منذ بداية خطواته الأولى فى عالم التمثيل وهو يثبت للجميع أنه ممثل حقيقى وبارع، ويستطيع تقديم كل الأدوار بحرفية شديدة، إلا أن نضوج باسم سمرة الفنى فى رمضان هذا العام مختلف تماما عن كل ما قدمه من قبل، مما جعله يضع نفسه فى مصاف النجوم المخضرمين بأعمال مختلفة تماما عن غيره، ومثيرة للجدل، فهو فنان يجبرك على الاعتراف بموهبته، حيث تبدو واضحة أمامك وضوح الشمس، وظهر هذا جليا فى مسلسل «بنت اسمها ذات»، الذى قدم فيه شخصية عبده أو عبد المجيد، وهو المثال للزوج التقليدى والروتينى والشريف أيضا، وتفوق باسم على نفسه فى هذا الدور، حيث مرت الشخصية بالعديد من المراحل العمرية، والتى كانت تحتاج تغييرا فى الشكل والأداء لكنه استطاع تقديم أفضل أداء لتلك الشخصية.
ورغم أن طبيعة الدور ليست كوميدية لكن لزمات باسم وطريقته فى الإلقاء جعلته كوميديا فى معظم المشاهد، وفى مشاهد أخرى يصبح شديد التراجيدية لدرجة تجعل المشاهد يتأثر حتى البكاء، واستطاع باسم التنقل بين الحالتين بمنتهى السلاسة والتلقائية.
ورغم أن الشخصية تبدو للوهلة الأولى أنها سمجة ومستفزة لمن يشاهدها، حيث يجسد شخصية روتينية وباردة فى أغلب الأوقات ولا يتحمل المسؤولية بل يضع العبء الأكبر على أكتاف زوجته وليس لديه طموح على الإطلاق، لكن باسم أظهر من خلال الشخصية مفردات ومعانى أخرى قدم الدور بطريقة مختلفة تماما جعلت المشاهد ينتظر أن يراه خلال الحلقة، وعناء باسم فى الشخصية لم يكمن فى استطاعته تغيير أدائه وطريقة تعبيره فقط، بل أدى أيضا إلى تغيير شكله فيصبح رجلا لديه كرش نظرا لروتينه وعدم اهتمامه بنفسه كأى زوج تقليدى فى المظهر والأداء. ولا أحد يستطيع إنكار أن العمل بشكل عام جيد جدا فهو يعتبر عملا دراميا متكاملا، حيث إنه مأخوذ عن القصة الأدبية «ذات» للراحل صنع الله إبراهيم وتتوافر فيه كل مقومات النجاح بداية من قصة تحترم ذكاء المشاهد ومخرجين متميزين هم كاملة أبو ذكرى وخيرى بشارة، واللذين استمرا فى تصوير العمل ما يقرب من عامين ونصف وهى أطول مدة ممكن أن يتم تصوير عمل درامى بها، لكن ذلك حتى يستطيعا تقديم أدق التفاصيل فى العمل، بالإضافة إلى ممثلين موهوبين جدا وقدموا أدوارهم بحرفية شديدة أيضا مثل نيللى كريم وانتصار، لكن رغم كل هذا كان من الممكن أن يتم تقديم دور عبده بتقليدية شديدة خاصة أنها شخصية قابلة تماما لذلك، لأنها ليس بها جديد، لكن أداء باسم سمرة هو الذى خلق فيها الروح وجعلها شخصية حقيقية من لحم ودم تعيش بيننا. ورغم تقديمه لـ3 أعمال درامية فى رمضان هذا العام، إلا أن الـ3 شخصيات مختلفة تمام الاختلاف عن بعضها البعض، حيث يجسد فى مسلسل «آسيا» بطولة النجمة منى زكى دور «أنتيكة» وهو شخص صاحب كباريه، ويتعمد ارتداء ملابس مبالغ فيها تدل على الثراء، ورغم أن أن طبيعة عمله تفرض عليه أن يكون شخصا قويا وليس لديه أخلاق، إلا أنه فى الوقت نفسه يتمتع برومانسية شديدة، حيث يقع فى غرام «آسيا» التى تعمل راقصة بعد فقدانها الذاكرة.
بينما ثالث الأعمال التى يشارك بها باسم فى رمضان هذا العام فهو مختلف فى الشكل والموضوع والأداء، حيث إن شخصية «عسلية» البلطجى فى مسلسل «الوالدة باشا» ليست شخصية بلطجى تقليدى، مثل التى ظهرت طوال سنوات وعقود طويلة من خلال الدراما، بل هى شخصية بلطجى مختلف، حيث رغم جبروته وسطوته أمام الجميع فإنه يقف أمام والدته كالطفل الصغير وينفذ أوامرها مهما كانت، حيث إنه يعشق والدته التى تحملت كثيرا لتربيهم هو وأشقاءه بعد وفاة والدهم فى حادثة انفجار سيارة أمام أحد الأقسام، فهو البلطجى لكن صاحب القلب الطيب أيضا وخفة الظل والطاعة الكاملة لوالدته.
عدد الردود 0
بواسطة:
mahmoud ragab
فنان ممتاز
اوك برافو باسم سمرة