المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل التى تواجه، اليوم الأحد، فى مناظرة تليفزيونية، الاشتراكى الديمقراطى بير شتاينبروك قبل الانتخابات التشريعية فى ألمانيا فى 22 سبتمبر، هى "المرأة الأكثر نفوذا فى العالم"، ومن القادة الأشد تعرضا للانتقاد.
وميركل المحافظة هى المستشارة المفضلة لدى الألمان ويطلق عليها اسم "المستشارة الحديدية" لدفاعها المستميت عن سياسات التقشف أو "ماتى" (الأم) لأنها تطمئن وسط العاصفة الأوروبية.
ونشأت ميركل فى جمهورية ألمانيا الديمقراطية (المانيا الشرقية سابقا).
وفى شوارع لشبونة أو مدريد الغاضبة علقت صور لميركل مع شاربى هتلر كتب تحتها "ميركل النازية إلى خارج البلاد!".
واتهمها المتظاهرون فى أثينا بأنها تريد تركيع اليونان لاستغلال هذا البلد بشكل أفضل.
وميركل التى صنفتها مجلة فوربس "أقوى امرأة فى العالم" للمرة الثامنة خلال عقد، تؤكد أنها لا تسعى إلى الهيمنة على الاتحاد الأوروبى. وتقول، "ما كنا وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم لو أن كل الدول تقشفت كما فعل أول اقتصاد فى الاتحاد الأوروبى".
وإنجيلا دوروثيا ميركل المولودة كاسنر (59 عاما) معجبة جدا بكاثرين العظمى الأميرة الألمانية التى أصبحت إمبراطورة روسيا، وكانت تحلم بان تكون بطلة تزلج على الجليد.
وهى أول امرأة تتولى هذا المنصب فى ألمانيا والأولى التى تحكم دولة أوروبية كبرى منذ عهد رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر، وأول رئيسة حكومة متحدرة من ألمانيا الشرقية سابقا.
وبعد ثمانى سنوات على وصولها الى سدة الحكم بفضل تحالف بين حزب الاتحاد الديمقراطى المسيحى الذى تتزعمه والحزب الاشتراكى-الديمقراطى، لا يبدو أنها نادمة على شىء.
فقد اكتسبت لقب "ملكة الليل" بسبب قدرتها على التحمل خلال القمم الأوروبية فى بروكسل إضافة إلى شغفها بالأوبرا.
ومنذ 2009 تقود ميركل تحالفا مع الليبراليين وهى تتمتع فى المنايا بشعبية لا مثيل لها منذ الحرب العالمية الثانية مع اكثر من 60% من المؤيدين لها.
ويقول الأخصائى فى الشؤون السياسية أوسكار نيادرماير "أصبحت تمثل صورة والدة الأمة، إنها تجسد الكانسان العادى وتدافع عن المصالح الألمانية" فى الأزمة. ويضيف "كل ذلك يجعلها تبدو هادئة وواقعية وهذا يروق للناس".
وينتقدها خصومها بانها تدير شؤون البلاد كل يوم بيومه من دون رؤية سياسية. وميركل تقول انها براغماتية وإنها لا تخشى تغيير مواقفها تغييرا جذريا كما فعلت بشأن الطاقة النووية.
ففى 2010 قررت تمديد فترة تشغيل المحطات النووية. لكن بعد أشهر إثر كارثة فوكوشيما فى مارس 2011 أعلنت التخلى عن النووى بحلول 2022.
وقال غيرد لانغوث كاتب سيرتها لوكالة فرانس برس "أنها إنسانة منغلقة جدا تعلمت فى ظل نظام جمهورية المنايا الديمقراطية عدم التعبير ابدا عما تفكر به، وهى ترغب الآن فى أن تبدو بصورة أكثر إنسانية".
وقد ولدت ميركل فى هامبورغ (شمال) ونشأت فى جمهورية المنايا الديمقراطية حيث استقر والدها القس.
ودرست الفيزياء وانخرطت فى المعترك السياسى عند سقوط جدار برلين وقالت إنها فى تلك اللحظة لم تعلم بالأمر لأنها كانت مساء التاسع من نوفمبر 1989 فى حمام بخارى.
وأصبحت مساعدة المتحدث باسم أول وآخر حكومة منتخبة ديمقراطيا فى جمهورية المنايا الديمقراطية. وبدأت مسيرتها السياسية فى 1990 إلى جانب المستشار السابق هلموت كول الذى كان يلقبها ب"الفتاة الصغيرة" حين أصبحت وزيرة الأوضاع النسائية ثم وزيرة للبيئة.
واستفادت من فضائح الاتحاد الديمقراطى المسيحى لكى تراس الحزب مكان هلموت كول فى العام الفين.
وهى بروتستانية فرضت نفسها على رأس حزب يعتبر كاثوليكيا ويهيمن عليه الرجال.
وبعدما تزوجت مرة ثانية من عالم كيمياء معروف هو يواكيم ساور احتفظت المستشارة باسم زوجها الأول. ولم تنجب ميركل أطفالا.
وواجهت انتقادات ساخرة بسبب عدم أناقتها، خصوصا من قبل المصمم الألمانى كارل لاغرفيلد، ورفضت المستشارة التى "ترتدى السراويل" أن تحمل لواء المطالبات بحقوق المرأة.
وميركل متكتمة جدا بشأن حياتها الخاصة لكن يمكن أن يراها الناس أحيانا تتسوق فى احد المتاجر الكبرى.
ميركل "ملكة" فى ألمانيا والمسئولة الأكثر انتقادا فى أوروبا
الأحد، 01 سبتمبر 2013 01:33 م
المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة