وحول ربط عدد كبير من الإعلاميين والجمهور مسلسل فرعون بنخنوخ فرد ياسر عبد المجيد قائلا: "شخصية رجب فرعون نموذج لأشخاص أصبح لديها دولة خاصة، ولها دستورها وقوانينها وقواعدها ومبادئها، ولا تعبر عن شخص بعينه، ولكنها نموذج، ولا علاقة بالأمر بنخنوخ ويمكن لمن يقولون ذلك أن يسألوا نخنوخ نفسه، وهل هذه قصة حياته أم لا!!".
وأشار عبد المجيد "عندما بدأنا فى كتابة السيناريو الخاص بالعمل لم يكن فى اعتبارنا أبداً شخصية صبرى نخنوخ، بل كان أمامنا نموذجان؛ الأول لتاجر سلاح فى سيناء، والثانى لأحد البلطجية المشهورين بالهرم، ولكن هذا الخلط والالتباس الذى تبادر إلى ذهن البعض جاء بسبب تزامن بدء الإعداد للمسلسل مع القبض على صبرى نخنوخ والضجة الإعلامية التى صاحبته والتى صورت للبعض أن المسلسل مكتوب عن قصة حياته، وهذا غير صحيح بالمرة، وإن كان هناك عدد من التفاصيل المشتركة بين معظم البلطجية، الذين تنامى نفوذهم بفعل دولة الفساد عبر 30 سنة ليصبح لكل منهم دويلة مستقلة داخل الدولة وعالم خاص به له ملامح مشتركة مع غيره من البلطجية ورعاة الفساد، فكان من الطبيعى أن يتبادر إلى ذهن المشاهدين هذا الربط بينهما".
وأضاف "الفكرة من الأساس كانت تراودنى أنا وعمرو الشامى وعرضناها على المنتجين أحمد سمير وخالد صالح ضمن مجموعة من الأفكار الأخرى، ووقع اختيارهما عليها وبناء عليه بدأنا فى كتابة الحلقات، وإن كنا من الأساس وضعنا فى اعتبارنا أن الفكرة لا تصلح إلا لخالد صالح منذ أن كتبناها".
وأكد عمرو الشامى "المسلسل استغرق ستة أشهر فى الكتابة وجلسات العمل والتعديلات المشتركة مع المخرج محمد على وخالد صالح والمنتج أحمد سمير، لافتاً إلى أنه لم يجر أى تعديلات على السيناريو بعد ثورة 30 يونيو قائلاً: "أنا بالتأكيد ضد أن أقحم فى العمل أى أحداث ولم يطلب منا ذلك، وفى رأيى أن إضافة أحداث لا علاقة لها بالسياق الأصلى للعمل ستشكل ما يشبه "الزائدة" ولا يمكن أن يتقبلها المشاهد تحت دعوى مواكبة الأحداث، وإن كان يحدث فى بعض الأحيان ما يشبه التماس مع بعض الأمور فى الواقع الجارى، ولكن هذا لا يعطينا مبرراً للجوء إلى تغيير فى الأحداث أو النهايات تحت أى ظرف".
وعن أسباب اختيار اسم فرعون للمسلسل على الرغم من وجود أكثر من اسم نشر عن العمل ومنها "الصندوق الأسود" و"مشوار فرعون" قال عمرو "منذ بداية اتفاقنا مع المنتج أحمد سمير كنا متفقين أن اسم الصندوق الأسود هو اسم مؤقت، فهو اسم للمعالجة فقط، لكننا اتفقنا على فرعون لأنه مغرى ومعبر أكثر عن الرسالة التى نريد إيصالها للجمهور، فالمقصود بفرعون هنا ليس رجب فقط ولكن معظم شخصيات المسلسل، الفرعون بالفعل، ومن يريدى أن يكون فرعون ومن يريد أن يكون ولا يمكن أن يكون فرعون ومن جلس على كرسى فرعون ولكنه واسع عليه وهكذا، بالإضافة إلى أنه طول أحداث المسلسل أى شخص يقترب من هذا العالم يتم تدميره".
وحول ما إذا كانوا قد قدموا ترشيحات للأدوار التى رسموها ضمن السيناريو أشار ياسر" بالفعل سألونا عن ترشيحاتنا للأدوار وقولنا رأينا، وبالطبع كان هناك بعض الفنانين مختلفين عمن رشحناهم إلا أنهم كانوا أقرب من شكل الشخصيات التى رسمناها، ولقد فاجأنى العديد منهم بتمكنهم من أداء شخصياتهم كما رسمناها، ومنهم أحمد صفوت الذى فاجأنى، لأنه قدم دور إبراهيم كما كتب بل وأحسن لأنه أغرم بالشخصية جدا".
وعن اختلاف شكل الدراما خلال رمضان هذا العام خاصة مع وجود مجموعة من الأعمال القصة المكتوبة هى البطل فأشار ياسر "هذا مؤشر جيد جدا، وفى العام القادم سيتعود المشاهد على اختيار الأعمال الأفضل التى تعتمد على تقديم شكل مختلف وجديد للدراما".
وأضاف عمرو الشامى "ولو تم عرض مسلسلات طول العام بنفس الأسلوب والشكل والجودة سيتعود المشاهد على اختيار الأعمال الراقية الهادفة التى تقدم رسالة ومضمون وسيعود الجمهور لمتابعة الدراما المصرية بشغف طول العام مرة أخرى".
ولكون أول عمل لهما أكد كل من عمرو وياسر أنهما لم يشعرا بالقلق لتنافسهم بين عدد كبير من الأعمال الدرامية فى موسم يعد الأقوى فى عالم الدراما العربية وقال ياسر" لقد كان حافز لنا، لأنه أول أعمالنا، وكنا نريد معرفة رد فعل الناس لنتعلم".
وأضاف عمرو "لقد ضمنا جمهور مجموعة من النجوم ومنهم نجم مثل خالد صالح له قاعدة جماهيرية ضخمة فى الشارع، ولكن كان هدفنا التانى إننا نجذب جمهور آخر ليرى خالد صالح فى شكل جديد وحدوتة جديدة وهذا ما حدث بشكل كبير، والحمد لله، ومن بين التعليقات التى وصلت لنا أن إيقاع المسلسل سريع وليس به تطويل ومط والأحداث ممتعة، خاصة وأننا نتحدث فى المسلسل عن الأوضاع المقلوبة وعن عالم بدون قواعد ولا ثوابت ولا قوانين وأنه لا يوجد خير مطلق ولا يوجد شر مطلق وأن فرعون ليس من الضرورى أن يغرق".
وحول تقديمهم لعالم فرعون وكأنه عالم ساحر ومبهر وعلى الرغم من وجود العديد من الجمل على لسان فرعون بأن الفلوس لا تريح الناس، إلا أن هناك العديد من الأشخاص سيجدون أن الحل الوحيد للخروج من حياتهم بأن يتحولوا إلى فرعون وأن الفرعون سيظل فرعون، فرد ساير قائلا: "بالطبع فرعون من الممكن يظل فرعون طبقا لقواعد اللعبة التى فرضناها داخل هذا العالم، ولكن الأهم أن نهايته ليست نهاية فرعون موسى المعروفة".
وأكدا على تقديمهما فى هذا العمل سيمفونية من الشر حيث أشار كل منهما إلى أن المشاهد التى يظهر فيها الشر بشكل كبير ما تقدمه سحر والتى تقدمها النجمة العربية جومانا مراد، ومجموعة من مشاهد رجب منها مشهد فض الاعتصام حيث ظهر رجب وكأنه مستمتع به لأنه مستمتع بما يقوم به، ومستمع أيضا بالعالم الذى خلقه هو لنفسه، كما أننا اعتمدنا فى الحدوتة والشخصيات ألا يكون لديها مشاعر وإن وجدت فتكون مشاعر قاسية أو مزيفة، لأنه يتماشى مع عالم "فرعون".
وعن اختيارهم لأماكن جديدة تدور فيها الأحداث مثل الزقازيق والمنصورة والميناء وغيرها من الأماكن فقال ياسر"كنا نريد أن نقدم قصة فرعون بعيدا عن الأماكن المعتادة التى يتم السفر إليها والتصوير فيها مثل القاهرة وإسكندرية".



