
نيويورك تايمز: صحيفة نيويورك تايمز تواصل الاستفزازات الأمريكية لمصر: الجيش المصرى لا يعبأ بتحذيرات قطع المساعدات بينما بلاده تعيش على تبرعات الخليج
استمرارا للضغوط الأمريكية على مصر لإنقاذ حلفائها من قادة الإخوان المسلمين، استعملت صحيفة نيويورك تايمز لغة استفزازية فى افتتاحيتها اليوم ضد الحكومة الجديدة والجيش المصرى، وأبدت دهشتها، من رفض القيادة المصرية اقتراحات دبلوماسييها الإفراج عن بعض قادة الإخوان المسلمين المسجونين فى قضايا جنائية، رغم تحذيرات عضوى الكونجرس، خلال زيارتهما لمصر، بقطع المساعدات السنوية.
وقالت الصحيفة الأمريكية فى افتتاحيتها، الجمعة، أنه على الرغم من تحذيرات جون ماكين وليندساى جراهام بالمخاطرة بأموال المساعدات العسكرية البالغة 1,5 مليار دولار، فإن الجنرالات وبعض القادة المدنيين فى مصر أصروا على رفض الاقتراح.
وفى تجاوز من الصحيفة قالت إنه من الصعب فهم موقف الجيش المصرى، الذى تعيش بلاده على التبرعات من حلفائها فى الخليج، وتحتاج لإعادة بناء اقتصاد قوى يوفر فرص العمل والسكن والتعليم لشعبها، كما أن السياحة والاستثمار الأجنبى لا يمكن لهما أن ينتعشا إذا استمر العنف والاضطرابات.
وبينما انتقدت الصحيفة الجيش المصرى وقالت إنه يعتبر نفسه واصيا على البلاد، فإنها راحت تطالب الإدارة الأمريكية بالإبقاء على الضغوط لإيجاد حل سياسى. وخلصت بالقول إنه يجب على واشنطن وأوروبا والعالم العربى أن يستعدوا لإدانة الجيش إذا حدث مزيد من إراقة دماء.

الأسوشيتدبرس: الإخوان يعاقبون مسيحيى أسيوط على عزل مرسى
قالت وكالة الأسوشيتدبرس إنه بينما يقف الإخوان فى موقف دفاعى فى القاهرة فى أعقاب عزل الرئيس محمد مرسى، فإن أنصارهم فى أسيوط ومحافظات أخرى يشنون حملة متصاعدة من الكراهية ضد الأقباط بزعم أنهم من يقفون وراء سقوط مرسى.
وتحدثت الوكالة الأمريكية عن مسيرة تضم قرابة 10 آلاف إسلامى فى أسيوط، الثلاثاء الماضى، كانت تردد شعارات مناهضة للمسيحيين، وقيام بعض الصبية الذين ينتمون إليها بإشراف من بالغين بالكتابة على الجدران "قاطعوا المسيحيين" وشعارات أخرى تسئ للبابا تواضروس، هذا بالإضافة إلى وضع علامات على بيوت الأقباط ومحالهم ورسم صليب وعليه علامة خطأ.
وأضافت أن تضخم العداء قاد تحالف من 16 منظمة حقوقية مصرية، الأربعاء الماضى، للتحذير من موجة جديدة من العنف ومطالبة السلطات الحكومية بحماية المسيحيين الذين يعانون من التمييز المزمن، فبينما كانت مدينة أسيوط من الأماكن التى مرت عليها العائلة المقدسة، فإن الخوف يزداد بين الأقباط بسبب فشل السلطات الحد من اعتداءات الإسلاميين منذ عزل مرسى فى 30 يونيو الماضى، ونقلت الوكالة عن حسام نبيل، 38 عاما الذى يمتلك محل مجوهرات فى شارع يسرى التى مرت مظاهرة الإسلاميين به: "إنهم لن يتوقفوا طالما يفعلون ما يحلو لهم دون خوف من المساءلة". ومثل غيره من المسيحيين فى الشارع، فإن نبيل أضطر لإغلاق محله حتى مر المتظاهرون. وأضاف: "لقد أشاروا لنا بأصبعهم مهددينا بالذبح وكانوا يصرخون باسم مرسى فى وجوهنا".
وتصف الوكالة الأمريكية حالة الرعب التى يعيشها مسيحيو أسيوط، حتى أن زوجين شابين كانا فى أحد المحال وقت مرور مسيرة الإسلاميين، وقد شعرا بالرعب لدرجة أن الزوج قام بالوقوف أمام زوجته كدرع لها خشية من أى اعتداء، كما قام السكان فى الشارع بإغلاق النوافذ والابتعاد عن الشرفات.
وتقول الأسوشيتدبرس إن إسلامى أسيوط أقوياء لأن السلطات المحلية ضعيفة والدين يمثل قوى فى تلك المنطقة التى ينتشر فيها الفقر على نطاق واسع. ونقلت عن جمال آدم، سكرتير عام محافظة أسيوط، قوله إن السلطات توقفت عن تنظيف الجرافتى المسئ للأقباط لأنه سرعان ما يظهر من جديد، وخشية من صدام عمال النظافة مع الإسلاميين.
وبالنسبة لـ 40% من سكان أسيوط، الذين هم مسيحيون، فإن الحياة قد تغيرت جذريا. فإنهم يلتزمون منازلهم مع غروب الشمس وقد ألغت الكنائس أنشطتها المسائية، كما أن بعض الأثرياء غادروا المدينة تماما.
وتقول نيفين كمال، صيدلانية وأم لطفلين: "نحن لم نتعرض من قبل لمثل هذا النوع من الاضطهاد الذى نعانيه الآن.. نشعر بغضب وإحباط كبير، لكن أكثر ما يحزننى أن أبنائى غاضبون من بلدهم ويرغبون فى مغادرتها ولا يصدقونى حينما أخبرهم بأن الأمور ستتحسن قريبا".
وأضافت: "لدى إيمان شخصى أن كل هذا سيسفر عن أمر جيد لنا ولبلدنا، لقد كنا نظن أن الإخوان المسلمين لن يتركوا الحكم قبل 80 عاما ولكن المفاجأة أنهم سقطوا بعد عام واحد فقط. فمن كان يصدق ذلك؟".
وتشير الوكالة إلى أنه منذ عزل مرسى، قتل ما لا يقل عن سبعة أقباط، أحدهم فى أسيوط، وأصيب العشرات، ففى قرية فى محافظة المنيا، أثارت أغنية مؤيدة للجيش مشادة بين مسلم ومسيحى. وفى اليوم الثانى قام حشد من آلاف الأشخاص بنهب متاجر ومنازل مسيحيين وحاولوا اقتحام كنيسة، مما أسفر عن إصابة 18 شخصا على الأقل وأوامر ضبط وإحضار بحق 35 آخرين.
وقالت الوكالة أن مسيحو مصر تجنب السياسة طيلة عقود ماضية، غير أنه منذ اندلاع انتفاضات الربيع العربى فى أوائل 2011 بدءوا فى توجيه مطالبهم بشكل مباشر وخوض غمار السياسية والمشاركة فى الاحتجاجات المناهضة لمبارك وقد انتقلوا إلى مستوى جديد خلال عام من حكم مرسى وتمكين حلفاءه الإسلاميين. وقد أنتقد البابا تواضروس، الذى أنتخب العام الماضى بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية، علنا الرئيس مرسى وأكد مرارا أن المسيحيين أحرار فى المشاركة السياسية.
وتقول الأسوشيتدبرس إن الأمر كان مقامرة محفوفة بالمخاطر بالنسبة لأقلية شعرت طويلا بالضعف، فخلال العام الماضى تكلم الإسلاميون بعداء متزايد تجاه الأقباط ووصفهم البعض بأنهم أعداء للإسلام، بل كان يتم تحذيرهم بضرورة أن يتذكروا أنهم أقلية، حتى عندما اندلعت الاحتجاجات ضد مرسى فى 30 يونيو، حاولت القنوات الإسلامية تصوير الأمر على أنها حركة احتجاج يهيمن عليها المسيحيون.

كريستيان ساينس مونيتور: الافتقار للخبرة والشفافية والتمكين وعدم احتواء المعارضة أهم أسباب فشل الإخوان
فى الوقت الذى يزعم فيه الإسلاميون الذين وصلوا إلى السلطة فى مصر وتونس فى أعقاب ثورات 2011، أن إخفاقهم يرجع إلى حجم التحديات التى واجهوها، والتى كانت أكبر من أن يتم معالجتها على وجه السرعة، وما يعد صحيحا فى جانب منهم نظرا للأزمات الاقتصادية الطاحنة وصراعهم مع الدولة العميقة، يعتقد العديد من النقاد الذين التقت بهم صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية أنهم مسئولون عن ذلك الفشل نظرا للأخطاء التى اقترفوها، والتى كان من أبرزها افتقار الجماعة للخبرة والشفافية نظرا لعملهم السرى لفترات طويلة، بالإضافة إلى رغبتهم المتسرعة فى تمكين أعضائهم وعدم قدرتهم على احتواء سواء المعارضة أو ما يسمى بالدولة العميقة.
فى البداية أكدت الصحيفة أن الأحزاب الإسلامية وصلت إلى السلطة فى لحظة تغير اجتماعى واقتصادى وسياسى، كما لم يكن لديها أية خبرة فى الحوكمة خاصة فى ظل ذلك القدر من الاضطرابات. وبالرغم من التحديات التى واجهتها تلك الأحزاب، يعتقد العديد من النقاد أن حزب الحرية والعدالة فى مصر وحزب النهضة فى تونس اقترفا أخطاء استراتيجية أضعفت قبضتهم وأدت إلى سقوطهم.
وفى هذه اللحظة فيما تحاول جماعة الإخوان المسلمين إعادة الرئيس محمد مرسى إلى السلطة، فإن الطريقة التى ستتعامل بها مصر مع تلك المحاولات سيكون لها تداعيات ليس فقط على الديمقراطية الوليدة فى مصر ولكن أيضا على الخارج خاصة بالنسبة لتونس وحزب النهضة الذى يواجه أيضا حركة معارضة جديدة؛ فيقول خليل عنانى، الباحث المختص بالحركات الإسلامية فى جامعة دور هام والذى قضى الصيف فى مصر: "إن سقوط جماعة الإخوان يمكن أن يمثل نقطة تحول للإسلام السياسى فى المنطقة؛ فمستقبله غامض وسوف يعتمد على شىء واحد: استعداد النظام الجديد فى مصر تضمينهم وبناء ديمقراطية حقيقية فى مصر. فإذا لم يحدث ذلك... ستكون العواقب وخيمة سواء بالنسبة لمصر، أو المنطقة أو العالم بأسره".
وأضافت الصحيفة أن خروج الجماهير ضد مرسى كان يرجع فى جانب منه إلى اعتقادهم بأن جماعة الإخوان كانت تحاول الهيمنة على السلطة، بالإضافة إلى أنها لم تف بوعودها بالحد من تمثيلها البرلمانى ومشاركتها فى السباق الرئاسى".
وبالرغم من أن حزب النهضة فى تونس حاول الالتزام بمقاربة أكثر شمولية إذ إنه يترأس تحالفا يتكون من حزبين علمانيين يهيمنان على الجمعية التأسيسية التى تضع الدستور الجديد، وبالرغم من استعداده الدائم إلى التوصل إلى تسويات سياسية، وإحجامه عن ذكر الشريعة فى الدستور الجديد، فإن شعبيته كانت تتراجع نظرا للأزمة الاقتصادية والمخاوف الأمنية.
وتحاول الأحزاب العلمانية فى تونس السير على خطى مصر وبالرغم من أن هذا النزاع ما زال سلميا فإنه يمكنه عرقلة التحول الديمقراطى فى تونس.
ولكن المحللون يرون أن هناك عددا من العوامل ساهم فى الوصول إلى تلك النتيجة حيث كانت هناك تحديات حقيقية، إذ إن اقتصاد كلا البلدين كان يعانى من أزمة طاحنة خاصة بعد هروب المستثمرون الأجانب وكذلك السائحين من كلا البلدين. كما سادت حالة من الاستقطاب السياسى العنيف ولكن كلا الحزبين اقترف أخطاء كان يمكن تجنبها فنظرا لعدم الخبرة والتردد، لم يتمكن زعماء تونس الجدد من إجراء الإصلاحات الاقتصادية الضرورية، وذلك وفقا لما قاله جاكوب كولستر، مدير شمال أفريقيا ببنك التنمية الأفريقى، فقد فشلوا فى إعادة صياغة قانون الاستثمار الذى كان قد سنه زين العابدين بن على، كما قدمت الحكومة العديد من الإجراءات السريعة مثل زيادة الأجور وتعهدت بوعود تنموية مستحيلة.
ومن جهة أخرى، فقد لجأ حزب النهضة وحزب الحرية والعدالة إلى وضع أعضائه فى كافة المناصب رغم افتقارهم للخبرات الضرورية للحكم والتى ترجع فى جانب منها إلى وجودهم فى السجن لفترات طويلة، كما كانت جماعة الإخوان المسلمين التى اعتادت العمل كتنظيم سرى تفتقر إلى الشفافية التى تعد أمرا أساسيا بالنسبة للحزب الحاكم. فيقول أحمد حسنى، من الجماعة الإسلامية: "إنهم لم يتمكنوا من التغلب على أيديولوجيا إبقاء كافة الأشياء سرا والعمل تحت الأ{ض. فقد كان ذلك حاجزا كبيرا بينهم وبين الناس".
ويقر الدكتور عنانى بأن جماعة الإخوان كانت تفتقر إلى المهارات اللازمة للتعامل مع الوضع المعقد فى البلاد، ولكنه أكد أنها كانت تشهد أيضا مقاومة قوية من الدولة العميقة ومؤسساتها، ومن جهة أخرى يرجع الدكتور شاهين إخفاق الجماعة فى جانب منه إلى فشل مرسى فى الهيمنة على الثورة المضادة مشيرا إلى أنه إذا كان قد قام بالحد من حركة الفلول فى وسائل الإعلام، كان ليستمر فى الحكم.
ومن جهة أخرى أضاف عنانى أن الجماعة بدلا من محاولة إصلاح مؤسسات الدولة الفاسدة حاولت ركوبها، فكانت كمن يركب فهدا ولا يستطيع التحكم به حتى تمكن الفهد من الإمساك به وأكله حيا، فيما يعتقد نادر بكار، المتحدث الرسمى باسم حزب النور، أن الإخوان أضاعوا فرصة احتواء من ساندوا مرسى فى مقابل الفريق أحمد شفيق.