قالت مجلة "تايم" الأمريكية إن القاهرة التى طالما كانت مكانا شهيرا للتوسط فى العديد من النزاعات فى الشرق الأوسط، أصبحت محل يتجه صوبه المبعوثين الدوليين فى محاولة لحل أزمتها السياسية.
وأضافت المجلة، أن مصر التى توجد بها جامعة الول العربية، وهى معبر إقليمى استضافت العديد من جولات المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأيضا جهود المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس. وفى عام 2003، كانت أساس محاولات اللحظة الأخيرة من قبل جامعة الدول العربية والدول الخليجية لإقناع الديكتاتور العراقى الراحل صدام حسين بالسعى إلى الخروج إلى المنفى قبيل الغزو الأمريكى، إلا أن الشهر الماضى وما شهده من اضطرابات سياسية فى أعقاب إطاحة الجيش بالرئيس السابق محمد مرسى، قد قلبت الأوضاع. فالآن ياتى مبعوثين دوليين للقاهرة من عدة اتجاهات من أجل التوسط فى الأزمة المصرية. وشهدت الأيام القليلة الماضية وصول نائب وزير الخارجية الأمريكى ويليام بيرنز وعضوى مجلس الشيوخ جون ماكين وليندسى جراهام والمبعوث الخاص للاتحاد الاوروبى برناردييو ليون، ووزراء خارجية كل من قطر والإمارات.
وقام المبعثون الأجانب بالتنقل فى العاصمة من القصور الرئاسية إلى السجون سعيا لإيجاد نوعا من الحل المقبول الذى يرأب الصدع بين الحكومة الانتقالية المدعومة من الجيش والإخوان المسلمين المهمشين الذين يشعرون بالمرارة.
وتتابع المجلة قائلة إنه حتى الآن، فشلن موجة النشاط الدبلوماسى فى أن تسفر عن مؤشرات حتى لخارطة طريق نحو المصالحة. وفى ظل تقارير متضاربة ونفى حول من التقى بمن، ومن اقترح ماذا، فإن أحداث الأسبوع الماضى ربما قد زادت من تعكر المياه، فى أعين بعض المراقبين.
ونقلت الصحيفة عن حسين جوهر، رئيس العلاقات الدولية فى الحزب الديمقراطى الاجتماعى، والذى ينتمى إليه رئيس الحكومة حازم الببلاوى، قوله إن الصعب معرفة ما يحدث لأننا لا نعرف ما يقال فعلا بين الإخوان أو لأجانب، والأمر مربك قليلا، ولا يعتقد أننا أن هذا يذهب بالبلاد فى أى مكان.
وتقول تايم إن جهود الوساطة قد أكدت مدى التباعد بين الجانبين. فلا يزال الإخوان يصرون على أن أى مصالحة تبدأ بعودة مرسى للحكم. قد ألمح قادة الإخوان بشكل مستمر إلا أنهم يدرسون سناريو بمقتضاه يسلم مرسى بعد عودته بعض واجباته أو يعلن عن إجراء انتخابات رئاسية جديدة. لكن بالنسبة للحكومة الانتقالية، فإن أى حديث عن عودة مرسى غير مقبول على الإطلاق.
وتحدثت المجلة الأمريكية عن الزيارات المتزامنة لنائب وزير الخارجية الأمريكى ويليام بيرنز والسيناتورين جون ماكين وليندى جراهام، ورأت انها تمثل تحولا كبيرا من جانب الولايات المتحدة التى عادت للمشاركة النشطة بعد أسابيع من التأرجح بشأن تعريف هذه المرحلة الحاسة من ثورة مصر، ولا يشعر طرفى النزاع فى مصر بثقة فى الولايات المتحدة، وبدا حتى وقت قريب أن الحكومة الأمريكية تأخذ المقعد الخلفى تؤيد جهود وساطة الاتحاد الأوروبى.
إلا ان الانخراط الأمريكى لم يحقق مزيدا من الوضوح للموقف. حيث أدلى جون كيرى الأسبوع الماضى بأقوى تصريح له قى صالح الجيش عندما إنه استعاد الدمقراطية. إلا ان ماكين وجراهام اتخذا نهجا مختلفا تماما، ووصف ماكين الإطاحة بمرسى بانها انقلاب، وهو الامر الذى ظلت الإدارة الأمريكية حريصة على تجنبه خلال أسابيع بعد الثالث من يوليو.
"تايم": القاهرة تتحول من مركز لحل نزاعات إقليمية لقبلة لحل أزمتها
الأربعاء، 07 أغسطس 2013 01:13 م
جون ماكين
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة