حسن زايد يكتب: أوراق الخريف

الأحد، 01 سبتمبر 2013 03:04 ص
حسن زايد يكتب: أوراق الخريف صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لقد آن الأوان أن يذهب الخريف، يلملم بقايا أوراقه القديمة المبعثرة على أرصفة الحياة ويذهب.. وجوده فى حياتنا يبعث على السأم ويزكم الأنوف برائحة العطن.. بقايا أوراقه الميتة تنشر بظلالها الكئيبة رائحة الموت، وتعطل أسباب الحياة، وتحجب خيوط الشمس المنسدلة على الوجود.. ماذا تبقى لأوراق الخريف من أسباب الحياة سوى أنها تذكرنا فقط بضرورة الخلاص منها حتى لا تعيق الحياة؟ بعدها لن تبقى الحياة عارية بلا أوراق أو ثمار، ولن تبقى الشمس رابضة مختفية خلف تخوم العالم وقد تكسرت خيوطها الذهبية على أسنة أوراق الخريف، ولن تعجز رياح التغيير عن كنس كل البقايا التى لا معنى لها فى طريق هبوبها دون أن تمكن إحداها من امتطاء صهوة أمواجها المتتابعة، ولن تعجز زخات المطر عن غسل صفحة الكون مما علق بها من شوائب وكدر، ولن تعجز الحياة عن العودة للوجود.. حياة بكر بلا غبش ولا كدر، بلا ملل ولا ضجر.. حياة شابة فتية متدفقة تبعث فى أوصالنا وعقولنا ووجداننا وإدراكنا أسباب الوجود ومعناه، تبعث فينا القدرة على الفعل وإرادة القيام به وإتيانه، لقد امتلأت حياتنا بأوراق الخريف حتى كادت تخنقنا وتكتم أنفاسنا معها.. نجدها فى البيوت وفى الشوارع، فى أماكن العمل والمتنزهات، فى قاعات الدرس ومعامل البحث.. نجدها فى الأدمغة والعقول، فى الأفكار والخواطر، فى الأحاسيس والمشاعر.. نجدها عند المرأة والرجل، عند الكبير والصغير، عند الشباب والشيوخ.. حقاً لقد آن الأوان للخريف أن يرحل عن حياتنا حالاً وعلى نحو عاجل حتى يتسنى لنا أن نعيش ونحيا، أن نتنسم رحيق الحياة، وأن ننعم بمعنى الوجود.. فلنرفع الأنقاض من الأماكن والنفوس، ولنغتسل جميعاً مع صفحة الكون تحت زخات المطر حتى نتخلص من الأدران العالقة، وتمتد خيوط الشمس الذهبية على استقامتها فتنير الكون والوجود والنفوس والعقول والأفكار والأفعال والأحداث، وتقضى على كل الزوايا المظلمة العطنة فى دواخل الكون ودواخلنا.. عند ذلك سندرك معنى الحياة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة