قال مصدر سيادى رفيع المستوى لــ"اليوم السابع"، إن القوات المسلحة تكثف أعمالها لمواجهة العناصر التكفيرية المتطرفة والجماعات المسلحة بشمال سيناء، خلال الوقت الراهن من أجل عدة أهداف رئيسية، وضعتها القيادة العامة للجيش فى الاعتبار، للإسراع بعمليات التطهير والقضاء على كافة البؤر الإجرامية وأوكار الإرهابيين فى مدن الشمال السيناوى، فى وقت غايته أسبوع من الآن.
وأوضح المصدر، أن أول الأهداف الرئيسية التى دفعت القوات المسلحة للتعجيل بالعمليات العسكرية فى سيناء، هو إحباط مخطط التنظيم الدولى للإخوان، خاصة المؤامرة التى يحيكها الجناح التركى ضد مصر، والتى تتعلق بوضع سيناء كنقطة ضعف يتم التفاوض من خلالها، على عودة تنظيم الإخوان للحياة السياسية مرة أخرى، وإخراج القيادات التنظيمية من السجون، على رأسهم المرشد العام للجماعة وخيرت الشاطر نائبه، والذراع المالى للتنظيم ومحمد البلتاجى القيادى بالجماعة.
وأشار المصدر إلى أن الهدف الثانى من الإسراع بعمليات تطهير سيناء من أوكار الجماعات التكفيرية، هو أن تتم قبل الضربة الأمريكية المتوقعة للنظام السورى خلال الأيام المقبلة، والتى من المتوقع أن يتم توجيهها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها خلال أسبوع على الأكثر، مما قد يؤدى إلى فرار الكثير من العناصر الإرهابية المسلحة إلى الحدود المصرية وسيناء، وتأسيس قاعدة جديدة لهم فى تلك المناطق، والاتحاد مع ما تبقى من فلول الجماعات التكفيرية هناك، لتأسيس "طالبان" جديدة فى مناطق شمال وجنوب سيناء وتحقيق السيطرة الكاملة، على تلك المنطقة، فى فترة قد ينشغل خلالها الجيش المصرى، بمتابعة العمليات ضد سوريا ومراقبة سيرها، وحماية الاتجاهات الاستراتيجية الأساسية، وأهداف السيطرة القومية الموجودة فى تلك المناطق، وتأمين أى قواعد أو وحدات عسكرية قد يطولها أى أضرار نتيجة المواجهة غير محسوبة النتائج والصراعات العسكرية التى تتم فى مياه البحر المتوسط خلال الأيام المقبلة، والتى لا يعرف أحد نتائجها حتى الآن.
وكشف المصدر، أن الهدف الثالث الذى دفع القوات المسلحة ممثلة فى قوات الجيش الثانى الميدانى وسلاح المهندسين العسكريين إلى تطهير سيناء وغلق الأنفاق والمنافذ الحدودية، هو السعى لجعل حركة حماس على الحياد، وعدم اعتمادها على العناصر المسلحة الموجودة بسيناء، حيث إن استمرار تواجد العناصر التكفيرية فى شمال سيناء، يدعم من قوة موقف حركة حماس فى بسط سيطرتها على الأجزاء الحدودية مع قطاع غزة، كما أن الأنفاق تعتبر أحد أهم مصادر القوة الاقتصادية لها، وتدر لها دخول ثابتة تتعلق باستخراج التراخيص، والضرائب التى يتم فرضها على البضائع المهربة خلالها، والتى تصل إلى 5% تقريباً من قيمتها، بما يؤكد أن حركة "حماس" تحصل على أكثر من 400 مليون دولار سنوياً من أنفاق التهريب المرتبطة بسيطرة العناصر التكفيرية المسلحة على مدن شمال سيناء فى العريش والشيخ زويد ورفح.
وأضاف المصدر :" حماس تعتمد بشكل رئيسى على الأسلحة والذخائر التى يتم تهريبها عبر الحدود الشرقية المصرية، اليها من خلال الأنفاق، والتى غالباً ما تأخذ طريقاً طويلاً فى التهريب عبر الحدود الغربية والأراضى الليبية لتهريبها مرة أخرى إلى قطاع غزة والعناصر المسلحة بحركة حماس"، متوقعاً أن تنتهى القوات المسلحة من تدمير كافة الأنفاق الحدودية مع قطاع غزة نهاية الأسبوع الجارى، من أجل إحكام السيطرة على الحدود والمنافذ الشرقية ناحية قطاع غزة والجانب الإسرائيلى.
وبيّن المصدر أن الاعترافات التى أدلى بها عدد كبير من قيادات جماعة الإخوان المسلمين أمام جهاز الأمن الوطنى، حول الدفع بمرتزقة ومأجورين إلى سوريا، من أجل الحرب ضد نظام بشار الأسد، ساعدت الأجهزة السيادية بشكل كبير فى تحديد مخطط استهداف بعض الجماعات المسلحة لأراضى سيناء خلال الفترة المقبلة، مما دفع الجيش إلى الإسراع بعملياته فى سيناء خلال الأيام الجارية.
من جانبه، قال اللواء مختار قنديل الخبير الاستراتيجى والعسكرى، إن القوات المسلحة لابد أن تكثف أعمال المراقبة على الحدود ومراقبة قناة السويس وسواحل البحر المتوسط، لمنع تسلل أى عناصر مسلحة إلى مصر خلال الفترة المقبلة، إلى جانب تحويط سيناء من كافة الاتجاهات وغلق أنفاق التهريب بشكل كامل على خط الحدود الدولية برفح.
وأوضح قنديل، أن سيناء تحتاج إلى منطقة عازلة بطول 3 كيلومترات، وإزالة كافة المنازل الواقعة فى تلك المنطقة وتعويض أصحابها، من خلال بناء مساكن بدوية جديدة لهم على نفقة القوات المسلحة، حتى يتسنى حماية الحدود المصرية، ومراقبة تحركات العدو، ومواجهة أى عناصر مسلحة قد تنشأ حول منطقة الأحراش والزراعات المتاخمة للحدود.
وقال قنديل، إن القوات المسلحة المصرية تكثف من أعمالها فى ملاحقة العناصر الإجرامية المسلحة بشمال سيناء، من أجل إعلانها منطقة خالية من الإرهاب والجماعات المسلحة، قبل احتفالات السادس من أكتوبر الشهر المقبل، ليعلن الجيش المصرى للشعب بكامل طوائفه أنه طهر أرض سيناء من فلول الجماعات التكفيرية المسلحة، واستعاد قبضته عليها.
3 أسباب تدفع الجيش لتكثيف العمليات بسيناء.. منع فرار الجهاديين من سوريا لمصر لتأسيس"طالبان" جديدة.. تقليم أظافر حماس ووقف عمليات التهريب وتسلل المتظرفين.. وإحباط مخطط التنظيم الدولى
الثلاثاء، 10 سبتمبر 2013 05:32 م