أكرم القصاص

شعب يناير وشعب يونيو وما يستجد

الخميس، 08 أغسطس 2013 07:20 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مع أن الشعب المصرى واحد ومعلوماتنا أنه لم يتغير خلال الأعوام الثلاثة الماضية. كلما اخترع أحدهم اختراعا يقرر أن هذا هو الشعب والباقين ليسوا شعبا ولم يكونوا شعبا فى يوم من الأيام، ومنذ يناير 2011 أعلنت جماعة الإخوان أنها الثورة والثورة هى وأنها وملحقاتها هم الوكلاء الرسميون للثورة والدم والشهداء وما خلاف ذلك لا ثورة ولا علاقة له بالثورات. ولهذا فإن الجماعة وقياداتها مازالوا يعانون من حالة إنكار بارانويى، لوجود الشعب المصرى. واعتبروا من خرجوا يوم 30 يونيو وما بعدها ليسوا شعبا ولا يمتون للشعب بصلة وأنها عبارة عن خليط من الفوتوشوب، والتلاعب البصرى والخداع الضوئى. مرة يقولون أن كل الملايين التى خرجت ليست ملايين وإنما عدة آلاف، ومرة أخرى يقولون أن الملايين الذين خرجوا هم من المسيحيين والمجندين فإذا سألتهم هل فى مصر 30 مليون مسيحى، سيقولون إنهم جنود أمن مركزى وجيش. أو أنهم خرجوا بالفلوس وأن أغلبهم من أنواع البشر الذين يتمددون بالحرارة ويتكاثرون بالتظاهر.
ووصل الأمر بقناة الجزيرة أن أحضرت خبيرا اكتواريا رقميا جغرافيا تاريخيا، أتعب نفسه وأرهق عقله، وبحث فى جوجل، وياهو، وحسب المربعات والمثمنات ليبرهن على أن من خرجوا يوم 30 يونيو عشرات من الناس، مع أن نفس قناة الجزيرة أعلنت أن ميدان التحرير فى يناير كان يحمل 3 ملايين متظاهر، لكنه بقدرة قادر من الجزيرة أصبح يحمل شوية مئات.
والهدف من كل هذا أن الإخوان يريدون القول أن الشعب الذى خرج فى يناير خلص وتلاشى، وأن الشعب الموجود اليوم فى مصر ليس هو الشعب المصرى لكنه خداع بصرى أو تلاعب. المهم أنه ليس شعب مصر، وهذه الحالة من الإنكار تعانى منها جماعة الإخوان، التى لا ترى سوى نفسها، وهى حالة تحتاج لعلاج مكثف وموسع ومعمق. لقد وصل المرض العقلى بالجماعة أن أعلنت أنها وحدها التى عملت الحكاية كلها ونسيت أنهم أنزلوا قواعدهم بعد أن خرج الشعب كله وانتهى الأمر وأن الجماعة جاءت لتجلس وتتفاوض على المكاسب.
الحقيقة أن حالة الإنكار ليست من الجماعة وحدها، وإنما من غيرها فمن عينوا أنفسهم متحدثين باسم الشعب يحددون ما هو شعب وما هو فوتوشوب.
وبعيدا عن المرض العقلى أو التهاويم الفضائية، فإن من خرجوا 30 يونيو وما بعدها لم يكونوا من المحترفين لكنهم ناس عاديون خرجوا بالملايين، خرجوا ليؤكدوا دعم الثورة والوقوف معها، فى مواجهة من ينكرونها ومازالوا ينكرون وجود الشعب المصرى. لقد كان هناك من تربحوا أو تاجروا أو حصلوا على الشو الثورى، بعضهم تساقط فى الطريق أو كشفته السلطة وألعابها. والبعض مازال يلعب، لكن المهم أن كل من ادعى أنه وحده صانع الثورة أو القادر على الحشد انتهى، وأثبتت التجربة والبينة أن شعب مصر فى يناير أو يونيو حالة خاصة تستعصى على المزايدات والإنكار.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة