نجيب ساويرس لـ"وول ستريت": مرسى وعصابته لم يفعلوا شيئا صحيحا منذ يومهم الأول بالسلطة.. ومن يعتقد أنه سيفلت من العقاب يحلم.. ونعتزم ضخ استثمارات بمليارات الدولارات.. ونظام مبارك مات ولن يعود

قال رجل الأعمال البارز نجيب ساويرس، إن الرئيس المعزول محمد مرسى وعصابته لم يفعلوا شيئا صحيحا واحدا، منذ اليوم الأول لهم فى الحكم، بل مضوا نحو مهاجمة القضاء والإعلام والصحفيين والأقباط والمرأة، ووصلوا إلى مهاجمة الثقافة المصرية.

وشدد صاحب مجموعة أوراسكوم تليكوم فى مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال، إنه إذا كان أولئك يعتقدون أنه بإمكانهم الإفلات من العقاب بعد كل ما فعلوه، فإنهم يحلمون.

وأشار ساويرس إلى أن عائلته تعتزم ضخ استثمارات بمليارات الدولارات فى مصر، فى مجال العقارات والزراعة والسياحة والاتصالات، ولكن سيتم التركيز بشكل أكبر على الإنترنت. مضيفا: "نحن أكبر المستثمرين المصريين فى مصر وسنحافظ على هذا الموقف. وهذا ليس فقط مجرد قيم قومية، لكن لأن هناك الكثير من الفرص فى مصر، مضيفا، استثمرنا فى الجزائر وباكستان وأوروبا، لكن الجزء الأكبر من نجاحنا تحقق فى مصر. لكننا نحتاج حاليا فقط إلى استعادة القانون وأعتقد أن الاضطرابات الحالية لن تستمر طويلا".

وأعرب عن تفاؤله حيال الاقتصاد المصرى، مشيرا إلى أن مصر لن تعيش فى الظروف الحالية طويلا، لذا فعندما تستعيد القاهرة مكانتها كواحدة من أكثر الوجهات التجارية جاذبية فى الشرق الأوسط، سيكون هناك شهية كبيرة للمستثمرين.

وأضاف أن هناك الكثير من مجالات الاقتصاد المصرى التى لم يتم تطويرها وتحتاج للتحسين، لكن الأمر يعتمد على الاستعداد للمخاطرة قائلا: "أنا شخص يميل للمخاطرة، وحقا أن الاستثمار فى مصر عالى المخاطر، لكنه عالى الربح. وإذا أتى المستثمرون لمصر الآن فسيكون بانتظارهم فرص جيدة جدا، لكن إذا انتظروا فربما تضيع منهم".

وأكد ساويرس أن قضية الضرائب التى كلفته فيها حكومة مرسى مليارات الجنيهات كانت ذو دوافع سياسية خالصة. وأوضح أن القانون المصرى ينص على إعفاء الشركة المدرجة فى البورصة من الضرائب عند بيعها، لذا فإن السبب الحقيقى وراء تحرك حكومة مرسى ضده هو رغبة الإخوان فى تقويض النشاط السياسى لحزب المصريين الأحرار الذى يدعمه وكذلك موقفه المعارض لنظام مرسى.

وقال: "فى ذلك الوقت تم إبلاغ أخى الأصغر ناصف، بأنه يمكن حل كل شىء إذا توقفت عن التحدث ضد النظام. كانوا يريدون أن أغلق الجريدة والقناة الفضائية التى كانت تكشف أخطاءهم، لكننى رفضت".

وأكد رجل الأعمال البارز أنه لم يترك بلده ولم يكن لديه أى نية للخروج باستثماراته خارج البلاد وأشار إلى أنه يستثمر أكثر من مليار دولار فى مصر. لكنه اضطر للسفر إلى الخارج عندما حاول مرسى وجماعته التحرك ضده بسبب آرائه السياسية واتهامه باستخدام جريدته وحزبه وقناته الفضائية ضدهم.

وقال إن مرسى استخدم النائب العام الخاص به للضغط عليه، إذ إن الرئيس المعزول وعصابته، على حد وصف ساويرس، لم يفعلوا شيئا صحيحا منذ وصولهم للحكم. مضيفا: "إذا كنت تمنح نفسك سلطات وتصبح ديكتاتورا، فلن نصمت على ذلك".

وأوضح ساويرس أن دعمه لحركة تمرد اقتصر على توقيعه على الاستمارة، فى الوقت الذى امتنع فيه رجال أعمال آخرون عن ذلك خشية من النظام، وكذلك فتح مقرات حزب المصريين الأحرار لتلقى الاستمارات واستخدام الحركة للمحطة التليفزيونية التى يمولها، كمنصة لهم.

وردا على سؤال بشأن دعمه لحركة "تمرد" بهدف إحياء جوانب معينة من نظام مبارك، قال ساويرس إن نظام مبارك انتهى ومات ولن يعود أحد له. وأكد أن هذه المزاعم مجرد مهزلة يروج لها جماعة الإخوان المسلمين لكى يقولوا إن ثورة 30 يونيو مدعومة من بقايا نظام مبارك. مشيرا إلى أن الإخوان قاموا بمعاداة المجتمع المصرى كله، لذا خرج المصريون ضدهم.

وأضاف أنه كان واحدا من رجال الأعمال القليلين الذين أيدوا ثورة 25 يناير. داعيا إلى العفو العام عن الجميع، حتى جماعة الإخوان المسلمين وهو السبيل الوحيد للمضى قدما. ونفى ساويرس أى نية بالترشح أو قبول أى منصب حكومى، قائلا: "شخصيتى وسلوكى لا يتفقان مع السياسة. فأنا أقول علانية ما أومن به، إننى ليبرالى للغاية".

وخلص ناصحا الحكومة الحالية والمستقبلية لمصر قائلا: "لابد لأى حكومة أن تكون ودية تجاه المستثمرين ومجتمع الأعمال. فإنهم يوفرون فرص العمل والاستثمارات الجديدة ويبقون البلاد على طريق التنمية. لدينا قوانين سليمة، لكننا بحاجة إلى دعمها واحترامها".