لم أكن أرغب فى الحديث عن تطاول رجب طيب أردوغان على شيخ الأزهر فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب، فهو ليس غريبا فى هذه الأيام التى يتوالى فيها سقوط الأقنعة وتجلى الحقائق، وهو أمر ليس غريبا عن الرجل الذى ترك كل ما يحدث فى بلده وجعل شغله الشاغل هو ما يحدث فى مصر وعلى وجه الخصوص ما حل بالأهل والعشيرة من تنظيم الإخوان الذى ثار عليه الشعب، وأسقطه سقوطا بلا عودة بعدما تبين له كذب قولهم واختلاف وعودهم، ولكن حبى للأزهر وما يمثله من وسطية الإسلام جعلنى أرى أنه من واجبى أن أكتب ليس دفاعا عن الطيب، فهولا يحتاج منى دفاعا لأن الكل يعرفه جيدا، ولكن ردا على كيد الكائدين وحقد الحاقدين على مصر وأزهرها.
وقد تجلت عظمة الأزهر الشريف فى شيخه الطيب عندما رد على على من تطاول عليه، فلم يكون رده دفاعا عن نفسه أو شرحا لموقفه، بل جاء رده طمأنة لكل الطلاب الأتراك الذين يدرسون فى الأزهر الشريف، بما يعكس أن شيخ الأزهر لا تشغله مثل هذه التفاهات التى تصدر من أناس فقدوا صوابهم بعد سقوط مرسى وأهله وعشيرته، وإنما يتطلع لأداء دوره الذى قدره الله له فى قيادة أعرق مؤسسة إسلامية عرفها العالم، لا يثنيه فى ذلك حقد الحاقدين أومكر الماكرين .
وقد أبدت المؤسسات الحكومية والأهلية فى مصر استنكارها لتصريحات أردوغان وتطاوله على قامة كبيرة مثل شيخ الأزهر، بل وجدنا الكنيسة فى مصر تعرب عن استنكارها لتصريحات أردوغان بما يعكس أن المصريين نسيج واحد رغم كل محاولات بث الفتنة بين المصريين.
وبين " طيب مصر" و" طيب تركيا " تجد أنه لا مجال للمقارنة، فطيب مصر صاحب تاريخ حافل بالإنجازات، رجل قضى عمره فى دراسة العلم حتى بلغ مرتبة الإمام الأكبر، وعلمه يعرفه القاصى والدانى وهو عالم جليل وحديثه سهل بسيط، يجذب مستمعيه شرقا وغربا، وأما طيب تركيا فلا أعرف إلا أنه كان تاجرا فى بقالة شاءت الأقدار أن يتولى حكم تركيا !!!
محمود عابد يكتب: ما بين " طيب مصر" و" طيب تركيا "
الأحد، 01 سبتمبر 2013 06:02 م