معصوم مرزوق

«اجتثاث الإخوان».. وفوضى الغرائز الإنسانية!

الأحد، 01 سبتمبر 2013 06:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قضى الأمر.. رفعت الأقلام وجفت الصحف.. من يرفع البصمات فى هواء الوطن كى نعرف القاتل الحقيقى؟ من يملك إعادة الروح للأجساد الهامدة كى يتحدث الميتون لكى نعرف بأى ذنب قتلوا؟

عندما كتبت مقالى المعنون: «لن تجدوا من يدافع عنكم»، كنت أحاول جاهدا أن اضيئ بعض المصابيح الحمراء قبل أن تدور عجلة القتل، ورغم أن نشر المقال قد تأخر إلى ما بعد خروج الجماهير الغفيرة كى توقع على صفحة بيضاء عنوانها الوحيد كما نشرته احدى الصحف الحكومية: «فوضناك»، إلا أننى لا زلت افتش عن ضوء فى نهاية النفق.

صدمت لردود فعل بعض الأقرباء والأصدقاء، وبعض ممن يحسنون الظن فى سطورى.. هالنى أن أجد هذا القدر من اللا تسامح والغضب الاعمى الذى يبدو وكأنه اتباع لمبدأ بوش الصغير: «إن لم تكن معى فانت ضدى».. قيل مثلًا أن «أى حديث عن المصالحة الوطنية يتعارض مع المزاج الشعبى العام، وان «الإخوان» يجب أن يمسحوا مسحًا من الواقع المصرى، ويشطبوا شطبا من التاريخ».

ولكن.. من قال إن على الكاتب أن يدغدغ مشاعر الجماهير ناهيك عن غرائزهم، ومن يمكنه أن يتصور أو يسعى أو يجرؤ على مسح قطاع لا يستهان به من الشعب المصرى، أو يشطب تاريخًا امتد لأكثر من ثمانين عامًا!.. لقد قلت، وهآنذا اكرر، أن خلافى السياسى والفكرى مع «الإخوان» ثابت فوق الاوراق وفى العديد من مقالاتى التى نشرتها فى ظل سيطرة وسطوة حكم الإخوان، بل كنت من أوائل من كتبوا بشكل واضح، وبالنص: «أيها الرئيس.. بعد كل هذه الدماء، انت لم تعد رئيسى».

ولكننى رايت، ولا زلت أرى، أن نشر ظاهرة المكارثية فى مصر ونصب محاكم التفتيش يؤدى إلى انهيار المجتمع، وقلت، ولا زلت اقول، إن أخطاء قادة الإخوان مثل أخطاء قادة بعض الاحزاب الأخرى لا يمكن تحميلها على كل اعضاء تلك الاحزاب، وأن التعامل مع ظاهرة الإخوان سوف يفشل إذا اقتصر على الجانب الامنى فقط، فهناك حاجة للاشتباك الفكرى الصحى خاصة مع الشباب، فلا يمكن مواجهة الفكر إلا بالفكر، وأبناؤنا من شباب الإخوان لا يقلون تعقلًا عن باقى أقرانهم من المواطنين. ذلك لا يعنى الإفلات من العقاب لكل من ارتكب جريمة سواء كانت جنائية أو سياسية، فلابد من رفع ميزان العدالة الانتقالية فى اسرع وقت ممكن، وأن نتمسك بنبل وشرف النضال السياسى المصرى الذى يترفع عن تلك الغرائز البهيمية، ويرفع رأسه فوق آلام اللحظة كى نتطلع إلى مصر المستقبل التى كم حلمنا بها وطنًا مزدهرًا يسع الجميع ويحقق آمال الفقراء فى غد افضل، تلك هى مهمة طلائع هذا الشعب من النخب والمثقفين، التى يفترض فيها أن تسمو على غرائز الانتقام والشماتة أو الانسياق خلف تلك المشاعر الغاضبة، لأن واجبهم الوطنى يفرض عليهم أن يقودوا الرأى العام المصرى إلى الطريق الصحيح.

ربما يرى البعض أن ذلك يعنى الانحياز إلى الخندق الآخر، ولكننى أظن أن الخندق الذى التزم به هو خندق المحب لهذا الشعب العظيم الصبور، خندق من يرى أن قضيتنا هى قضية الإنسان المصرى البسيط الطيب، وتلك مسؤولية الجميع، ويجب ألا يصيبنا اليأس من محاولة الوصول إليه، وليس من مصلحة احد اطلاق الغرائز على عنانها، لان ذلك خطر يتهدد مستقبلنا جميعًا.. الخصومة السياسية ليست خصومة شخصية، ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا.. اعدلوا، هو اقرب للتقوى.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 7

عدد الردود 0

بواسطة:

محسن محمود

حق لكن ........

عدد الردود 0

بواسطة:

صلاح العربي

تحية للكاتب

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عبد الله

حل الاحزاب الدينية هو الحل

عدد الردود 0

بواسطة:

جرجس فريد

مراهقة سياسية

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد الشيخ

اجتثاث النبت الشيطانى وحسب .."وكفى بالله حسيبا"

عدد الردود 0

بواسطة:

Mohamed Eissa Elsaeed

حيرة

عدد الردود 0

بواسطة:

mazen

الى تعليق 1 ، اسمح لى اضع 3 و4 و5 وذلك اسقاطاً على المقال

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة