أكد عدد من الشعراء، أنه برغم مرور الذكرى الخامسة على رحيل الشاعر محمود درويش، إلا أنهم لم يشعروا بغيابه لأنه حاضر بينهم بقصائده، لافتين إلى أنه هنالك المزيد من الأعمال والمقالات التى كتبها درويش ولم تظهر بعض للنور ولم يلق عليها الضوء وربما تضيف الكثير للباحثين، مطالبين بتحويل قصائده لقيم نقتدى بها فى حياتنا.
قال الشاعر شعبان يوسف إن محمود درويش يعتبر أهم شاعر عربى فى الفترة التى عاشها ومازالت قصائده تمد ظلها على الثقافة العربية، خاصة أن أشعاره وقصائده تصلح الآن فى هذه الأيام فهى تدعو للمقاومة والصمود.
وأوضح يوسف أن محمود درويش نموذج للشاعر المقاتل والمقاوم، ولكنه لم يكتف بهذا، ولكن قصائده تنطوى أيضاً على الحس الإنسانى العميق، وأن قصائد وشعر درويش مازال موجودا حتى الآن.
وأشار يوسف فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إلى أن مقالات الشاعر الكبير محمود درويش لم تجمع حتى الآن، رغم أنها إذا تم نشرها الآن تضيف للباحث والقراء المعرفة العميقة.
وأكد يوسف أن محمود درويش له قصائد عديدة مثل "بيروت" و"انقذنى من هذا الحب القاسى"، بالإضافة إلى المقالات التى كان يكتبها فى مجلة "الاتحاد" قبل أن يغادر فلسطين ومجلة "الكرمل" التى كان رئيس تحريرها ومجلة الأدب.
وقال الشاعر محمود قرنى إن ذكرى وفاة محمود درويش يجب أن تكون إعادة اعتبار لقيم كثيرة فى حياتنا، على رأس هذه القيم ما يتعلق بقضية حياتنا، وهى الوطن المسلوب الذى دارت حوله كل القيم الشعرية والإنسانية فى شعر محمود درويش، وظل مسلوب الوطن والأرض والشعب فيما وراءه من الاحتلال بما يقف خلفه من مفهوم استعمارى، فاستطاع محمود درويش أن ينجو من الفخاخ التى نصبتها السياسة للشعر، رغم كونه أعظم مناضل فى تاريخ الثورة الفلسطينية.
وأكد قرنى أن شعر درويش لم يفقد بريقه للحظة واحدة، وظل يدرك قيمته الأولى، وهى قيمة جمالية بالأساس. وأوضح قرنى أن شفافية محمود درويش العريضة والعميقة أحد أسباب وعيه المبكر والجذرى لدوره كشاعر أولا، وكمناضل ثانياً، وظل درويش الراحل العظيم يتعلم من نفسه ومن غيره، وشعر محمود درويش سيعيش، وسيظل يعيش ما بقيت الدنيا.
وقال الشاعر زين العابدين فؤاد إن محمود درويش قامة كبيرة، وأقول له كل شطره كتبتها تعيش أعواما طويلة بها نتذكرك، فاليوم ذكرى رحيل جسدك، ولكن شعرك يعيش بيننا أنت وكل الشعراء الذين كتبونا حرفا حرفا.
وأوضح زين العابدين أن درويش استطاع نقل الشعر الفلسطينى إلى مساحة أكثر إنسانية، وأسرى الوجدان العربى، فالشعراء لا يموتون على الإطلاق.