التحايل هو أن يسلك أحدهم مسلكاً فيه مراوغة وحذق ودهاء (وفهلوة) ليصل إلى تحقيق أهدافه، التى تكون فى الغالب مخالفة للقانون والضمير والأخلاق، وهذا ما تفعله الآن جماعة الإخوان المسلمين بعد خيبات الأمل التى حصدتها (خيبة خيبة) فهى تتحايل على معتصمى (رابعة العدوية) لتجبرهم بطريقة غير مباشرة على البقاء إلى حين إشعار آخر أو تستنفد الجماعة كل أكاذيبها ووسائلها وطرقها فى الغش والخداع والإرهاب أو تصل وساطة حلفائها إلى طريق مسدود فهى بذلك تدفعهم دفعا إلى مصير مجهول بعد أن تأكد لها أن صناعة الخوف والرعب التى أحاطتهم بها قد تمكنت منهم، وهذا يعنى أن الجماعة بارعة فى صناعتها وبارعة فى تقديمها وتسويقها لأنها ضمنت (الزبون) الذى يقوم بشرائها نقدا لأن الخوف عندما يسيطر على الإنسان يجعله فى كثير من الأحيان يتصرف بسلبية مطلقة خاصة فى حالة (معتصمى رابعة) الذين جعلهم خوفهم من إرهاب الإخوان أن يسلمون أنفسهم للجماعة مقابل لا شى سوى الوهم الذى بدأ يتسرب من بين أيديهم فى شكل حسرات قاتلة والسبب تلك (الفهلوة) التى مارستها جماعة الإخوان عليهم عن طريق (الإرهاب بالتحايل) لأن الجماعة لم تمنعهم منعا مباشرا من مغادرة مكان الاعتصام وإنما تحايلت عليهم فحدثتهم عن الشهادة والموت فى سبيل الله ودخول الجنة وأنهم يدافعون عن الإسلام ودولته وهذا شرف لا يناله إلا الأخيار الذين يختارهم الله للقيام بهذه المهمة المقدسة ولا شك أن مثل هذه الكلمات لها تأثير السحر فى أفئدة وأدمغة بعض الناس، وهذا ما خططت له الجماعة ورصدت له الأموال وسخرت له الإعلام وألسنة الشياطين وأبواق التحريض والتطرف والنفاق، ولكن فى النهاية لا يصح إلا الصحيح لأن كل محاولات الأخوان سوف تقودهم إلى السقوط والوقوع فى شر أعمالهم، وبالتالى انسحابهم مرغمين من الحياة السياسية لأنهم فشلوا فى أن يتعايشوا مع الواقع المصرى.
