قالت الإذاعة الألمانية "دويتشيه فيلة" إن زيارة عضوى مجلس الشيوخ الأمريكى جون ماكين وليندساى جراهام، لمصر، أمس الثلاثاء، فى إطار جهود الوساطة الدولية لفك اعتصامات أنصار الإخوان دون تدخل أمنى، لم ترق إلى مستوى الهدف المنشود.
وأشارت الإذاعة إلى الغضب الذى أثاره ماكين بتصريحاته بشأن ضرورة الإفراج عن مرسى والمعتقلين من قيادات الإخوان المسلمين المتهمين فى قضايا جنائية من بينها التحريض على العنف، هذا بالإضافة إلى قضايا قبل ثورة 25 يناير حينما هربوا من السجن، ولفتت إلى رفض الرئيس المؤقت عدلى منصور لتعليقات ماكين ووصفها بأنها "تدخل خارجى غير مقبولة"، خاصة أن السيناتور الأمريكى أشار إلى قيادات الإخوان باعتبارهم "سجناء سياسيين" وهدد بقطع المساعدات السنوية.
وقالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية، إن العلاقات المتوترة بين القاهرة وواشنطن من المرجح أن تتفاقم جراء تصريحات السيناتور ماكين الذى اعتبر عزل مرسى "انقلاب" وليس ثورة شعبية، وهو ما أغضب المصريين. وأضافت أن تعليقات زميله جراهام حيث قال "إن أولئك الذين يمسكون بالسلطة غير منتخبين والذين انتخبوا فى السجن وهو ووضع غير مقبول"، يظهر سياسة واشنطن المرتبكة تجاه مصر منذ الإطاحة بحليفها السابق حسنى مبارك.
وقالت وكالة الأسوشيتدبرس إنه وسط موجة من الزيارات التى يقوم بها كبار الشخصيات الأجنبية الأمريكية وغيرها، ندد الرئيس المصرى بالضغوط الخارجية، الثلاثاء، فى علامة على تنامى نفاذ الصبر تجاه المحاولات الدولية لحل المواجهة مع أنصار الرئيس المخلوع، التى تركت البلاد على شفا نوبة أخرى من العنف والمواجهات القاتلة فى الشوارع.
وبينما حث المسئولون الأمريكيون على ضرورة إدراج الإخوان المسلمين فى العملية السياسية، فإن الحكومة المصرية أكدت أن المصالحة تستوجب أولا نبذ الجماعة للعنف مشيرة إلى العنف الطائفى ضد الأقباط فى الصعيد وحالات التعذيب ضد المحتجين المناهضين للإخوان وإغلاق الطرق الرئيسية.
وتشير الوكالة الأمريكية إلى أن اعتصامات أنصار مرسى فى رابعة العدوية بمدينة نصر وميدان النهضة أمام جامعة القاهرة، تعد مرتعا للاحتجاجات التى تغلق المرور وتثير أحيانا العنف فى الشوارع إما ضد قوات الأمن أو المعارضين للإخوان.
وبينما يعلن الإخوان رفضهم تقديم أى تنازلات وعدم الخوض فى مصالحة إلا بعد عودة مرسى للسلطة وعودة مجلس الشورى والدستور، تقول الأسوشيتدبرس إن المعتصمين فى رابعة وميدان النهضة يقولون فيما بينهم إن اعتصاماتهم هى آخر ورقة مساومة لضغط من أجل الإفراج عن القادة المعتقلين من جماعة الإخوان والأهم من أجل الحصول على ضمانات بمشاركتهم فى الحياة السياسية.
ووفقا لمسئول من الإتحاد الأوروبى فإن الدبلوماسيين الغربيين يعملون على تدابير بناء الثقة مثل الإفراج عن مسئولى الجماعة المعتقلين وإسقاط التهم الموجهة ضدهم مقابل فك الاعتصامات.
وأشارت وكالة رويترز أن فرص التوصل إلى نهاية لأزمة السياسية فى مصر عن طريق التفاوض تبدو أنها وصلت إلى طريق مسدود مع استعداد الحكومة المؤقتة إعلان فشل جهود الوساطة الدولية.
وقالت إن الحكومة المصرية كانت قد سمحت للمبعوثين الدوليين بزيارة قادة الإخوان المسلمين فى السجن فى محاولة لإتاحة الفرصة أمام الحل السلمى.
ورغم التقارير الصحيفة المصرية التى تشير إلى اقتراب الحكومة من إعلان فشل الوساطة الدولية فإن الوكالة الإخبارية نقلت عن مسئول رفيع بوزارة الخارجية الأمريكية قوله، دون أن يؤكد انهيار المحادثات: "مازلنا ملتزمون بالجهود المستمرة لتهدئة التوترات ومنع العنف والتحرك نحو عملية سياسية شاملة".
وأشارت رويترز إلى أن التطورات فى مصر والتصريحات الحكومية الغاضبة من التدخل الخارجى تمثل نهاية واضحة لمهمة ماكين وجراهام.
وسائل الإعلام الغربية تعترف بفشل زيارة عضوى الكونجرس فى تحقيق الهدف.. ويؤكد: تصريحات ماكين وجراهام تزيد التوتر بين القاهرة وواشنطن وتظهر ارتباك أمريكا.. وفرص حل الأزمة فى مصر عن طريق التفاوض تتضاءل
الأربعاء، 07 أغسطس 2013 11:55 ص