى المقام الأول – وهو الأمر الذى رفض نظام الأسد القيام به بشكل رسمى، ونوهت إلى أنه ومع ذلك وفى ظل رغبة كافة الأطراف فى متنفس رحب أوباما بالمقترح الذى يعد معقولا بالكاد واصفا إياه بانفراجة جدية محتملة.
وتابعت الصحيفة القول إنه إذا كان لدى أوباما التأييد السياسى فى الداخل لاستخدم المقترح الروسى لقلب الطاولة على النظام السورى من خلال توجيه إنذار أخير لدمشق لإظهار جديتها بشأن العرض – وإلا ستواجه العواقب، إلا أنها أوضحت أنه فى ظل اعتراف أوباما الليلة الماضية بأنه ليس لديه أصوات التأييد الكافية فى الكونجرس فإن أى تهديد من هذا القبيل يكون واهيا، وبشار الأسد يعلم هذا.
ديلى تليجراف: تجاوب أوباما مع الخطة الروسية يعكس ضعف موقفه فى الداخل
الثلاثاء، 10 سبتمبر 2013 10:25 ص