رفض عدد من المثقفات والمبدعات الفلسطينيات ما حدث مع عادل عبد الرحمن، رئيس الجالية المصرية فى فلسطين بقطاع غزة أمس، حيث قالت الكاتبة الفلسطينية أمانى أبو رحمة، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن اعتقال عبد الرحمن، حماقة وتصعيد غير مبرر ضد مصر وشعبها.
وكانت حكومة حركة «حماس»، اليوم الأحد، أفرجت عن عادل عبد الرحمن الكحلوت، رئيس الجالية المصرية بفلسطين، وموظفى «المركز الثقافى المصرى» بقطاع غزة، وذلك بعد اعتقالهم، السبت الماضى.
ونفت الحركة بشدة ما تناقلته بعض وكالات الأنباء عن تعرض «الكحلوت» والآخرين للضرب أثناء التحقيق معهم من قبل قوات الشرطة التابعة لـ«حماس»، بسبب موقفه المؤيد للجيش المصرى.
وأضافت أبو رحمة، أنه وبالرغم من تبرير حماس الاعتقال بأن المركز غير مرخص وأن شبهات فساد مالية تحيط برئيسه وموظفيه من قبيل تسهيل الحصول على الجنسية المصرية مقابل مبالغ مالية، إلا أن توقيت الاعتقال وطريقة اقتحام المركز جاءت فجة توحى برسالة عداء واستفزاز غير محسوب ومناف لأبسط القواعد القانونية.
وأشارت أبو رحمة إلى أن حماس التى حسمت موقفها من الأحداث فى مصر بعد 30 يونيو بانحيازها التام والمعلن للإخوان المسلمين سواء فى تصريحات مسئوليها أو عبر الفضائيات والمواقع التابعية لها أو المحسوبة عليها، لا تزال تدعى رسميا عدم التدخل فى الشأن الداخلى المصرى وعدم علاقتها بما يدور فى سيناء مثلا ولكن مثل هذه التصرفات الحمقاء تؤكد صراحة حجم الخسارة الفادحة التى يشعر بها المسئولون فى قطاع غزة بعد سقوط حليفهم الكبير فى مصر وبعد هدم الإنفاق التى كانت تدر على خزينة الحكومة أمولا طائلة وتعزز قبضة حماس على القطاع حين تظهر بمظهر القادر على إدارته.
وأكدت أبو رحمة، أن المأزق الكبير الذى تعيشه حركة حماس، اليوم، فى ظل شح الموارد وخصوصا الطاقة بعد إغلاق الأنفاق وبسبب عزلتها العربية خصوصا بعد صمتها المريب على ما يخطط لسوريا قد يدفعها إلى المزيد من الحماقات والتصرفات غير المتزنة والتصريحات الاستفزازية التى ستضر بها حتما وتجعلها تعيش فى حالة انفصال تام عن قطاعات عريضة من الشعب الفلسطينى بل والقضية الفلسطينية التى تزداد تهميشا يوم بعد يوم.
وأشارت أنه لا يمكن لحماس أن تنكر أنها كانت سببا أساسيا فى إقصاء القضية وتهميشها على الصعيدين العربى والدولى حين وجهت جل اهتمامها لصالح حلفائها الإخوان فى الدول المجاورة وتقلبت بين الولاء والعداء لدول وحكومات واحزاب خلال فترة حكمها تبعا لمصالحها الحزبية الضيقة وليس لما تمليه مصلحة القضية أو الشعب الفلسطينى.
ومن جهتها قالت الكاتبة بيسان عدوان، إنها رغم تشككها فيما تناولته وسائل الإعلام عن القبض على رئيس الجالية المصرية فى غزة معتبرة هذا المنصب غير موجود فى غزة بالأساس وكل المصريين القاطنين فى غزة تابعين للقنصلية لا ما يسمى برئيس جالية، وقالت: إن موقف حكومة حماس من مصر بعد سقوط الإخوان المسلمين عقب انتفاضة يونيو جعل الحمساوية يعيشون كابوس انهيار المشروع الإسلامى الذى عاشت عليه لفترات طويلة.
وأوضحت بيسان أن حماس ستحاول على مدار فترات متباعدة التنفيس عن حالة الإحباط السياسى التى تمر بها بمحاولة تضييق على مصريين داخل القطاع، وإحداث حالة من توتير العلاقات للضغط على الحكومة المصرية لإجراء مصالحة مع الجماعات الإسلامية لكنها لن تلبث إلا أن تعود لرشدها حينما تعلم أن أى توتر بينها وبين مصر لن يكون فى مرمى أهدافها.
وأضافت حماس لن تجرؤ على معاداة الدولة المصرية ولا الجيش المصرى، بل ستلجأ راغمة إلى تعزيز العلاقات المصرية فمصر هى شريان الحياة الرئيسى بالنسبة لغزة فضلا عن أن حماس لديها رصيد كاف من الملفات الشائكة بينها وبين مصر ولن تكون مرحبة بفتحها من جديد على الأقل ملف خطف الضباط المصريين الأوائل من ملشيات إرهابية على الحدود وداخل أراضى سيناء.
ونبهت "عدوان" فى تصريحاتها إلى النية التى تسعى لها حماس إلى محاولة قلب الرأى العام تجاه الجيش المصرى الذى لا يستطيع أن يحمى رعاياه فى فلسطين وفقا للصورة التى تحاول حماس تصديرها، فضلا عن محاولتها توجيه رسالة للجيش المصرى أن حماس "قوية" وعلى الدولة المصرية أن تجلس معها على مائدة مفاوضات لإجراء بعض التسويات السياسية "إرغاما".
وفى أعقاب ذلك قالت الروائية الفسطينية بشرى أبو شرار، إننا لو عدنا بالزمن للوراء سنجد أن حماس تجربة أمريكية صهيونية تمارس على قطاع غزة بهدف تقسيم الصف وشرخه فى الداخل الفلسطينى، معتبرة حماس هى المسئولة عن إضاعة حقوق الفلسطينيين، وجعل الفلسطينيين فى قطاع غزة يعيشون حالة سيئة للغاية تحت القهر والظلم مما جعل أهالى غزة فى مأزق من إزاحة ما أسمتهم بالــ"مجرمين".
وأضافت أبو شرار، فى تصريحاتها لـ"اليوم السابع"، أن أهل غزة عيونهم على الحكومة المصرية والقرار المصرى معتبرين مصر بعد جماعة الإخوان المسلمين المنقذ لهم من حكم الإخوان فى فلسطين وهذا الطموح الشعبى لأهل غزة نابع من العمق التاريخى والاستراتيجى والجغرافى بين غزة ومصر لذا تعمل حماس على تضبيب الرؤية على أهالى غزة وعمل ظهير عدائى بين حماس ومصر امتدادا للسياسة الصهيونية الأمريكية.
وأشارت إلى أن حماس وما تقوم به من مشاغبات مع الجانب المصرى هى نتاج التعليمات المباشرة من أمريكا وإسرائيل لسحب الجانب المصرى إلى نزاعات "حمقاء" لإنهاك الجيش المصرى.
مثقفات فلسطين يرفضن اعتقال "حماس" لرئيس الجالية المصرية بغزة.. أمانى أبورحمة: حماقة وتصعيد غير مبرر ضد مصر وشعبها و"الحركة" الخاسر الأكبر.. وبيسان عدوان: الحمساوية يعيشون كابوس انهيار المشروع الإسلامى
الأحد، 01 سبتمبر 2013 05:33 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة